الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 343الرجوع إلى "الثقافة"

أيها الليل . .، " إلى الهدى الذي قادني إلى الضلال "

Share

في الظلام العميق ذوبت حسى

وتهافت فوق أشلاء نفسى

أستعيد الماضي القريب وآسي

لهوي لا يفيد فيه التأسي

وإذا ما أردت طبا لروحي

من أساها وصلت يومي بأمسي

وتنقلت بين أطلال روحي

ورسوم ، من الصبا الغض ، درس

وليال قضيتها مشرقات

كالغواني بينهن بين الدمقس

لذة إثر لذة إثر أخرى

فكأن الحياة أيام عرس

صور من لذاذة العيش تتري

تبعث الميت من دفائن رمسي

وتعيد التصورات لذهني

بانعات كأنها بنت أمس

أيها الليل ! لا عدمتك خلا

مستطاب الوداد ثبت المجس

كم قضيت الزمان ترأب صدعي

تحسن السمع لاشتكائي وبؤسي

إن في صمتك العميق لمعنى

تنتهي دونه بلاغة قس

ترسل اللحن خاشعا عبقريا

يلهم النفس في هدوء وهمس

فإذا بالحياة لحن حنون

وقعته فيثارة ذات قدس

في دجاك الحبيب يفني وجودي

فإذا بي من عالم غير إنسي

فأحس الصفاء مل ، جناني

وأحس الخلود يملأ حسى

وتساميت فوق أحقاد نفسى

وتحررت من تقاليد جنسى

وتنقلت فى فضاء رحيب

ليس فيه سوى عوالم قدس

يقصر الوصف عن بلوغ مداها

وتعالت عن كل فكر وحدس

ملؤها الحب والصفاء ونفس

قد تسامت عن كل شك وهجس

( نزيل القاهرة )

اشترك في نشرتنا البريدية