ما لفؤادي ذاب ... وما به وجد
وللدجى قد شاب ... ولم أنم بعد
ما للأسى قد فاز ... فى كبدي الحرى
وما لدمعي ثار ... من مقلتي ثرا
أمن بكا الأطيار ... تستقبل الفجرا
أم لزمان جار ... قد ألف الغدرا
أحنو إلى التذكار ... وليس من ذكرى
خيال أمي غاب ... وألفى المهد
عدا مع الأحقاب ... ولم يزل يعدو
فتشت فى فكرى ... عنك فخيبت
مت ولم أدرِ ... إنى قد عشت
ما ضر بالدهر ... لو لفني الموت
خلفت فى الأسر ... قلبي ينفت
يندب فى السر ... حليفه الصمت
في زمن لعاب ... من طبعه الحقد
يروح بالأوصاب ... وبالجوى يغدو
تمضي بى الأفكار ... فى هدأة الأغلاس
تسائل الأقدار ... وتنبش الآماس
عل بها تذكار ... لساكن الأرماس
والدهر للآثار ... مخرب دراس
منقلب غدار ... قاس شديد البأس
دهر حديد الناب ... ليس له عهد
مزمجر صخاب ... كأنه الرعد
الله للأيتام ... ماذا يلاقونا
من عنت الأعوام ... كم ذا يعانونا
غافون فى الاحلام ... بالدمع لاهونا
وهذه الأيام ... لا تعرف اللينا
تسقيهم الآلام ... والذل والهونا
وتدهق الأكواب ... لهم وتشتد
واليم مثل الصاب ... ما مثله ورد
أي طرفى الذراف ... مالك لا تهدأ
فالحلم الرفاف ... أشرق وامتدا
والزمن المخلاف ... لا ينجز العهدا
من طبعه الإجحاف ... إن خشي اشتدا
في هزله مسراف ... لا يعرف الجدا
دعني من التسكاب ... فهمي المجد
وخافقي وثاب ... قد شاقه الخلد
دمشق

