الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 35الرجوع إلى "الثقافة"

أنباء وآراء

Share

غاية التعليم

كتبت مرجريت لين إحدي كاتبات الإنجليز المعاصرات مقالا في " البكتشر بوست " تساءلت فيه عن الغاية التي يجب أن يتجه إليها التعليم في العصر الحديث : أهي إعداد الأطفال لمواجهة الحياة كما هي اليوم ،

أم إعدادهم لمواجهة الحياة كما ستكون بعد اثني عشر عاما ، أم هي أعدادهم للحياة المثالية التي يجب ان يكون عليها العالم حتى يستطيعوا النهوض بالحياة وتوجييها بأنفسهم ؟ وهي تري ان هذا السؤال هو أكبر مشكلة يجب ان تتضافر الجهود لحلها ، بعد ان ثبت ان زيادة المتعلمين وتقدم العلم لم يؤديا بالانسانية إلي ما تنشده من سعادة ، وبعد أن وضح أن العالم يسير في طريق مظلم يصعب معه التنبؤ بما سيؤول إليه مصير العالم ، فقد أصبح خطر الحرب شبحا مزعجا يهدد كل يوم بقرب وقوعها .

وتري مرجريت لين أن الجهود التي بذلت إلي اليوم للنهوض بالتعليم وتجديد أساليبه ونشره لم تؤد إلا إلى نتيجة واحدة ، هي زيادة رقم المتعلمين في الاحصاآت الرسمية . أما أن هؤلاء المتعلمين أنفسهم قد أفادوا شيئا ، أو على الأصح قد أضحوا أسعد حالا من آبائهم ، فذلك ما لم يقم عليه الدليل إلي اليوم ، بل ما قام الدليل على عكسه .

والغاية التي يجب أن يتجه إليها التعليم في نظر مرجريت لين هي توجيه أذهان المتعلمين ، لا إلى توفير الرخاء المادي ، بل إلي توفير السعادة النفسية أو الرخاء الروحي - كما تقول - لأن ما ينقص المجتمع اليوم ليس هو وفرة العلم بالمعارف والمعلومات العامة ، وإنما هو العلم بوسائل توفير الهناء الشخصى الذي يفتقده اليوم كل إنسان فلا يجده ، خلال تلك السحب التي تكتنف جو العالم كوحدة ، وجو الأسرة كوحدة .

تخليد ذكري الأدباء

كان تخليد ذكري الأدباء إلي عهد قريب لا يكون إلا بإحدى طريقتين :  إقامة التماثيل والنصب ، أو تسمية الشوارع والميادين بأسمائهم ؛ ففي مصر كما في بلدان العالم توجد شوارع تحمل أسماء شوقي بك الشاعر واسماعيل باشا صبري . وفي لبنان أقامت الحكومة تمثالا للشاعر فوزي المعلوف وسط حديقة غناء لا يقل عن تماثيل مونتاني وفولتير وروسو .

ولكن الغرب الذي يجدد في كل شئ قد جدد في وسائل تخليد ذكري الأدباء فأصدرت الحكومة الفرنسية منذ شهر تقريبا طابعا للبريد تخليدا لذكرى بلزاك ، وقررت الحكومة الأمريكية إصدار مجموعة من طوابع البريد تخليدا لذكري فريق من الكتاب الأمريكيين يبلغ تعدادهم خمسة وثلاثين أديبا ، نذكر من بينهم إيمرسون ومارك توابن وواشتجتون إرفنج ولو بجفلو وويتمان الخ .

تري هل يحذو الشرق حذو الغرب في هذا التقليد الطريف ، فنري طوابع بريد تحمل رسم حافظ ابراهيم وشوقي والبارودي وجبران خليل جبران مثلا ، فتتسع دائرة العلم بهؤلاء الأدباء والشعراء ؟ .

-١٧٤١-

ناشر وفنان

خسرت الحياة الفنية والأدبية في فرنسا أحد دعامائها الأستاذ أميرواز فولارد المؤلف والناشر المعروف ، وذلك أثر حادث تصادم بسيارته .

ويعد مسيو فولارد من أشهر الشخصيات في محيط الفن الفرنسي ، فهو فضلا عن انه مؤلف وناشر ، كان خبيراً في الفنون ، وأحد

جامعي الصور المعدودين ، وكان يعتد برأيه في كل ما يتعلق بالتصوير والرسم والنحت ، وله مؤلفات قيمة في الفنون منها (( ذكريات تأجر لوحات )) الذي طبع بالإنجليزية قبل أن يطبع في فرنسا ، و " مع سيزان ورينوار ، وديجاس " وهو من الكتب النقدية المعدودة في الفن الحديث . ومن احسن مبتكرات مسيو فولارد أنه دعا الفنانين المعاصر ين لعمل رسوم لموضوعات الكتب القيمة في الأدب الفرنسي ، وأشرف بنفسه على تنفيذ هذه الفكرة ، فأخرج كتابا لفرلين من تصوير بيير بونارد ، وأخرج عدة كتب لموباسان ، اشترك في عمل رسومها من الفنانين المعاصر ين ديجاس وأميل برنار ودريان ، وقد لاقت هذه الفكرة من النجاح ما نشاهده الآن من أن اغلب المؤلفات الغربية تصدر محلاة برسوم لموضوعاتها من عمل مشاهير الفنانين .

حبوب للتغذية

يشتغل العلماء منذ أعوام بجد ونشاط للوصول إلى تركيب المواد الغذائية تركيبا كيميائيا يستغني فيه بالعمل عن الحقل ، وقد وفقوا بعض التوفيق في هذا السبيل ، إذ

أمكن تغذية بضع حيوانات لمدد طويلة بمجرد محاليل محضرة في المعمل .

ويتفاءل الكثيرون من المشتغلين بهذه الابحاث

بقرب الوصول إلي الغاية التى ينشدونها مستندين إلي أن العنصر الوحيد الذي لم يتيسير تركيبه كيميائيا من عناصر الغذاء الثلاثة ، وهو البروتون قد خطا البحث في سبيل تحديد مادته خطوات موفقة ؛ فالمواد الدهنية والمواد النشوية قد تم الوصول إلي تركيبها باستخدام

الأشعة فوق البنفسجية ، ولا يبقى إلا البروتون ، فمتى تم استنباط هذا الأخير أصبح في مقدور الكيميائي أن يحضر الغذاء الإنساني في أقراص صغيرة كأقراص الدواء ، تحوي خلاصة ما يحتاج إليه الجسم ؛ وتلك هي أحلام العلماء اليوم التي يعقدون عليها حل مشكلة المشاكل في العالم ، وهي تناقص المواد الغذائية تبعا لأزدياد السكان ، فاذا ما تحقق هذا الحلم أمكن بسهولة تجنب حدوث المجاعات .

مؤتمر للمكتبات

يعقد في منتصف الشهر القادم في مدينة توتنجهام بإجلترا المؤتمر السنوي السادس عشر لأتحاد المكتبات الخاصة ومكاتب الاستعلامات برأسة السير هاري لندساي مدير المعهد الأمبراطوري .

ومن الموضوعات التي ستطرح للبحث في هذا المؤتمر موضوع قدمه أحد المختصين بشئون المكاتب عن "الخدمات التي تستطيع المكتبة أن تؤديها في حالات الطوارئ "

-١٧٤٢-

وقد تقرر أن يدور البحث في هذا الموضوع في أولى الجلسات التى يعقدها المؤتمر ، وذلك لأن الظروف الحاضرة تستدعي النظر فيما إذا كانت المكتبات تستطيع أن تؤدي للدولة خدمات في حالة الحرب وما هو نوع هذه الخدمات .

ويتهكم أحد محرري الصحف الانجليزية على هذا الاقتراح قائلا إن الخدمة الوحيدة التى تستطيع الكتب أن تؤديها في حالة الحرب هي ان تكون مادة لإقامة المتاريس .

الصين في الأدب الحديث

تثير الحرب الصينية اليابانية اهتمام العالم بالصين ، وتزيد أنباء استبسال الصينيين في كفاحهم ضد اليابان من هذا الاهتمام ، كما يظهر جليا من الصحف التي لا تفتأ تنشر الدراسات المستفيضة المشفوعة بالصور والأحصا آت عن الشعب الصبي .

وقد تعدى هذا الاهتمام حد الصحف إلي الأدب ، فصدرت عدة كتب عن الصين لعل أهمها قصص يبرل بك الأربعة التي صورت بها المجتمع الصيني وما يعانيه من شقاء ولم يقف الأمر عند حد القصص بل حملت إلينا الأنباء

الانجليزية أن المستر أرثور والى قد قام بترجمة أحد الكتب الصينية الشهيرة السعي (( شن ينج سى )) وأن بيرل بك قدمت إلي المطبعة كتابا عن القصة الصينية يشمل دراسة مستفيضة للأدب الصيني في مختلف عصوره ، هذا عدا عدة محاولات أخري لم تتم بعد لنقل كثير من الآثار الصينية إلي الأدب الانجليزي ، يقوم بها فريق من الكتاب الصحفيين المقيمين في الصين والذين يراسلون مختلف الصحف .

وقد افتتح الموسم التمثيلى بمسرح مقرن بإجلترا منذ أسبوعين بمسرحية صينية جديدة هي (( الأستاذ من بكين )) من وضع الأستاذ س .ا. هيونج ، وهي قصة تدور حول اثر الثقافة الأوربية في رجل تشبعت روحه بالفلسفة الشرقية وما يحدثه تضارب الثقافتين في نفسه وفي تفكيره .

اشترك في نشرتنا البريدية