الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 977الرجوع إلى "الرسالة"

كمال الدين جودت

Share

نعت الصحف منذ أيام المغفور له الأستاذ كمال الدين جودت  المهندس، والد صديقنا الأستاذ الشاعر صالح جودت، وشقيق  الأستاذ القانوني صالح جودت بك المحامي، والذي يعني    (الرسالة)  الكشف عنه ناحية أدبيةفي حياة الفقيد لا نحسب  أن أحداً يقف عليها أو يذكرها اليوم.

فقد كان المرحوم كمال الدين جودت مهندساً بحكم تعليمه  وثقافته، ولكنه كلن إلى جانب هذا أديباً فناناً بدافع طبيعته  ومواهبه، فقد عني في مطلع حياته بالكتابة على أسلوب  المقامات، ثم انصرف عن ذلك إلى الزجل أو الشعر العصري كما  كان يسميه، وكانت له في هذا السبيل محاولة طيبة، إذ أراد أن  يستخدم الزجل في تقريب العلم وتحبيبه إلى النفوس بين الناشئين  والعامة، فمن ذلك إنه نظم جغرافية القطر المصري بالزجل في  كتاب سماه   (قلائد الدر في جغرافية مصر)  طبعه عام ١٩٠٣م  وهو بهذا الصنيع يقابل صنيع العلماء في نظم العلوم شعراً كما  صنعوا في النحو والقراءات والفلسفة والمنطق والحساب وتقويم  البلدان، ولا شك أن أسلوب الزجل في هذا يكون اقرب  وأحب إلى نفوس الناشئة والعامة لقرب مأخذه وقلة المعانات  في فهمه.

وأسلوب المرحوم كمال جودت في الزجل لطيف خفيف،  فهو يفتتح كتابه في جغرافية مصر قائلاً:

باسم الكريم افتح زجلي ... في علم تقويم البلدان

إياك على الله أبلغ أملي ... وانفع به أبناء الأوطان

العلم ده اسمه جغرافية ... كمان وتقويم البلدان

كله فوائد عال كافية ... طبعاً لتثقيف الأذهان

وهو بهذا الأسلوب يأخذ بالحديث عن هذا العلم وتقسيماته  ووصف هيئة الأرض وأقسامها،ثم يأخذ في وصف القطر  المصري ومدنه وأقاليمه، فنجده يتحدث مثلاً عن مديرية  الشرقية وتقسيمها الإداري فيقول:

عندي مديرية سنية ... بحثت عنها بالتدقيق

حلوة تسمى الشرقية ... خصبة وبندرها الزقازيق

عدد مراكز الشرقية ... ستة بدت بالبنجبات

ناقوس وبلبيس مع ههيسا ... وكفر صقر مع القنيات

وكماني مركز منيا القمح ... مركز لطيف خالص وجميل

وفي وصفهم يحتاجون شرح ... وقصدنا عدم التطويل

أما وقد وصف - رضوان الله عليه - بلدتي منيا القمح  بأنها   (مركز لطيف خالص وجميل)  ليقتضيني وقد  انتقل إلى جوار ربه أن أراد له هذا الجميل.

اشترك في نشرتنا البريدية