هزها الشوق والخيال فغنت وحباها الغرام لحنا جميلا أسرعت فى مسيرها وتأنت ثم مالت لتستريح قليلا
انظر الزهر كيف يرنو إليها والمح العشب كيف يبدو نضيرا وارقب الغصن كيف يحنو عليها واسمع الطير كيف تشدو سرورا
فتن الكون كله بفتاة بث فيها الجمال سحرا حلالا مد تبدت على باط نبات كست الكون بهجة وجلالا
هى كالزهر رونقا وبهاء وهى كالطير خفة ودلالا هى كالماء رقة وصفاء صاغها الله للجمال مثالا
هى كالصبح روعة وابتساما وهى كالفجر ريبة وحياء وهى كالشمس حدة واحتداما وهى كالبدر رقة وسناء
أطلقت فى الخلاء صوتا رخيما مثل سجع الحمام عند البكور هادئا ناعما شجيا رخيما دق فى الوصف عن أدق الشعور
ذكرت حبها وقالت كلاما من رقيق العتاب سامى البيان لم ترد بالعتاب الا سلاما وحديث العتاب جم المعانى
ضحكت برهة ولكن عراها أثر هذا السرور شىء عجاب عبست فجأة وخارت قواها وسعت الهم نحوها والعذاب
أنظر الدمع كيف يجري سخينا أغرق الخد يأبى انقطاعا واسمع اللحن كيف صار أنينا يملأ القلب رأفة والتياعا
هتفت باسمى وهى تحسب أنى لا أراها ولم أزل فى بعادى ويح قلبى! أيهرب القلب منى؟ ويح نفسى! أشعلة فى فؤادى؟
أبصرتنى فكفكفت مقلتيها وعراها وقد رأتنى اضطراب وعرانى وقد هرعت اليها نشوة ثم رجفة واكتئاب
قد دهانى عند اللقاء اختبال وعصانى فلم يترجم لسانى حين لم يبق للسان مجال ترجم الدمع عن أدق المعانى
أمهلتنى هنيهة ثم قالت ويح نفسى لقد سمعت عتابى واطمأنت لحيرتى ثم مالت تطل البعد وهى ترجو اقترابى
قلت مهلا ترفقى بفؤاد شفه الوجد والحنين اليك جئت أسعى اليك بعد بعاد ووضعت الفؤاد بين يديك
لست أرضى الخلود عنك بديلا فحياتى رهينة بهواك لا ولا المجد أرتضيه خليلا غاية المجد أن أنال رضاك
لك نفسى إذا أردت فداء أنت روحى وأنت غاية نفسى لا أدرى فى الوجود عنك عزاء أنت عينى وأنت سمعى وحسى
أطرقت عفة وأغضبت حياء إذ رأتنى محدقا فى اشتياق وأرتنى تمنعا وإباء وإباء الدلال حلو المذاق
لست أنسى جمال ذاك المحيا بين زهو الصبا وطهر العفاف وحديثا وعاه قلبى شهيا أين من وصفه بليغ القوافى؟
لست أنسى طلاقة وبهاء وانتشاء وغفلة وابتساما لست أنسى تعففا وحياء وانتباها وفطنة واحتشاما
لست أنسى تلهفا وافتتانا وهى تصغى الى حديث اغترابى لست أنسى ترفقا وحنانا ما أحيلاه بعد طول الغياب!
ان هذا اللقاء يملأ قلبى كل حين مسرة وهناء فأراها على البعاد وحسى ذاك حتى يجود دهرى عزاء

