تحية طيبة. . . وبعد فقد تهجمت (من وراء المنظار) على نائب محترم نعزه ونجلّه أعيان دائرته فكتبت إليك هذه الكلمة رداً على مقالك من غير تعليق.
قرأ أحد النواب الفرنسيين ذات صباح مقالاً يهاجمه فيه الكاتب هجوماً بلغ حد الإهانة، فبلغ به الغضب مبلغاً عظيماً وأسرع إلى صديق له يسأله كيف يستطيع أن يرد هذه الإهانة: أيدعو الصحفي إلى المبارزة؟ أم يطلب منه أن يعتذر رسمياً؟ ولكن صديقه كان عاقلاً إذ ابتسم وقال: (لا عليك يا صاحبي من هذا كله، فإن نصف قراء الصحيفة لم يلاحظوا هذا المقال، ونصف الذين لاحظوه لم يقرءوه، ونصف الذين قرءوه لم يفهموه، ونصف الذين فهموه لم يصدقوه، ونصف الذين صدقوه لا قيمة لهم. . . فماذا يبقى بعد ذلك؟)
هل أنت فاهم يا صاح؟ وهل عرفت أنك كالحادي وليس له بعير؟

