يدل رأيكم عن الرواية والشعر في مقاليكم الأخيرين على أنكم ترون الفن الروائي لا يقوم - كالشعر - على الإنشاء والابتكار، وهذا رأي جديد، والعهد بالفن عامة أنه يرجع إلى قوة الخلق والابتكار، أو إلى الخيال الإبداعي، لا فرق في ذلك بين قصة وقصيدة، أو صورة وسيمفونية. وبتلك النظرة يعالج النفسيون فصل الخيال في كتب علم النفس كما يعالج بها فلاسفة الفن وعلماء الجمال فصل الخلق أو الإبداع الفني فيستشهدون بأنواع الفنون على السواء ومنها الرواية والقصة. فكيف لا تعدون التركيب الروائي وتصوير الشخوص وتحليلها من
الإنشاء والابتكار؟ بل كيف فاتكم أن رواية كالأرض الطيبة أو الفندق الكبير وكلتاهما من تأليف امرأة - لا تقل منزلتها عن أية منزلة شعرية؟!
