تعقيب على بعض ما جاء في رسالته إلى أخيه بباريس(2) عفا الله عنك أيها الأخ الكريم
أيجدر بك - وأنت المنتصر للشرق الغيور على الإسلام - أن تجعل من بلد شرقي مسلم مضرباً لأمثال السوء؟ لئن كان عيب السودان لونهم الأسمر أو بشرتهم القاتمة، فإن خلف تلك السمرة وذلك القتام قلوباً عامرة بالإيمان، ونفوساً أبيّة تَعِفُّ عن مواطن المسكنة وتربأ عن الهوان، وعقولاً على نزر ما تلقى من الثقافة - بحكم مركز السودان السياسي - جبارة دائبة التفكير فيما يعلي شأن بلادها، لا تخلد إلى الراحة ولا تستمرئ الخمول
سل مصر الشقيقة تنبئك عنا وتصل أسباب التعارف بينك وبين أخيك النائي، فقد حان الوقت الذي يجب أن يعرف فيه بعضنا بعضاً حتى نعمل يداً واحدة فننهض برسالة الشرق والإسلام. وإن تذرع الأخ بأنه إلى غير سوداننا قصد فلا ينس أن كلمة (السودان) شاملة وأنه لابد أن يلحقنا كِفْلٌ من المسبة
عفا الله عنك أيها الأخ الكريم! على أني لازلت معجباً بما تكتب، فخوراً بغيرتك على الإسلام وانتصارك للشرق. وأصدقك القول بأني على رغم ما اضطرني إلى إثبات هذه الكلمة لم أقف قراءتي دون خاتمة الرسالة
(أم درمان - سودان) (الرسالة) جاءنا من إخواننا السودانيين رسائل كثيرة في هذا المعنى فاكتفينا بهذه الرسالة لاعتدالها وإيجازها.

