نسيم الصبا
الرجاء التفضل بإعطاء تعريف صحيح (لنسيم الصبا) ، وهل لهذا النسيم مزية ظاهرة تبرر تفضيله على غيره من الرياح بالصورة التي نهجها شعراء العرب من الجاهلية إلى يومنا هذا ؟ وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والشكر . (البصرة)
من دمشق . حضرة : هل صحيح ما ورد في الشعر العربي من أن الكبد موطن الحب ، ومبعث الألم من العشق ، أو هو مجرد خيال للشعراء ؟
" الثقافة " : نترك الإجابة على هذين السؤالين وأمثالهما لأفاضل القراء ، ليحمل بعض عبء بعض ، وليتعاونوا على الإفادة والاستفادة . وسننشر خير ما يرد لنا من إجابة .
كيف قابل الإنكليز الحرب
كتب المستر روبوت لند الكاتب الإنجليزي المعروف مقالا يصف به ما شاهده يوم أعلنت انجلترا الحرب على ألمانيا ، ويقارن بين إعلان الحرب عام ١٩٣٩ وإعلانها عام ١٩١٤ ، فقال : إنه ليس ثمة فارق بين اليومين ، فقد قابل رجل الشارع الإنجليزي نبأ إعلانها هذه المرة بنفس الشعور الذي قابله بها زميله عام ١٩١٤ ، وإن كان رجل اليوم أكثر حبًا للسلام من رجل الأمس ، إذ أنه يعرف
تمامًا ما تعني كلمة الحرب ، وعلى هذا الأساس قابل بالترحاب ما قام به المستر تشمبرلين من تضحيات لتجنبها ، ولكنه كان يعلم تمامًا أن السعي لتجنب الحرب لا يعني بأنه حال - ما دامت هناك دكتاتورية طامعة - أن الحرب لن تحدث ، بل كل ما في الأمر أنه كان لا يجب أن تحتمل بريطانيا وزر إقامتها .
وقد صور مستر لند هذا الهدوء الذي قابل به الإنكليز الحرب بحادث بسيط حدث له يوم أن كانت محطات الراديو تذيع أنباء اجتياح الألمان الأراضي البولندية واجتماع البرلمان البريطاني لا تخاذ قرار بعد الإنذار الذي وجه إلى ألمانيا ، فقد كان مع أحد أصدقائه في طريقهما إلى لندن بالسيارة ، فلما وصلا سأل صاحبه ؛ إلى أين يذهب ؟ فقال
له : إنه يريد أن يذهب إلى ناديه للعب الجولف ، فلما دعاه إله مرافقته للاستماع إلى قرار إعلان الحرب ، فذلك خير من لعب الجولف
أجابه في هدوء : - لا داعي لذلك ، فسأذهب إلى النادي لأمارس
رياضتي مدة ساعة ثم أتوجه لقيد اسمى بين المتطوعين . ويختم الكاتب مقاله بوصف إخلاء لندن من الأطفال ، ويعلق على ذلك قائلا إنه من سوء حظ هتلر أن يكون أول رجل في التاريخ سيذكره الأطفال بالكراهية لأنه أرغمهم على حمل الأقنعة الواقية .
منتدى عجيب
في مدينة ميلتون ماس بالولايات المتحدة منتدى يضم الذين شفوا من مرض السرطان ترأسه الدكتورة أنابالمو إحدى المختصات في العلوم الطبيعية .
ولهذه الدكتورة قصة لا تخلو من طرافة . فقد كانت عام ١٩٢٠ مريضة بسرطان في الصدر وعولجت منه حتى تم لها الشفاء ، فأنشأت هذا المنتدى لكي يضم كل من شفي من هذا المرض ؛ وهي ترى أن أبشع ما في مرض السرطان هو الفكرة الشائعة عنه من أنه مرض لا يشفى ، في حين أن الجهود التي تبذل في معالجته تؤدي إلى إزالته ما دام العلاج قد بوشر سريعًا قبل أن يستفحل المرض . ولذلك أنشأت هذا النادي لكي يكون دعاية ملموسة لفساد الفكرة الشائعة عن السرطان ، ولكي يباشر بنفسه الدعاية للإسراع في معالجة المرض وعدم تركه بدافع اليأس حتى يستفحل ، وكل عضو مكلف بأن يتحدث دائما وفي كل مكان عن حالته وكيف عولجت وكيف تم له الشفاء .
ويشترط في طالب الالتحاق بهذا النادي أن يكون قد أصيب بمرض السرطان وشفي منه بشهادة الطبيب المعالج له . على أن يكون مر على شفائه خمسة أعوام . ويبلغ عدد أعضاء هذا النادي الآن ٢٩١٩٥ شخصًا ، كل منهم يقوم بواجبه ويدعو الناس لزيارة النادي للحديث عن هذا المرض ونشر الدعاية ضده .
أرقام قياسية ، ولكن !
يعد الشعب الروسي من أنشط الشعوب في القراءة كما تدل على ذلك الإحصاءات التي عملت عن الكتب التي طبعت في روسيا خلال العشرين عامًا الماضية ، فقد طبعت من أعمال فيكتور هوجو .٣.٥٠٠.٠٠٠ نسخة ، ومن أعمال دى موياسان ٣.٠٠٠.٠٠٠ نسخة ، ومن أعمال رومان رولان٢.٠٠٠.٠٠٠ نسخة ، ومن أعمال ديكنز ٢.٠٠٠.٠٠٠ نسخة ، وبلغ عدد النسخ من مؤلفات
شكسبير وأناتول فرانس وبلزاك خمسة ملايين نسخة ، وذلك إلى جانب ما طبع من أعمال المؤلفين الروس أمثال تولستوي وتشيكوف وغيرهما .
ومع هذه الأرقام القياسية فإن النشاط الأدنى في روسيا يكاد يكون مشغولا . فبالرغم من كثرة القراء فإن الإنتاج الأدبي الحديث معدوم لعدة أسباب : أهمها الاضطهاد الذي ينتظر من يبدي رأيا يكون لسوء حظه معارضًا ولو
من بعيد لنظام الحكم الذي ينحصر في ستالين وحده . ولا يمنع ذلك من أن كثيرين من المؤلفين الروس المعاصرين يطبعون كتبهم وينشرونها ، ولكن في انجلترا وفرنسا وأمريكا ، وهؤلاء هم المقيمون خارج روسيا . أما المقيمون في روسيا فإنهم لا يكتبون إلا قليلًا لأنهم يصرفون معظم جهدهم في تنقية أعمالهم الأدبية من أي كلمة يشتم منها معارضة نظام الحكم وسياسة السوفييت .
