أسرفت يا إبليس فى الوسواس ... فأعوذ منك برب هذا الناس
أغويتني من بعد ما استدرجتني ... مستحوذاً حتى على أنفاسي
حسنت فى عيني الشرور فجئتها ... وضممت أرجاساً على أرجاس
ونفذت فى أعماق قلبي فاتحا ... حتى ملكت منافذ الإحساس
فتعاورتني للشكوك وساوس ... سود وعافت مجلس جلاسي
أفرغت قلبي من رضى يقينه ... وملأت بالشك المبرح راسي
من بعد ما جرعتني مر الأسى ... أترعت بالمصل المخدر كأسي
إبليس ما أشركتني فى صفقة ... إلا قضيت علي بالإفلاس
إبليس أنت ولي كل ذوي الهوى ... إبليس انك فى الولاية قاس
لم يبقى مما كان لي قبلا سوى ... ثوب كخائبة المنى أدراس
تلقي العداوة موغرا بين الورى ... فتثير أجناسا على أجناس
لو اعتقدت بهم شعورا فى الردى ... لتبعتهم تغوى إلى الأرماس
تذكي الحروب وأنت فيها سالم ... مما يضر بالنفس الأحلاس
أتعست أقواما لتسعد غيرهم ... والشر كل الشر فى الإتعاس
كوخ حقير ثم قصر شاهق ... ومآتم فى جانب الأعراس
لا تسترح وأنت عنهم فى غنى ... حتى توسوس فى صدور الناس
مالي سوى دمع يفيض ندامة ... ما سوف أكتبه على القرطاس
