الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 41الرجوع إلى "الرسالة"

ماء جديد

Share

حضرة الأستاذ الكبير صاحب الرسالة الغراء

تحية واحترام وبعد، فقد قرأنا فيما قرأناه من موضوعات شيقة  آخر ما صدر من أعداد الرسالة فصلا قيما كتبه حضرة الدكتور  أحمد زكى في باب العلوم بعنوان (ماء جديد) فهمنا منه أن البحث  قد كشف أخيرا عن وزنين مختلفين لذرة الأيدروجين كما كشف  قبلا عن مثل ذلك فى الزئبق وغيره من العناصر، وأنه ظهر على اثر  ذلك أن الماء العادي يشمل على كم صغير جدا من ماء ثقيل شديد  التركز مؤلف من ذرات الأيدروجين الثقيلة وذرات الأوكسجين

وقد ذهب الدكتور الفاضل إلى أن هذه الحقيقة الأخيرة قد  أظهرت خللا فى الأسس المقررة لقياس الحرارة ووزن الإثقال  وذهب بعض القراء إلى أنه يؤخذ من مقال احمد أمين هذا  - يريد احمد زكي - أن البحث الحديث قد أدى إلى نتيجة جديدة وهي  أن الماء مؤلف من ذرات أيدروجين صغيرة وذرات أيدروجين  كبيرة، وأنه لا صحة لما كان يقال من أن السنتيمتر المكعب من الماء يزن جراما.

وعندى أن صاحب المقال لم يخطر بباله عند كتابته انه سيؤدى إلى هذه النتائج الخطرة

فهو يقول أن الماء الثقيل يتجمد فى درجة ٤ تحت الصفر ويغلي  على درجة ١٠١ ويعد هذا دليلا على فساد أسس علم الحرارة، ثم يسأل  بأسلوب يلقي الريب فى ذهن القارئ عن الجرام وهل هو وزن  السنتيمتر المكعب من الماء الخفيف أو من الماء الثقيل ؟

والصحيح أن الحقائق التي كشفها البحث وأشار إليها الكاتب  لا تمس مقاييس الحرارة والأوزان من قريب أو بعيد. فالعبرة  فيها كانت وستبقى بالماء النقي العادى المشتمل دائما على جزء من ٢٥  ألف جزء من ماء ثقيل ، فهذا الماء العادى ، وإن شئت الطبيعي،  سيتجمد دائما فى درجة الصفر ويغلي على درجة المائة ويزن السنتيمتر المكعب منه جراما لاغير فى درجة معينة من الحرارة.

وما شأن الماء الخفيف وحده والماء الثقيل وحده بعد ذلك فى أمر  الحرارة والثقل إلا نفس الشأن الذى لغيرهما من السوائل فالماء النقي العادي سيظل كما هو أساس مقاييس الحرارة والأوزان.

وأما ما ذهب إليه بعض القراء من الخلط بين الأستاذ الكاتب وزميله  الأستاذ احمد أمين فمرده فيما أرى إلى تناول الكاتب موضوعاته  العلمية بأسلوب كأسلوب زميله الأديب الكبير ، واغلب الظن أن  النتيجة العجيبة التي طفر إليها هذا البعض من تكون الماء من  أيدروجين صغير الذرات وأيدروجين كبيرها تقع تبعتها على هذا  الأسلوب الأدبي الممتع نفسه. . . . .؟  الإسكندرية

اشترك في نشرتنا البريدية