الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 646الرجوع إلى "الثقافة"

أدب :, بين الجد واللهو

Share

كثير من الكلمات المأثورة والحكم المعروفة والأمثال السائرة نحاول أن نؤكد لنا أن الجد في الجد والحرمان في الكسل ، وتحملنا على الاعتقاد بأن من جد وجد ، وأنه لابد دون الشهد من إبر النحل ، وتحذرنا عاقبة التقاعد والتكاسل ، والتواني والتراخي . وهذا كله حسن وطيب ومعقول ، لأنه لو انصرف الناس عن العمل وزهدوا في معاناة الصعاب وأحجموا عن لقاء الأخطار وأثروا الاستكانة وحب السلامة لفسدت الأرض ، وتوقفت حركة التقدم ، وارتدت الإنسانية إلى عهود الظلام والجاهلية ، واستهدفت للهلاك والفناء ، فالحافز إلى الجد والعمل مرده في الأصل إلى غريزة حفظ الذات ، وهي أقوي الغرائز المسيطرة علينا ، ونحن في ظاهر الأمر نعمل من أجل أنفسنا والمحافظة على كيانا ، ولكننا في الواقع نعمل على الدوام للغير ، وما أصدق قول المعري :

الناس للناس من بدو وحاضرة

                    بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

ولكن عددا قليلا من الناس يقبلون على عملهم في أمل واستبشار ، ويجدون في أدائه الراحة والمتعة وإرضاء الضمير ، وأكثر الناس يظهرون ضيقهم بأداء ما يباشرون من الأعمال ، واحتواءهم لها ، وقل من تراه قائما بحاله راضيا عن عمله .

وقد يكون السبب في ذلك فساد نظم المجتمع واختلال موازينه ، مما يثير النقمة في النفوس ، ويزهد الناس في الإقبال على العمل ، والتوفر على إجادته وإتقانه ، وربما كانت المسألة اكثر تعقيدا من ذلك ، فإننا إذا نظرنا إلى حالة الإنسان في ذلك العهد الذي يبدأ فيه تكوين أخلاقه وبناء شخصيته قبل أن يتعلم الكبت والمداراة والنفاق والرياء

وهو عهد الطفولة ، وجدنا أن معظم الأطفال يميلون إلى اللعب واللهو ، ويعرضون عن العمل ، واللعب هو مسلاة الطفل ومراحه ومقداه ، وقد ينفق الطفل في اللعب مجهودا شافا لو كلف ببذل مثله لطال شكوه ، وكثر تذمره وتململه ، وأي جهد يعانيه الطفل محبب إلى نفسه جائز في شريعته ما دام لا يحمل طابع الواجب ، وسمة الأمر .

فعالم الطفولة هو عالم اللهو واللعب ، وتجاهل الواجبات والتبعات ، والأوامر والنواهي ؛ والطفل لا يقوم بالعمل الذي يفرض عليه إلا بشيء من الضغط والإرغام ، والتحذير والتهديد ، وقد لاحظ علماء النفس أن كثيرا من الآباء يسوءهم هذا ويقلق خواطرهم ، فيشتكون دائما من أن ابنهم لا يجد متعة في استذكار دروسه ، وأداء واجباته . وأنه منصرف إلى اللعب واللهو ، ولكن قليلا من الملاحظة يدنا على أن ميل الطعل إلى اللهو واللعب دليل على سلامة أعصابه ، وتدفق حيويته ، والأولاد الذين يأخذون واجباتهم مأخذ الجد الصارم ويستيقظون مبكرين خشية التأخر عن ميعاد المدرسة ويكثرون من الإكباب على دروسهم ويحرضون عن اللعب مع أترابهم ، هم في الغالب مرضي الأعصاب ، والاجتهاد الزائد عن الحد علامة اضطراب النفس .

والدافع إلى اللهو واللعب في أيام الطفولة هو أقوي الدوافع ؛ وكلنا نذكر شدة فرحنا في عهد التلمذة بأيام المطلة وبالفترة التى يتغيب فيها المدرس ، وخاصة إذا كان صارما شديدا كثير التدقيق ، أو كانت المادة التي يدرسها من المواد الصعبة التى تحتاج إلى شيء من الانقباء والتركيز أو كانت طريقته في التدريس مملة جافة .

والكبار الذين يضطلعون بالتبعات ويعرفون قيمة العمل ويستشعرون فيه المتعة يتوقون إلى البطالة ، ويحنون

إلى الراحة ، وتستهويهم متعة اللعب ، وهم يدركون أنه من اللازم في كثير من الأوقات أن يقاوم الإنسان ميله الغريزي إلى الكسل واللهو ، وحب الراحة وطلب السلامة والرغبة في البطالة والتقاعد عدو يحب مقاومته ، وعلة ينبغى معالجتها من الحين إلى الحين . ولكن في حكمة وتبصر واعتدال واتزان ؛ لأن قهر النزعة إلى البطالة وحب الراحة قد يكلفنا كثيرا . ويضر بأعصابنا . ويؤذي صحتنا بوجه عام . وما أصدق الحديث الشريف : " إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى " وتقدير ميل الإنسان إلى الراحة والتبطل وحاجته إلى شيء من اللهو واللعب هو الذي جعل الشرائع والأديان توصي بأيام العطلة إشباعا لهذه الرغبة ، واستجابة لهذا الميل .

وقد رأت الأديان أن تخلع القداسة على حق الإنسان في الكسل واللهو والبطالة ؛ ففي الأديان القديمة كانت هناك أيام الحفلات الدينية ، وفي الأديان الأحدث عهدا عناية بأيام المواسم والأعياد ، والذين لا ينفكون يقاومون فى أنفسهم الميل إلى اللعب واللهو وحب الراحة يمرضون وثقل كفايتهم للعمل ، وتخذلهم أعصابهم . وتنوء بحمل ما يجشمونها من الأعباء والأثقال ؛ وفي النفس البشرية صراع دائم عنيف بين الجد واللهو . وانتصار أحدهما انتصارا حاسما مصدر خطر بتهدد الإنسان وينذره بالشر المستطير ؛ وفي بعض الأحيان تطغي علينا الرغبة في الكسل والتبرم بالعمل طغيانا شديدا ، ومن الناس من يعالج هذه الحالة بالخروج إلي الصيد أو القيام بنزهة بحرية أو رحلة إلى الريف فيستشعر الراحة ، ويحط عن كاهله الأعباء والتكاليف ؛ وذلك خليق بأن يرده إلى ميدان العمل موفور النشاط ، متجدد الهمة والعزيمة ؛ وبغير فترات اللهو والراحة يفقد العمل لذاته ومتعته ، ويصبح سخرة مرهفة ، وحملا ثقيلا ، وخير الأمور الوسط ، وهو المداولة بين الجد واللهو والعمل والراحة ؛ والأقصوصة الآتية للروائي " إفرشنكو " تمثل حياة رجل بليد قد أمعن في البلاد ، وتجاوز حدود الكسل والتقاعد ؛ والظاهر أنه كانت له في ذلك حكمة ، وربما كانت هذه الحكمة ادخار النشاط والحركة لما هو أهم وأجدر بالنشاط والحركة ! وعلى أى حال فإني لا أحسبها

من الحكم المقبولة أو المرغوب فيها ، لأن الامتناع عن العمل في الحياة عامل سلبي ، والعمل عامل إيجابي ، والحكمة التي ترجح الجانب السلبي على الجانب الإيجابي جديرة بأن تكون موضع الشك ؛ وإلى القارئ نص هذه الأقصوصة وعنوانها "البليد" :

في الميدان الصغير المنعزل جلس إلي جانبي رجل ، وقد لفت نظري من أول الأمر بهيئته وحالته وسلوكه الأعجب والأغرب ؛ فقد كان منحنيا ، وركبتاه في مستوي وجهه . ودس يده في جيبى سرواله ووضع على إحدي ركبتيه كتابا ، وكان يبدو أنه يقرأ فيه ، وكان يتابع السطور في بطء . وتراخ وعيناه تكاد لن تكونان مغمضتين ، ولما أتم قراءة الصفحة ثم يحاول أن يقلبها ، وبدلا من ذلك رفع عينيه وقسم انتباهه بين صحابة صغيرة كانت تجتاز أقطار السماء وبين القضبان الحديدية في الميدان . ومن الحين إلي الحين كانت تهب نسمات الربيع الهفافة ويسمع هزيزها ، وكانت تهفو بطيات ثيابي ، وتحرك عند أقدامنا أوراق السنة الماضية الجافة ، وفي النهاية تقلب صفحة كتاب جاري الشارد الفكر

وكان حينما يسمع حفيف الصفحة يصوب عينيه إلي الكتاب ، ويمض في القراءة بالطريقة الداخلة العافية نفسها كما كان من قبل ، وجد أن قرأ صفحات عدة على هذا النمط قوي هبوب النسيم واشتد حتى أسقط الكتاب على الأرض .

فنظر جاري إلي الكتاب الملقي علي الأرض بغير اكثراث وأعمض عينيه وأخذته سنة من النوم ؛ فقلت له وقد جذيته من كمه : انظر ، هذا كتابك ملقي علي الأرض .

ففتح عينيه ونظر إلي وقد بدت عليه علائم التفكير ، وقال : نعم ، لقد أدركت ذلك . - حسن ؛ فلماذا لم تبادر إلى التقاطه ؟ .

فحول وجهه تحوي ونظر إلي نظرة ماكرة بعينيه الغافيتين ، وقال : إنه لا يستحق القيام من أجله ، ورجائي أن لا تتحرك وفبعض المارة سيلتقطه .

فبدأت أقول له : ولكن ...؟ . . وفي تلك اللحظة مرت امرأة متلفعة بشال وحاملة سلة ،

ولما اقتربت منا انحنت بالغريزة لتلتقط الكتاب ، وقالت : كتابك ياسيدي قد سقط منك .

ووضعت الكتاب على المقعد ، ونظرت إلينا نظرة تشوبها الدهثة ، وسارت في طريقها . ففتح جاري عينيه النائمتين ، وغمزني بهما قائلا : - حسن ، ما الذي قلته لك ؟ . - أكان من الصعب عليك أن تلتقطه بنفسك ؟ . - اتظن أنه كان امرا سهلا ميسورا ؟ .

فجاذبته أطراف الحديث ولم أر في حياتي كسولا بليدا مثله مقتنعا الاقتناع كله بأنه على حق في كسله وبلادته .

وشكا إلي قائلا : إن لدي الإنسان أعمالا كثيرة في هذه الحياة ! فإن عليه أن يا كل ويشرب ويلبس الثياب ، ويغتسل ويصلي إن كان متدينا ، ولا أود التعليق على تلك المسألة الفظيعة الصارخة مسألة أن هذا كله لا يعد عملا ، ولكن بالله عليك فكر في الأمر ؛ فإن على الإنسان بعد ذلك أن يعمل ، كأن هذا كله ليس كافيا ! أليس كوكبنا الصغير هذا كوكبا لطيفا ظريفا ؟ . فسألته : وكيف تدبر حياتك إذا ؟ .

فتأوه وقال :إنها ليست حياة ، وإنما هي بلاء وعذاب ومحنة . وقارب بين حاجبيه وقال وهو يقصد أن يؤثر في : تصور أبي بالأمس كان على أن أذهب إلى الخياط لأفصل ثوبا !.

ولما لم يؤثر في قوله مضي يقول : نعم ياسيدي ؛ أفصل ثوبا ! ليته تتمزق أثناؤه جميعا ! كان على أن أختار القماش واللون والبطانة والحشو وأقف لمقايسة . . فظللت لا أظهر شيئا من العطف عليه

فاسترسل يقول : إرفع ذراعيك ! إخلع ثوبك . . لا تنحن ؛ مد ساقيك . . إلى آخر أمثال هذه المضايقات والمنغصات ؛ فما قولك في ذلك ؟ .

فقلت له باهتمام : إن وجودك فظيع ؟ فلماذا لا تضع حدا لذلك كله ؟ . - لقد فكرت في هذا الموضوع ولكن الأمر يقتضي بذل شئ من الجهد في استحضار بعض اللوازم السخيفة

مثل المعاليق والحبال ، ثم عليك أن تكتب هذه المذكرات الأخيرة ، وأحسبهم يسمونها " رسائل التهاني " ولذلك قضيت بأن هذا العمل سيكلفنى تعبا جما. ثم رفع عينيه إلي السماء وقال : الشمس مائلة إلي الغروب ، أنستطيع أن تذكر لي كم الساعة الآن ؟ .

فأجبته : لقد وقفت ساعتي . فقال : ليت هذا الكوكب السافل الوضيع يتصدع ! إنه يدور ويدور لغير سبب ظاهر . فقلت له : تستطيع بسهولة أن تعرف الوقت من الحانوت المواجه للميدان .

فأجابني ، وقد نظر إلي نظرة من ينتظر قضاء حاجة : - نعم . . وقمت من مقعدى وقلت : ساذهب إلى هناك وألقى نظرة . - لا أريد أن أتعبك . لننتظر حتى يمر بنا أحد الناس ونسأله .

وعندما عدت وجدته جالسا بهئيته التي تركته عليها . وبدأت أزور البليد ، ونشات بيننا صداقة عجيبة ، وفي اثناء لقائي له كنت أحمل عليه حملات شعراء ، ولكنه كان يتلقاها بالابتسام الذي يدل على طيبة القلب ويقول :

لا بأس ، ما الذى نجادل من أجله ؟ وقد ذهبت أمس لزيارته ، ووجدته مستلقيا في فراشه كعادته . وحوله قصاصات من الجرائد ممزقة ، دع عنك ذكر معطفه الذي بدا لى أنه خلعه بسرعة فسقط على الأرض بعد عودته من جولته اليومية المعتادة .

فحول رأسه نحوي وقال وقد بدا عليه السرور : - ماذا ! أنت هنا ! اتعرف أنني انتظر قدومك منذ نصف ساعة .

- حسن . وماذا حدث ؟ ألا تؤدي هذه الخدمة ؟ - بكل تأكيد ! - ولكني في الواقع لا أريد أن أتعبك . - ولكن ما هي هذه الخدمة ؟ إذا كانت في استطاعتي فإني لا اتأخر . - ربما تضايقك .

- إنك تضايقني أكثر بهذا اللف والدوران ، قل لي ماذا تريد ؟ . - ألا تستحضر لي المظلة من فوق الشجب الموضوع بالردهة ؟ . - ولماذا تريد المظلة ، هل تمطر السماء ؟ . - لا ، ولكن علبة السجاير الملعونة قد سقطت تحت الفراش . - حسن . - والمظلة مقبض معقوف ، وسأستخرج به العلبة من تحت الفراش .

أليس الأسهل أن تجرها بيدك ؟ . فنظر إلي بنظرة تنطوي علي التقدير والاحترام وقال : - هل الأمر كذلك ؟ . وأحضرت له العلبة وسألته : ما هذه القصاصات من الورق المنثورة حولك ؟ . - إنها قصاصات من الجرائد ، فإن يمارس الأحمق أحرقه الله بنيران جهنم ترك جريدة هذا الصباح فوق الفراش ، - حسن ؟.

- فلا وصلت المنزل واستلقيت على الفراش أردت أن أقرأ الجريدة ، ولكن كان من الصعب وغير الممكن ان أقوم من الفراش . - حسن !.

- لذلك بدأت أنتزع قطعا صغيرة حول طرف الجريدة ، وكنت كلما قرأت قطعة ألقيت بها علي الأرض ، وهي طريقة مناسبة كما تري ، ولكني ارتبكت في قراءة المقال الرئيسي فإني راقد في الفراش فوق منتصف المقال ووسطه . ففتحت فمى قاصدا أن أقول ما جال بفكري وإذا بصرخة عالية تنبعث من النافذة المفتوحة ، وشاهدت شيئا أسود يرسل صفحات بائسة ويجاهد في ماء القناة على مسافة لا تتجاوز عشرين قدما من المنزل ، وكان هناك امرأة وغلام يجريان من هنا ومن هناك على الشاطئ ويلوحان بذراعيهما ويصيحان .

فالتفت إلى البليد وقلت له : إنه سيغرق . فوثب من مرقده كأنما انفجر من حته نبع ، وجري إلى النافذة قائلا : لعنه الله ، إنه سيغرق من غير شك ، عسي أن يدهمه قطار المساء .

ثم نزع ثوبه وألقى بنفسه من النافذة . واستطت أن أرى من نظرته أن النافذة لو كانت في الطابق الثالث لآلقي بنفسه منها ، ولكن لحسن الحظ أن النافذة كانت في الطابق الأرضي . وفي اللحظة التالية كنت أنا كذلك قد وثبت وراءه وهرولت إلي شاطئ القناة .

وكان البليد قد نزل في الماء ، وسبح لإنقاذ الرجل الذي كان يجاهد وصاح به : " التزم السكون بقدر ما تستطيع ، التزم السكون يقدر ما تستطيع " ، وأنا متاكد من أنه كان يستلهم بلادتة الكامنة في تقديم هذه النصيحة ، ولكنه مع ذلك أظهر نشاطا غير معتاد وحضور ذهن وسرعة خاطر . وبعد خمس دقائق لنا تجر إلي الشاطئ سائق العربة المتهور الذي سقط في القناة وصديقي البليد وهو ساكت يبدو عليه أنه مثل الفأر الغريق .

وكانت أسنانه مطبقة إطباقا شديدا وعيناه مغمضتين ، وجلس سائق العربة وهو يبكي وينتج ، وجاء صاحب الحانوت وانحنى على البليد ولمسه وجسه ثم رفع قلنسوته وقال : " لقد انتهى " .

فقلت له متفزعا : " ماذا تعنى بذلك ؟ لا يمكن أن يكون ذلك ، لابد أنه سيفيق من غشيته ، وعلينا إنقاذه ! ساعدوني أيها الأصدقاء في حمله إلى شقته ، إنها قريبة منا " . فحمل سائق العربية المبتل الثياب والغلام وصاحب الحانوت جسم البليد ، وتوليت قيادتهم ، وساروا به في شئ من الصعوبة إلى منزله ، ثم رفعوه فوق فراشه وانصرفوا على أطراف أسابع أقدامهم وتركوني وحيدا معه .

فتحرك جسمه ، والتفت عيناه الماكرتان وعيناي ، وسألني : هل ذهبوا إلى سبيلهم ؟ - أحمد الله علي سلامتك ، لقد خشيث . . سامحني لما سببت لك من إزعاج ، لقد كنت مبتلا ، ولذا لم استطع أن اواجه المجيء على قدمي ، وصممت على أن أجعل هؤلاء الأغبياء يحملونني ، فهل تقوم لي بخدمة ؟

- حسن - هل تستطيع أن تضغط على الزر الموضوع فوق رأسى ، ولو أني في الواقع أكره أن أتعبك ؟

اشترك في نشرتنا البريدية