الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد التاسع عشرالرجوع إلى "الرسالة"

مطالعات فى التصوف، عوارف المعارف - ماهية التصوف - أصل كلمة صوفى

Share

-3-

لعل حظ كل من البابين الخامس والسادس من الأهمية والقيمة العلمية أكثر من حظ غيرهما. فهذان البابان يدلان دلالة واضحة مستقيمة  لا لبس فيها ولا اعوجاج على ماهية التصوف وكنهه وعلاقته  بالفقر والزهد، والفرق بينه وبين الفقر والزهد. هذا هو ما يتناوله  الباب الخامس من كتاب عوارف المعارف فيما قدم لنا فيه مؤلفه  من تعريفات متنوعة للتصوف. أما الباب السادس فأنه يظهرنا على  مسألة ليست أقل من سابقتها خطرا. ولكنها على العكس أبعد  ما تكون أثرا على أعانتنا على فهم التصوف وما مر به من أطوار  فهما مستقيما. وأعنى بها مسألة الأصل الذى صدرت عنه كلمة صوفى  وتلك مسألة قد عرض لها مؤلف عوارف المعارف فى نهاية الباب  الأول من كتابه فأشار إشارة موجزة إلى أن هذه اللفظة لم تذكر  فى القرآن وإنما تركت وذكر مكانها لفظ المقرب. وإذن فالمألوف  يفصل فى الباب السادس من كتابه ما أجمل فى الباب الأول. وهو  يعرض علينا فى شىء من الاستطراد الآراء المختلفة التى رآها العلماء  المختلفون فى الأصل الذى اشتقت منه هذه الكلمة. وهو ينتهى من  هذه الآراء كلها على الرأى الذى يلائم طبيعة الاشتقاق اللغوى من  ناحية، ويدل دلالة صحيحة على طبيعة الصوفية وماهية التصوف  من ناحية أخرى. وبالجملة يمكننا أن نقول أن هذين البابين من كتاب  عوارف المعارف أقدر على اعطائنا فكرة عامة شاملة تستطيع أن  تظهرنا على لب التصوف.

1- ففى الباب الخامس يقدم إلينا المؤلف طائفة من  التعريفات اختلفت فى مبانيها واتفقت فى معانيها. وهو يظهرنا  من خلال هذه التعريفات على ماهية التصوف والفقر والزهد.  ثم هو ينتهى من هذا كله إلى أن هناك فرقا بين التصوف من  ناحية وبين كل من الفقر والزهد من ناحية أخرى. كما أنه  ينتهى إلى أن أساس التصوف وقوامه انما هو الفقر. ولكى أكون  لديك صورة صادقة لما أشتمل عليه هذا الباب لابد من أن أقف بك  وقفة قصيرة تلم بها بأهم التعريفات التى عرضها علينا المؤلف لتتبين  منها ماهية التصوف:

(ا) قال رويم : " التصوف مبنى على ثلاث خصال: التمسك  بالفقر والافتقار. والتحقق بالبذل والإيثار. وترك التعرض  والاختيار."

( ب ) وسئل الجنيد عن التصوف ما هو. فأجاب بقوله: " ان  نكون مع الله بلا علاقة . "

(ج) وقال معروف الكرخى : "التصوف الأخذ بالحقائق  واليأس مما فى أيدى الخلائق. فمن لم يتحقق بالفقر لم يتحقق بالتصوف". وبعد أن ذكر المؤلف هذه التعريفات، تراه قد قدم لنا تعريفات  أخرى للفقر والفقير اليك أهمها:

(ا) سئل الشبلى عن الفقر فقال : "ألا يستغنى بشىء دون الحق" (ب) وقال أبو الحسين النورى : "نعت الفقير الكون عند  العدم. والبذل والايثار عند الوجود"

وانتهى مؤلفنا من هذه التعريفات التى قدمت، الا ان هناك  اشتباها بين التصوف والفقر. فأنت ترى مثلا ان اشياء بعينها تذكر  فى معنى التصوف يذكر مثلها فى معنى الفقر. وان اشياء بعينها يرد ذكرها  فى معنى الفقر يرد ذكر مثلها فى معنى التصوف. ومن هناك كان  الاشتباه. ومن هنا أيضا كان لابد من التحقيق الذى يكشف الفاصل  بين كل من التصوف والفقر، والفرق الذى يميز ويحدد ماهية كل  من التصوف والفقر، وفوق هذا فان الاشتباه ليس قاصرا على  التصوف والفقر فحسب وإنما هو قد تجاوزهما إلى التصوف والزهد.  وإذن فلابد من التمحيص والتدقيق الذى يبين الفرق بين التصوف  والفقر من ناحية والتصوف والزهد من ناحية اخرى. بحيث نلمس  الاشتباه الذى يمكن أن يكون بين كل من هذه الاشياء الثلاثة. ونميز  الفرق بينها تمييزا يحدد كلامنا تحديدا من شأنه أن يحول بين اندماج  بعضها فى بعض أو تشابه بعضها مع بعض .

فأنت اذا انعمت النظر ودققت الفكر فى هذه المسألة تبين  لك ان التصوف غير الفقر، وان الزهد غير الفقر، وان التصوف  غير الزهد. وليس التصوف غير اسم جامع لمعاني الفقر والزهد  باضافة صفات ونعوت لابد منها لكي يكون الرجل صوفيا. فقد  يكون الرجل زاهدا وقد يكون فقيرا ولكنه ليس صوفيا. ولكنه  لكى يكون صوفيا لابد له بين أن يكون زاهدا وفقيرا.

وليس التصوف زهدا أو فقرا باضافة صفات ونعوت فحسب،  وانما هو شىء آخر ابلغ وأروع من هذا كله واقدر على تهذيب  النفس، وتنقية القلب، وتصفية الضمير، هو كما قال ابو محمد الحريرى:  "الدخول فى كل خلق سنى، والخروج عن كل خلق دنى".

وأهل الشام لا يميزون بين التصوف والفقر. فهم يذهبون إلى

الله وصف الفقراء بالصوفية. وإلى أن الصوفية سموا كذلك  لانهم فقراء. ولكن مؤلفنا قد تناول هذه المسألة بالدرس والتحقيق  فأوضح غامضها وكشف عن وجه الحقيقة فيها بحيث اظهر لنا فى  وضوح وجلاء الفروق بين التصوف والفقر. وأول هذه الفروق  هو أن الفقير فى فقره متمسك به، راض عنه، مطمئن اليه. وهو فى هذا  كله قانع بما سيجد عند الله من العوض. وهو كلما أمعن فى التطلع  الى هذا العوض ازداد إعراضاً عما فى الدنيا من اعراض زائلة  وزخارف باطلة. وأما الصوفى فلا يرغب عن زخرف الدنيا  وعرضها ابتغاء هذه الأعواض الموعودة ولكنه يفعل هذا من  أجل الأحوال الموجودة. وثاني هذه الفروق هو أن الفقير حين  يتمسك بفقره ويمعن فى ترك الدنيا وإعراضها إنما يفعل هذا بإرادته  واختياره على حين أنك ترى الصوفي قد تجرد من هذا الاختيار  وهذه الارادة. فهو فى جميع أحواله قد محيت فيه ملكة الاختيار  وفنيت ارادته فى ارادة الله فناء تاما بحيث لا يصدر فى شىء الا  عن إرادة الله. ولا يرى فضيلة ما فى فقر أو غنى، ولكن الفضيلة  عنده كائنة فيما أقامه الله فيه من حال. وليس أدل على أن الصوفى  قد فنيت ارادته فى ارادة الله، من قول الجنيد الذى عرف فيه  التصوف بأنه. "هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به" فمن هذا  ترى الفرق واضحا بين التصوف والفقر. كما ترى ان التصوف  قوامه ودعامته الفقر بمعنى أن الوصول إلى مراتب التصوف انما  يتوسل إليه بالفقر. على أن الفرق بين التصوف والفقر لا يقف  عند هذا الحد، وانما هناك فرق ثالث يمكن تلخيصه فى أن الصوفى  هو من إذا استقبله حالان حسنان أو خلقان حسنان كان مع  الاحسن. على حين أن الفقير والزاهد لا يميزان بين الحالين  الحسنين أو الخلقين الطيبين. بل هما يختاران من الاخلاق ما هو  ادعى إلى الترك والخروج عن شواغل الدنيا حاكمين بعلمهما. وعلى  العكس من هذا ترى أن الصوفى يحكم على الأشياء ويستبين الاحسن  بما الهم من عند الله مستعينا فى ذلك بصدق التجائه وحسن انابته  وعلمه بربه. وبعبارة أخرى يمكنك أن تقول أن الصوفى لا يرى فى  الاشياء الا ما يظهره الله عليه ولا يحكم عليها إلا بما أوحى إليه.  فالتصوف على حد قول رويم ليس إلا استرسال النفس مع الله  تعالى على ما يريد. أو هو كما قال بعضهم أوله علم وأوسطه عمل وآخره موهبة من الله تعالى. والصوفى - كما قال سهل بن عبد الله - هو:  "من صفا من الكدر. وامتلأ من الفكر وانقطع عن البشر.  واستوى عنده الذهب والمدر"

وخلاصة هذا كله هى أن الفقر أساس التصوف وقوامه .

وأن التحقق بأحوال التصوف ومقاماته بنى على الفقر والزهد فيما  اشتملت عليه الدنيا من زخرف ومتاع. وقد قص علينا مؤلف  عوارف المعارف قصة رويت عن ذى النون المصري، ولا بأس  من إيرادها فهى تظهرنا على ما انطوت عليه نفوس الصوفية من  تمسك بالفقر، وإمعان فى الزهد، وإغراق فى الإعراض عن ملذات  الدنيا وشهوات النفس.

قال ذو النون: "رأيت ببعض سواحل الشام امرأة فقلت:  من أين أقبلت؟ قالت: من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع،  فقلت: وأين تريدين؟ قالت: إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع  عن ذكر الله. فقلت: صفيهم لى. فأنشأت:

قوم همومهم بالله قد علقت       فما لهم همم تسمو إلى أحد فمطلب القوم مولاهم وسيدهم    يا حسن مطلبهم للواحد الصمد! ما أن تنازعهم دنيا ولا شرف      من المطاعم واللذات والولد ولا للبس ثياب فائق أنق         ولا لروح سرور حل فى بلد إلا مسارعة فى أثر منزلة          قد قارب الخطو فيها باعد الأبد فهم رهائن غدران وأودية        وفى الشوامخ تلقاهم مع العدد

فهذا الشعر وان كان ركيكا مهلهلا ضعيفا إلا أنه يصور لنا فى  وضوح نفوس الصوفية وقلوبهم وما احتوت عليه هذه القلوب  وهذه النفوس من فناء فى الله، وذكر له، واتحاد معه، بحيث أصبحت  نفوسهم لا تفكر إلا فيه وقلوبهم لا تنزع إلا إليه. وبحيث انهم  تجردوا عن كل شهوة، وخلصوا من كل لذة، وتحرروا من هذه القيود  الجسمانية التى تفسد على الإنسان حياته الباطنية وتكدر صفاء  سريرته النفسية.

وآية ذلك هى أن الصوفى دائم التصفية والتنقية لنفسه مما يشوبها  من الأكدار. وهو فوق هذا دائم الحركة والاضطراب بدوام  التجائه وافتقاره إلى ربه. والتجاؤه وافتقاره هما اللذان يهذبان  قلبه وينقيان نفسه ويضيئان جوانب هذا النفس وهذا القلب بالمعرفة  الصحيحة الصادقة التى تكشف له عن حقيقة الله وماهية الأشياء.  وعلى هذا ترى انه لابد للصوفى من دوام الحركة والاضطراب  بدوام الافتقار والالتجاء وحسن التفقد لمواطن إصابات النفس.

ولنترك الآن الباب الخامس بعد أن وقفنا عند أهم ما  اشتمل عليه ولنعرض للباب السادس حيث يحدثنا السهروردى عن  مسألة لها قيمتها العلمية وخطرها العظيم فى تاريخ التصوف وفهم  الأطوار التى مر بها فهما صادقا مستقيما. وأعنى بهذه المسألة مسألة  الأصل الذى صدرت عنه كلمة (صوفى) والمصدر الذى اشتقت  منه ونسبت إليه، والمؤلف حين يحدثنا عن أصل كلمة صوفى يعرض

علينا أهم الآراء التى رآها القدماء واختلفوا فيها اختلافاً تجاوزهم  إلى المحدثين من المستشرقين وغير المستشرقين من علماء الشرق.

ولعل مؤلف عوارف المعارف أميل ما يكون إلى أن هذه الكلمة  ليست إلا نسبة إلى الصوف. وهو يستمد فى رأيه هذا إلى أن الصوف  كان لباس الأنبياء فقد روى عن النبى أنه كان  يجيب دعوة العبد ويركب الحمار ويلبس الصوف. وحكى عن  عيسى عليه السلام أنه كان يلبس الصوف والشعر ويأكل من الشجر  ويبيت حيث أمسى. فأنت ترى أن هذا الكلام إن صح كان طبيعياً  أن يختار المتصوفة لباسهم من الصوف وكان بديهيا أن تكون نسبتهم  إلى ظاهر لباسهم الذى ينسج منه. وهذا الرأى ملائم لما أخذ به  الصوفية أنفسهم من زهد فى ملذات الدنيا بصفة عامة وميل إلى اللباس  الخشن وأعراض عن اللباس الرقيق الناعم بصفة خاصة ناهيك بأنه  يلائم ملاءمة تامة طبيعة الاشتقاق اللغوى. فيقال تصوف الرجل  إذا لبس الصوف كما يقال تقمص إذا لبس القميص. وفق هذا  كله فانه نظرا لتقلب أحوالهم ومقاماتهم ودوام تنقلهم لم يكن هناك  أمر يقيدهم ويجمع هذه الأحوال وهذه المقامات المتنوعة. ومن  هنا كانت نسبتهم إلى ظاهر اللباس الذى اتخذوه مميزاً لهم مشيرا إلى  ما يأخذون به أنفسهم من زهد وتقشف وورع. فكان ذلك أبين  فى الإشارة إليهم وأدل على حصر وصفهم. إذ أن ليس الصوف كان  غالبا عليهم لتشبههم فى ذلك بالأنبياء والمقربين. ومن هنا ترى أن نسبتهم إلى  الظاهر أوفق وأقرب إلى الإقناع من نسبتهم إلى  الباطن. فلو نسبوا مثلاً إلى حال ما، أو إلى مقام ما، كان ذلك أقل  دلالة وأدنى إلى الغموض والإبهام فى الإشارة إليهم.

فمما تقدم ترى أن نسبة الصوفية إلى الصوف أبين فى تفهم  حالهم وأدل على زهدهم وأقرب إلى التواضع منها إلى أى شىء  آخر. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تسمية الصوفية بهذا الاسم راجعة  إلى نسبتهم إلى الصوفة وخلاصة هذا المذهب هى أنه لما كان  الصوفية يؤثرون الذبول والخمول والانكسار والتواضع مثلهم فى  ذلك كمثل الصوفة الملقاة، كانت تسميتهم بهذا الاسم نسبة إلى  الصوفة. وهذا الرأى فضلا عن انه ملائم للدلالة على ما انطوت  عليه نفوس الصوفية من الإذعان والذلة والخضوع فانه ملائم  أيضا لطبيعة الاشتقاق اللغوى.

وهناك رأى آخر يتلخص فى أن الصوفية سموا بهذا الاسم  لأنهم فى الصف الأول بين يدى الله عز وجل لارتفاع هممهم  وإقبال قلوبهم على الله تعالى.

ورأى رابع ذهب فيه أصحابه إلى أن تسمية الصوفية بهذا الاسم

راجعة إلى نسبتهم إلى (الصَّفة) التى كانت لفقراء المهاجرين فى عهد النبى.  على أن هذا الرأى وإن كان صحيحا من ناحية المعنى إلا انه لا يستقيم  من ناحية الاشتقاق اللغوى. فالصوفية يشبهون "أهل الصفة" من  حيث أنهم فقراء مؤتلفون فى الله مجتمعون فى الله. وأصحاب  الصفة هؤلاء كانوا نحوا من أربعين رجلاً لم تكن لهم بالمدينة مساكن  ولا عشائر. كانوا يصرفون بياض النهار محتطبين ويقضون سواد  الليل متعبدين. آثرهم النبي بحبه لهم وعطفه عليهم وبره بهم حتى  انه كان يأكل معهم ويحث الناس على مواساتهم. هم الذين نزلت  فيهم الآية الكريمة. "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة  والعشى" والذين نزلت فى أحدهم وهو ابن أم مكتوم هذه الآية  الشريفة: "عبس وتولى أن جاءه الأعمى." فكان ذلك عتاباً للنبى  ويقال انه كانت توجد فى بلاد خراسان طائفة من أهل الصفة لجأت  إلى المغاور والكهوف ولم تسكن المدن والقرى. كان يسميهم أهل  خراسان (شكفتية) لأنهم يطلقون على الفار لفظة "شكفت"  فنسبوهم إليها. أما أهل الشام فكانوا يسمونهم "جوعية"

تلك هى أهم الآراء التى ذكرها السهروردى فى أصل كلمة صوفى  وقد أخذ بعدها فى اظهارنا على ان هذه الكلمة تجمع المتفرق فى  الأسماء التى ذكرها الله فى القرآن وسمى بها طوائف الخير المختلفة  فقد سميت طائفة بالأبرار وأخرى بالمقربين وثالثة بالصابرين  ورابعة بالصادقين الخ ... وأنت إذا أمعنت النظر فيما اشتملت  عليه قلوب الصوفية من بر وصبر وصدق وذكر لرأيت أن لفظة  الصوفى قد احتوت كل ما تدل عليه اسماء هذه الطوائف.

ويختم المؤلف هذا الباب بذكر موجز لتاريخ كلمة صوفى فيقول  انها لم تعرف فى زمن النبى وانما عرفت فى زمن التابعين. واثبت  هذا بذكر كلام روى عن الحسن البصرى قال فيه: "رأيت صوفيا  فى الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال: "معي أربع دوانيق يكفينى  ما معى" على هذا ذهب بعضهم إلى أن هذا الاسم لم يعرف إلى المائتين  من الهجرة. فكان أصحاب رسول الله يسمون الرجل صحابيا حتى إذا  انقضى عهد النبى سمى من أخذ العلم عنهم تابعيا. ولما أن تقادم  عهد النبوة وانقطع الوحي وأقبل الناس على الدنيا وتهافتوا على  زخرفها انفردت طائفة بالعبادة والتقوى وأعرضت عن الدنيا  فكانت هذه الطائفة هى الصوفية "الاسم سمتهم. والعلم بالله صفتهم  والعبادة حليتهم. والتقوى شعارهم. وحقائق الحقيقة أسرارهم".

اشترك في نشرتنا البريدية