يا فؤادي وذكره ليس بفمي أنت تشقى يحبه وتؤسى
ظلمتك الخطوب فيه ولكن سنة الحب أن تصون ويقسى
أنت فيثارة تفيض حنينا للجمال الحبيب معنى وحنا
خفقات لكنها داميات تتلظى بها شقاء وبؤسا
عبثا تحسب اللقاء قريبا فتشيع الضلوع طعنا ودعسا
راهب أنت باحبيس فرسفا في قيود قد كبلتك وحبسا
كلما لاح طيفه لاح ذكر يا فؤادي وخالج الفكر مسا
أنت تسعى لطيفه أزليا زاعما في السراب ماء فيحى
وهو في عرشه العظيم عظيم
كل ما ازددت شقوة زاد قدسا
أنت مني وما أنا غير روح وشعور تزداد نحسا وتعسا
أصحيح ما قيل عني وعنه
يا فؤادي إليه ما استعطت لمسا
أنت أدرى بالحال في كل طور
أنت أدرى بما تنكبت يأسا
يوم عبد الزهور في شهر آزار
أ كان الحديث جرسا وهمسا !
موكب للنجوم فيه تجمعن
وفيه اختلفن زيا ولبسا
شهدت مقلتاي حشدا وجمعا
وجمالا قد كان حلما وهجسا
زعموا أنني نسيتك عمدا
يا حبيبي فكيف أنسى وأنسى ؟
أنا لولاك كنت صخرا عيبا
جامدا أما عرفت سفرا وطرسا
أنت عفتني الجمال ومعناه فشد الجمال سطوا وبأسا
كنت نشوان بالتواصل لما كنت تهدي حبابه لي كأسا
يوم كان الرحيق حقا رحيقا يحتسى قبلة ويرشف لمسا
آه . . ما أجمل الحياة ادكارا
يوم نلنا التي بريقا وخلسا
وهي سكرى نشوانة تتهادي حولنا خفة وشدوا وعرسا
يا لطهر الهوى ويالا لحياة لم يطأها العذال إفكا ورجسا
وكأنى أراك بدرا منيرا قمرا نيرا وكونا وشمسا
والحنين الفياض وقف علينا والشعور الرقيق كم كان أنسا
ثم ماذا جري أأسأل عنكم
كيف كان وكيف أضحي وأمسي ؟
إن ما خفته تحقق طرا وأناني كما يعذب نفسا
كل هذا وسحره لي قوس سهمه نافذ رمى الله قوسا
ما تراني أمشي كئبيا وئيدا خافتا ما يزال مشي رعبا
لم أقل ماتت الأماني وولت لم أقل في غد أصوح أمسا
) أم درمان (

