الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد الرابعالرجوع إلى "الرسالة"

لقاء

Share

هزها الشوق والخيال فغنت    وحباها الغرام لحنا جميلا أسرعت فى مسيرها وتأنت     ثم مالت لتستريح قليلا

انظر الزهر كيف يرنو إليها         والمح العشب كيف يبدو نضيرا وارقب الغصن كيف يحنو عليها    واسمع الطير كيف تشدو سرورا

فتن الكون كله بفتاة            بث فيها الجمال سحرا حلالا مد تبدت على باط نبات       كست الكون بهجة وجلالا

هى كالزهر رونقا وبهاء      وهى كالطير خفة ودلالا هى كالماء رقة وصفاء       صاغها الله للجمال مثالا

هى كالصبح روعة وابتساما     وهى كالفجر ريبة وحياء وهى كالشمس حدة واحتداما    وهى كالبدر رقة وسناء

أطلقت فى الخلاء صوتا رخيما     مثل سجع الحمام عند البكور هادئا ناعما شجيا رخيما           دق فى الوصف عن أدق الشعور

ذكرت حبها وقالت كلاما    من رقيق العتاب سامى البيان لم ترد بالعتاب الا سلاما    وحديث العتاب جم المعانى

ضحكت برهة ولكن عراها   أثر هذا السرور شىء عجاب عبست فجأة وخارت قواها   وسعت الهم نحوها والعذاب

أنظر الدمع كيف يجري سخينا   أغرق الخد يأبى انقطاعا واسمع اللحن كيف صار أنينا    يملأ القلب رأفة والتياعا

هتفت باسمى وهى تحسب أنى   لا أراها ولم أزل فى بعادى ويح قلبى! أيهرب القلب منى؟   ويح نفسى! أشعلة فى فؤادى؟

أبصرتنى فكفكفت مقلتيها    وعراها وقد رأتنى اضطراب وعرانى وقد هرعت اليها    نشوة ثم رجفة واكتئاب

قد دهانى عند اللقاء اختبال      وعصانى فلم يترجم لسانى  حين لم يبق للسان مجال         ترجم الدمع عن أدق المعانى

أمهلتنى هنيهة ثم قالت        ويح نفسى لقد سمعت عتابى واطمأنت لحيرتى ثم مالت   تطل البعد وهى ترجو اقترابى

قلت مهلا ترفقى بفؤاد         شفه الوجد والحنين اليك جئت أسعى اليك بعد بعاد    ووضعت الفؤاد بين يديك

لست أرضى الخلود عنك بديلا      فحياتى رهينة بهواك لا ولا المجد أرتضيه خليلا          غاية المجد أن أنال رضاك

لك نفسى إذا أردت فداء            أنت روحى وأنت غاية نفسى لا أدرى فى الوجود عنك عزاء    أنت عينى وأنت سمعى وحسى

أطرقت عفة وأغضبت حياء     إذ رأتنى محدقا فى اشتياق وأرتنى تمنعا وإباء               وإباء الدلال حلو المذاق

لست أنسى جمال ذاك المحيا    بين زهو الصبا وطهر العفاف وحديثا وعاه قلبى شهيا          أين من وصفه بليغ القوافى؟

لست أنسى طلاقة وبهاء   وانتشاء وغفلة وابتساما لست أنسى تعففا وحياء   وانتباها وفطنة واحتشاما

لست أنسى تلهفا وافتتانا   وهى تصغى الى حديث اغترابى لست أنسى ترفقا وحنانا   ما أحيلاه بعد طول الغياب!

ان هذا اللقاء يملأ قلبى       كل حين مسرة وهناء فأراها على البعاد وحسى    ذاك حتى يجود دهرى عزاء

اشترك في نشرتنا البريدية