الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 278الرجوع إلى "الرسالة"

هتلر والسامية

Share

لعوامل اقتصادية وسياسية أخذ الزعيم هتلر ينمي الغرور القومي  في نفوس الألمان بترديد ما زعمه   (رينان)  ومن ذهب مذهبه من  تقسيم الناس إلى آريين وساميين، وقولهم إن الآريين يمتازون في  أصل الخلقة بالعقل والأصالة والكفاية والسمو. ويرمي من وراء ذلك  إلى تبرير ما يصنع مع اليهود من الاضطهاد والمصادرة والطرد،  وتسويغ ما يطمح إليه من سيطرة النازية على شعوب الشرق.  وفكرة هذا الامتياز لا تعتمد على أصل من العلم ولا سند من  الواقع، على فرض أنك تستطيع وضع الحد الفاصل بين الآري  والسامي. أما إذا علمت ما تقتضيه طبيعة الوجود من المزج الدائم  بين الأجناس والتداخل المستمر بين الأمم، وعرفت اختلاف  العلماء في موطن الآريين: أهو في وسط أسبانيا أم حول بحر  البلطيق، فلا يداخلك الشك في أن الفكرة خرافة لا تنبت إلا  في رأس مستعمر ماكر أو متعصب حاقد. والذي يعنينا من هذه  الفرية أن هتلر جعل المصريين في الجنس الذي حكم عليه هو  بالتأخر، ورمانا بالعجز والزماتة والانحطاط في كتابه   (كفاحي)     (صفحة ٦٥٦ من الأصل)  ونسى هذا السياسي المتعصب تاريخ  المدنية وما قدمه الفراعنة والعرب للعالم من عبقريات الذهن وروائع  الخيال وآيات الهداية. ولكن الدكتاتورية طغيان؛ والطغيان  يتجاوز الحدود في كل شيء فلا يقف عند علم ولا منطق ولا عدالة

اشترك في نشرتنا البريدية