الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 409الرجوع إلى "الرسالة"

إلى الباحث الجليل (* * *)

Share

السلام عليكم: وبعد فقد جاء في بحثكم الممتع في العدد ٤٠٤ من الرسالة  الغراء ما يلي: (في درة الغواص في أوهام الخواص: ويقولون: بعثت

إليه بغلام، وأرسلت إليه هدية، فيخطئون فيهما؛ لأن العرب  تقول فيما يتصرف بنفسه: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (لقد  أرسلنا رسلنا)  وتقول فيما يُحمل: بعث به وأرسلت به، كما قال  سبحانه إخباراً عن بلقيس:(وإني مرسلة إليهم بهدية)   فعقبتم على ذلك في الحاشية بقولكم: (قلت: هل يرى  الحريري الريح والصيحة والحاصب مما يتصرف بنفسه؟  ففي الكتاب: (إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً) ، (إنا أرسلنا  عليهم حاصباً) ، (إنا أرسلنا عليهم صيحة) . . .)

قلت: الإرسال في هذه الآيات الكريمة بمعنى التسليط ، لا بمعنى التوجيه، فليس يقال في مفعوله: (إنه مما يتصرف  بنفسه، أولا يتصرف) ، حتى يتفرغ عليه دخول الباء عليه  أو عدم دخولها؛ إذ يمتنع أن يقال: سَلَّط عليه بكذا

ومن أمثلة الإرسال بمعنى التسليط قول الأساس: أرسل  كلبه وصقره على الصيد، أرسل الله عليهم العذاب

وإكمالاً للبحث نورد ما جاء في (التاج)  قال: (والإرسال  التسليط، وبه فُسِّر قوله تعالى: (إنا أرسلنا للشياطين على  الكافرين تؤزهم أزاً) ، أي سُلّطوا عليهم وقيضوا لهم بكفرهم.  والإرسال أيضاً التوجيه، وبه فسر إرسال الله عز وجل أنبياءه  عليهم السلام) هذا ما عنَّ لي أعرضه على الأستاذ المحقق

اشترك في نشرتنا البريدية