يا إلهى . . . علام كنت ضريرا
وأنا ما جنيت ذنبا صغيرا !
كلهم يعرفون كيف يسيرو ن ولكنني ضللت المسيرا !
ومكانى شبر . . إذا قمت منه
كان حظى من القيام العثورا
تعزيز على أن أعبر الدن يا جريحا منكدا مأسورا
...
ليتني كنت كالعباد بصيراً لأرى الحسن مثلهم والنورا
وأرى فتنة الطبيعة والفجر وليد والطير يشدو حبورا
كم تمنيت يا إلهى . . . ولكن
غلب اليأس قلبى المفطورا
إيه يا خيمة الدياجى على صبحى
دعينى أسعد زمانا قصيرا !
الورى ضاحك يروح ويغدو
و يغنى نشيده مسرورا
وأنا واقف أداعب عكا
زى وأبكى محطما محصورا
وصفوا خضرة الحقول وقالوا :
إنها تبرئ الفؤاد الكبيرا
هكذا قيل . . . غير أنى أعمى
ليتنى كنت فى الحياة بصيرا ! !
...
الدجى مرعب . . وحولى أوهام
تغنى فؤادى المحرورا !
وطريقى معطل تعزف الجن
عليه نشيدها المسحورا
أينما سرت غاب عنى أمانى
وتظنيت كل شئ عيرا
هكذا قسمتى . . فيا قلب صبرا
ويل نفسى ! والصبر كان مريرا
(دمياط)
