الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 41الرجوع إلى "الرسالة"

ماء جديد أيضا

Share

ذكرت فى العدد الأسبق من الرسالة ما كان من أمر الماء  الثقيل، وقد سألني سائلون الزيادة من ذلك فها هي: -

إن الماء الثقيل يختلف كل الاختلاف عن الماء العادى  فى خواصه:

درجة السيحان  درجة الغليان  الوزن النوعى فى  درجة ٢٥  الدرجة التى عندها يبلغ أكثر كثافة

الماء العادى صفر ١٠٠ ١ +٤

الماء الثقيل +٣.٨ ٤٢ر١٠١ ١٠٥٦ و ١ +١١.٦

فمن أجل هذا، ومن أجل أن الأيدروجين فى الماء الأخف  يختلف عنه فى الماء الأثقل اختلافا بينا، اقترح الكيمياويون  الأمريكان لهذا الأيدروجين الأثقل اسما جديدا فأسموه  ديوتيريوم, Deuteriun واقترح له الأستاذ المعروف اللورد  رذرفود .Rutherford إسما غير هذا لاعتبارات كثيرة فاسماه  , diploged وكلا الاسمين ثقيل على السان العربي. ولعل الثاني أخف وطأة من أخيه، وقد اشتركا فى حرفهما  الأول فصار رمز هذا العنصر الجديد هو حرف د D  يصبح الماء الثقيل أكسيد الدبلوجين.

وقد قدر الباحثون مقدار الدبلوجين فى الأيدروجين العادي  وقدروا مقدار أكسيد الدبلوجين فى الماء العادي فاختلفوا اختلافا

كبيرا، وكان الاختلاف لأسباب، مثالها أنهم اعتمدوا فى  أحد هذه التقديرات على طيف الأيدروجين، وكان أيدروجينا  حضروه بطريقة التحليل الكهربائي للماء. فكان دبلوجينه  لاشك قليل لأن أكسيده أبطأ تحللا بالكهرباء من الماء. فخرج الحساب بنتائج واطئة المقدار. ومن هذه النتائج الواطئة  النسبة ١ إلى ٢٥٠٠٠ التي ذكرتها فى مقالي السابق.

واتبع باحثان آخران طريقة أخرى يكفلان بها تحلل  الماء كله تحللا كهربائيا كاملا، ثم اختبروا طيف ايدروجينه  الناتج، فقدروا ان به من الدبلوجين جزءا فى كل ٥٠٠٠ جزء

وطبق الأستاذان لويس ومكدونالد طريقة البكنومتر  pyknometer على المائين، العادي والنقي (هكذا أسمياهما)  فخرجا على آن الماء العادى يحتوي جزءا فى كل ٦٥٠٠ جزء

واستخدم الاستاذ اللورد رذرفورد Rutherforp وأصحابه طريقه " القذائف ," وفيها قذفوا عنصرالليثيوم Lithium بأيونات الدبلوجين وأيونات الأيدروجين، فوجدوا أن  جسيمات (ألفا) الناتجة فى حالة الدبلوجين لها مدى اكبر  ٥٠ فى المائة من مداها فى حالة الأيدروجين. وهذه طريقة  دقيقة يرجون بها أن يقدروا أكسيد الدبلوجين فى الأمواه  الاصطناعية والأمواه الطبيعية المختلفة، فماء العين لاشك سيختلف  عن ماء النهر، وهذا عن ماء البحر، ومياه البحار الطلقة لا شك  ستختلف فى ذلك عن مياه البحر الحبيسة. وقد وجدوا فعلا  أن ماء البحر الميت يكثر مقدار أكسيد الدبلوجين الذى به،  وقد قدرت النتائج الأولى هذه الكثرة بالضعف. وهذا  ما كان منتظرا لتبخر مائه تبخرا يزيد على غيره من البحار.

أما الخواص الكيميائية للدبلوجين ولأكسيده فالأبحاث

التي أجريت عنها لا تزال قليلة. ولكنها فى مجموعها تشير إلى  قلة النشاط الكيميائي فى الدبلوجين وفي أكسيده. مثال ذلك  انهم حللوا ماء مأخوذا من المطر بإمراره على الحديد المحمى  فوجدوا أن الجزء الأول الناتج من الأيدروجين يحتوي  ٦٠٠٠: ١ من الدبلوجين، بينما الجزء الأخير يحتوي ٤٥٠٠: ١  منه. ومثال ذلك انك إذا حللت ماء محمضا بالخارصين فان المتبقي  من هذا الماء تزيد نسبة أكسيد الدبلوجين فيه زيادة كبيرة.

إن علمنا بالدبلوجين ومركباته لا يزال قليلا، ومناهج  البحث فيه كثيرة والاحتمالات العلمية الذى سيتمخض عنها الغد لاشك جليلة. قال الأستاذ الورد رذرفورد (لقد فتح  هذا الكشف لنا باب كيمياء جديدة وبيلجة جديدة)

اشترك في نشرتنا البريدية