ليس كمصر بلد تعددت فيه النظم والمظاهر التي كان يجب ان تكون موحدة ، تعددت في مصر الآزياء ، وتعددت نظم القضاء ، وتعددت نظم التعليم بغير فائدة ترجي من هذا التعدد . والذي يعنينا هنا بوجه خاص هو تعدد نظم التعليم في مر حلته الاولي ، مرحلة الثقافة العامة ؛ فبينا نجد هذه المرحلة موحدة في بلاد الغرب ، تراها متعددة في بلادنا ، وينتج من هذا التعدد اختلاف عقلية المتعلمين ، وإسراف في المال ، وتنازع في الاختصاص ، ومشاكل ، لولا هذا التعدد ما وجدت ، أو لسهل حلها في زمن يسير . يضاف إلي هذا ان تعدد انواع التعليم في مرحلته الأولى ينافي الديمقراطية ، لأنه يساعد على تقسيم الأمة طبقات مختلفة في أفكارها وميولها . ويظهر أن هذا التعدد سيبقي طويلا ، لأننا لم نخط خطوة واحدة في سبيل التوحيد ؛ ويخيل إلينا اننا لم نشعر بعد بضرورته
او اننا نشعر بها ولكنا لا نجرؤ على العمل لبلوغ هذه الغاية المرجوة ، مع أننا قد خطونا بعض الخطى في سبيل توحيد النظم القضائية ، بالغاء المحاكم القنصلية ، وتمصير المحاكم المختلطة تمهيدا لإلغائها بعد بضع سنين . إن علاج هذه المشكلة يحتاج إلى شئ من الإقدام والجراة شبيهين بالإقدام والجراة اللذين عالجنا ولا نزال نعالج بهما مشكلة القضاء في مصر
هذه كلمة نقدمها بين يدي موضوع هذا المقال ، وهو انواع المدارس المصرية وعلاقة بعضها ببعض .
ينقسم التعليم في مصر من أساسه ثلاثة أقسام ، هي التعليم الديني ، والتعليم الأولى ، والتعليم العام أو المدني .
فالتعليم الديني أو الأزهري ، يبدأ في الكتاتيب التي تغذي اقسام الحفاظ ، ثم اقسام الأزهر الابتدائية فالثانوية فالكليات فاقسام التخصص السبعة ، وهي اثنان
في كلية اللغة العربية ، وثلاثة في كلية أصول الدين ، وقسم في كلية الشريعة ، وقسم لإجازة التدريس يدخله خريجو كليات الأزهر الثلاث ، كما نري ذلك في الرسم التوضيحى في الصفحة السابقة .
ويستطيع طلبة الأزهر ان يلتحقوا بدار العلوم وبكلية الاداب في جامعة فؤاد الأول وبمدرسة المحصلين والصيارف ، يستطيع تلاميد المكاتب العامة والمدارس الأولية أن يلتحقوا بالجامعة الأزهرية .
والنوع الثاني من التعليم هو التعليم الأولى وهو نوع وسط بين التعليم الديني والتعليم العام المدني . ويبدأ في المدارس الأولية والالزامية والمكاتب العامة ، ويغذي المكاتب الصناعية والزراعية ومدارس المعلمين والعلمات الأولية ومدرسة تحسين الخطوط الملكية ، كما يغذي أيضا المدارس الابتدائية في التعليم العام وكذلك التعليم الديني .
والقسم الثالث هو التعليم العام ، وإن شئت فسمه التعليم المدني ، ويبدأ في المدارس الابتدائية ، وتغذيها المنازل ورياض الأطفال والمدارس الأولية والمكاتب العامة . ويستطيع التلاميذ والتلميذات بعد مرحلة التعليم الابتدائي ان يواصلوا التعليم العام في المدارس الثانوية ، أو ان يلتحقوا بالمدارس الصناعية الابتدائية فالثانوية ، او المدارس المتوسطة الزراعية والتجارية ، او مدرسة السويس البحرية ويستطيع البنات أن يلتحقن بمدارس المعلمات الأولية أو الفنون الطرزية أو التربية أو الثقافة النسوية .
وإذا نجح التلاميذ في امتحان القسم العام لشهادة الدراسة الثانوية استطاعوا ان يلتحقوا بمدرسة الهندسة التطبيقية أو الفنون التطبيقية . أما إذا نجحوا في امتحان القسم الخاص فأمامهم المدارس العليا على اختلاف أنواعها ؛ وهي معهد التربية والكلية الحربية ومدرسة البوليس والفنون الجميلة ومدرسة التربية البدنية العليا ؛ كما يستطيع
البنات ان يلتحقن بمعهد التربية للبنات ، ويستطيع البنون والبنات الذين يتممون مرحلة الدراسة الثانوية ان يلتحقوا بكليات الجامعة ، وهي كليات الآداب والحقوق والعلوم والتجارة والطب التي تشمل أيضا طب الأسنان ؛ ومن هذه الكليات أيضا الطب البيطري والزراعة والهندسة ؛ وليس في هذه الكليات الأخيرة بنات في الوقت الحاضر .
وتتصل بكليات الآداب والعلوم والطب أقسام الدراسة العليا والتخصص للبنين والبنات ، وفي وسع خريجي كلية الحقوق أن يلتحقوا بمدرسة البوليس والإدارة .
هذه نبذة مختصرة عن التعليم في مصر ، يوضحها الرسم المرافق لهذا أحسن توضيح
