الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 508الرجوع إلى "الرسالة"

إلى الأستاذ محمود تيمور

Share

سيدي الأستاذ الجليل في ١٩ مارس ١٩٤٣ كتبت إلي تقول: (. . . ويؤسفني  أن أخبركم بأنني فوجئت بمرض أبني (سعيد) ونقله إلى المستشفى  لإجراء عملية استئصال (الزائدة الدودية) له؛ فأرجو أن أتمكن  من الاتصال بكم بعد أيام وأنا مطمئن القلب منشرح الخاطر. . .) وفي ٢٢ مارس، أي في اليوم الثالث لهذه المفاجأة هصرت  المنية غضن (سعيد)  !. . . فأي أسى ألم بساحتك، وأي  إحساس طاف بقلبك، وأنت تشهد هذا المصاب الأليم؟. . .  وكيف انتزعت يد الموت السوداء هذا الغصن الرطيب من دوخته  لتزين به فردوس السماء؟

حقاً إنها فاجعة، ولكنك يا سيدي رجل عظيم، والعظماء  غرض الأقدار ومطمع الأيام، يبتليهم الدهر فيصبرون،  ويمتحنهم فيصمدون، ويصارعهم فيصرعونه؛ فاصبر صبراً جميلاً،  فلك عظيم المثوبة والأجر، ولابنك الراحل إلى جوار ربه رفيع  الدرجات وخالد الذكر؛ والله من قبل ذلك ومن بعد ذلك يقول:  (ولنبلونكم بشيء من الخوف والرجوع ونقص من الأموال والأنفس  والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله  وإليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة،

وأولئك هم المهتدون)  صدق الله العظيم

( طبعت بمطبعة السلطان حسين - عابدين )

اشترك في نشرتنا البريدية