من الألغاز التي خلفتها العصور الوسطى ولم يحلها العلم بعد، اختفاء مدنية بأسرها قامت منذ قرون عدة في الأرض الخضراء على أكتاف فريق من المستعمرين الأوربيين الذين رحلوا إلى هذه البلاد حوالي عام ٩٨٦ ميلادية.
ذلك أن هؤلاء المستعمرين كانوا قد قاموا بتشييد المباني والمعابد الدينية، ونظموا حكومتهم تنظيما لا يختلف عن نظام الحكومات الأوربية في ذلك الحين، ثم اختفوا واختفت حضارتهم، حتى أصبحت هذه البلاد لا تحوي غير سكانها الأصليين من الإسكيمو.
أما كيف اختفى هؤلاء المستعمرون، وكيف زالت حضارتهم، فذلك هو اللغز الذي حاول العلم والاستكشاف حله أكثر من مرة، فكان كل ما توصل إليه أن اكتشف أنقاضا لمباني هؤلاء المستعمرين، وأكثر من ألف ومائتي قطعة من أدوات الزراعة والمنزل والصناعة المختلفة مطمورة بين هذه الخرائب والأنقاض.
وبين التفسيرات التى يفترضها العلماء لتعليل اختفاء أي أثر لوجود هذا الشعب، أن أفراده قد اندمجوا في السكان
الأصليين - الاسكيمو - بالتزاوج حتى أصبح نسلهم ، بفعل الوراثة والجو والطعام ، لا يتميزون عن الاسكيمو نفسهم ، وضاع كل أثر يميزهم عنهم .
على أن أحدث التفسيرات هي تلك التي يوردها الأستاذ فيلهاجالور ستيفانسون في كتابه عن ألغاز التاريخ التي لم تحل بعد ، فهو يفترض ان هؤلاء المستعمرين إما أن يكونوا قد تعرضوا لمجاعة أو وباء شديد الفتك قضى عليهم ولم يقو من نجا علي البقاء ، بل غادروا هذه البلاد ، وإما أن يكونوا قد انحطوا من الوجهة الجسمانية بتأثير الجو ، حتى وصلوا إلي نسل لا يفترق عن الإسكيمو في شىء،
وسواء أصبحت هذه التفسيرات أم كانت مجرد تخمين، فمما لاشك فيه ان اختفاء شعب كامل لغز قد يجد الباحثون فيه موضوعا لكثير من النشاط الذي لابد ان يؤدي إلي حله.

