الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 729الرجوع إلى "الرسالة"

أدباء العروبة في مجلس الشيوخ:

Share

نشرت الصحف اليومية أن الشيخ المحترم   (فريد أبو شادي)   طلب إلى مجلس الشيوخ استجواب رئيس الوزراء عن التصرف  الذي وقع لحساب جامعة أدباء العروبة.

وقد اشار الشيخ إلى هذه التصرفات في كتابه إلى رئيس  مجلس الشيوخ   (. . . من استغلال النفوذ وتسخير مواصلات  الدولة، وإذاعتها لهذه الهيئة المسماة أدباء العروبة) .

ولقد مر الناس على ذلك فكان مجال تعليق، وموضوع  أحاديث. . . وإذا كان من حق الشيوخ والنواب مراقبة الحكومة  فإن من حق الأمة مراقبة هؤلاء، ومناقدتهم أحياناً ومناقشتهم  فيما يند عن المعقول من رقابة أداة الحكم في هذا البلد.

وليس مما يدخل في نطاق المعقول، ولا مما يستساغ أن يؤخذ  على الحكام استغلال نفوذهم في الصوالح العامة، وإنما يكون ذلك  حيث يستغل الحاكم سلطانه في أموره الشخصية ومصلحته الفردية وليس كثيراً على الأدب أن يتوكأ على نفوذ الدولة، وأن  تسخر له مواصلاتها، وإذاعتها، ولعل الأقرب إلى الواقع أن  نقول: أن الموصلات والإذاعة هما اللتان سخرتا الأدباء في هذه  الحفول الأدبية.

ثم أن أدباء العروبة لم يمسوا ميزانية الإذاعة المحدودة، ولم  ينالوا كثيراً من وقتها الثمين الذي تدبره الأقدار في مصر لإذاعة    (من فوق لتحت)  وأمثال هذه الأشياء الرخيصة المريضة التي  تبهض ميزانية الإذاعة، وتستنفد وقتها.

أن نهوض الفن في الأمم يقترن عادة ببذل عظيم تقدمه  الأمة راضية للفن، وفي التاريخ الأدبي قديمه وحديثه  شواهد كثيرة تطالعك في عصور النهضات الأدبية بما كانت  تصنعه الأمم للفنون حتى تأخذ سبيلها إلى الرقي، والحياة.

 هذا ما يقع في كل بلاد الله. . . أما في مصر فيستجوب  شيوخها الحكومة عن التصرفات التي تقع لحساب الجوامع الأدبية ولقد كنت أفهم أن يتكلم الناس في المادة الأدبية التي قدمتها  هذه الجماعة من حيث هي فن. . . فأما الفكرة الجليلة التي يضطلع  بها الرجل الجليل إبراهيم دسوقي أباظة فإن مكابرتها تعتبر غميزة  لثقافة هذا البلد ووعيه وشعوره.

ولقد كنت أفهم أن يستجوب الشيوخ الحكومة على مدى  مساعدتها لهذه الجماعات الأدبية، وعن الوسائل التي أعدتها  الحكومة لضمان حياتها، فأما هذا الاستجواب فانه إن دل على  شيء فإنما يدل على أننا لا نزال في حاجة إلى جهود كبيرة قبل أن  نصل بالأدب في مصر إلى المكان اللائق به.

اشترك في نشرتنا البريدية