في الظلام العميق ذوبت حسى
وتهافت فوق أشلاء نفسى
أستعيد الماضي القريب وآسي
لهوي لا يفيد فيه التأسي
وإذا ما أردت طبا لروحي
من أساها وصلت يومي بأمسي
وتنقلت بين أطلال روحي
ورسوم ، من الصبا الغض ، درس
وليال قضيتها مشرقات
كالغواني بينهن بين الدمقس
لذة إثر لذة إثر أخرى
فكأن الحياة أيام عرس
صور من لذاذة العيش تتري
تبعث الميت من دفائن رمسي
وتعيد التصورات لذهني
بانعات كأنها بنت أمس
أيها الليل ! لا عدمتك خلا
مستطاب الوداد ثبت المجس
كم قضيت الزمان ترأب صدعي
تحسن السمع لاشتكائي وبؤسي
إن في صمتك العميق لمعنى
تنتهي دونه بلاغة قس
ترسل اللحن خاشعا عبقريا
يلهم النفس في هدوء وهمس
فإذا بالحياة لحن حنون
وقعته فيثارة ذات قدس
في دجاك الحبيب يفني وجودي
فإذا بي من عالم غير إنسي
فأحس الصفاء مل ، جناني
وأحس الخلود يملأ حسى
وتساميت فوق أحقاد نفسى
وتحررت من تقاليد جنسى
وتنقلت فى فضاء رحيب
ليس فيه سوى عوالم قدس
يقصر الوصف عن بلوغ مداها
وتعالت عن كل فكر وحدس
ملؤها الحب والصفاء ونفس
قد تسامت عن كل شك وهجس
( نزيل القاهرة )
