بقي من المجموعة الشعرية لشاعر الخلود شوقى بك روايتان كوميديتان تهيئان الآن للطبع وهما: (الست هدى) و (البخيلة). ومن قرأ الشعر الفكاهى للأمير يتصور الروح الخفيفة المرحة التى تشيع فى هاتين الروايتين. وفيما يلي منظر من رواية البخيلة يلهب النفوس شوقا اليها:
(الست نظيفة وخادمها حُسْنى - حُسنى تدخل وبيدها شىء) الست نظيفة: تعالَي يا ابنتى جيئى بماذا جئتنى حُسْنَى؟ حسنى: لقد جئتُ بفنجانٍ خذيه جربى البُنَّا السيدة: وهذا شُبُكى. هاتِ حسنى: أجل بالعود قد جيتُ وفى الكيس مع الدخان زندانى وكبريتُ السيدة: سَلِمت حُسْنَى يداك حسنى: أنا مولاتى فِداكِ والآن هل آخذُ خَرْج النهار؟ السيدة: امضى خذيه إنه فى الكرار حسنى: هيأته سيدتى؟ السيدة: أجل! حسنى: وما أخرجتِ لى؟
السيدة: رأسٌ من الثوم وخمسٌ من صغار البصل حسنى: والسمن مولاتى تُرى السيدة: كأمس لم أقلل أوقيه حسنى: والأرز؟ السيدة: لا. لا يدخلنَّ منزلى لقد غلا سعراً ولا ... يُعجبنى السعرُ الغلى حسنى: ليتكِ بالزيتِ افتكرتِ والدقيق والعسل السيدة: ولِمَ يا حُسْنَى؟ أراك اليوم عادَكِ الخَبَلْ نسيتِ أن ههنا ... وتحت هذى الكنبَهْ العشراتُ من قدي ... م الكعك والغريِّبه حسنى: لم أنس يا سيدتى السيدة: أنت إذن مخربة حسنى: قد اشتهيتُ لقمة القاضى السيدة: اشتهتك عقربة! السيدة: وما الذى اشتريت يا حسنى لنا من الخُضَرْ؟ حسنى: الباميا! كأنها الزُمرُّدُ الخام الحجر السيدة: الباميا منذ متى هذا الخضار قد ظهر حسنى: جديدة قلتُ عسى سيدتى بها تُسَرَّ نادى المنادون علي ها منذ أسبوع غبَرْ ترفُلُ من شوكتها وفى شبابها النضر السيدة: أجل لقد أكلتُها فى منزل الشيخ عمر كالذهب الإبريز والثومُ عليها كالدُرَرْ حسنى: واليوم تأكلينها السيدة: أمر من طعم الصَّبِرْ اشتريتْ غاليةً مثل البواكير الأُخَرْ
حسنى: هدية تلك السيدة: وممن؟ جسنى: من قريبٍ لى حضر السيدة: من أين جاء ومتى؟ حسنى: من الصعيد قد بكر السيدة: وبم ترى جزيته؟ بقبلةٍ مستعجلة! حسنى: سيدتى! السيدة: امضى اطبخى دقّيةً مكمّلة كأنها خليةً من عسلٍ مجمّلَة والثوم فيها لؤلؤ وهى به مكللة والعظم حسنى: واللحم السيدة: إحذرى يتعبنى أن آكله حسنى: اللحم يا سيدتى فى الباميا ما أسهله السيدة: حُسنى انظرى حسنى: سيدتى السيدة: على البلاط وسخُ حسنى: الآن اغسلُ البلا ط ثم امضى اطبخُ (وتخرج حسنى الخادم)
