الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

غاية هذه المجلة خدمة الفكر في اوسع معانيه وانبل مقاصده ذلك ما لم نزل نردده منذ ان اخذنا انفسنا بانجاح هذا المشروع وعاهدنا انفسنا ووطننا ببذل اقصى الجهد حتى لا يكبو كما كبت مشاريع اخرى كثيرة في هذه البلاد من قبله .

وليست تموت المشاريع الادبية التي من هذا النوع لاسباب مادية دائما . فان المادة قوام المجلة من غير شك ، ولكن لا مبالاة القراء وسكوتهم ابعد اثرا في نفوس الساهرين على المشروع واشد وقعا واوهن للعزائم من المشاغل المادية ، اذ لا يتواصل النشاط ولا يثبت الجهد الا اذا شعر الكاتب بانه لا يصيح في واد ولا يخاطب حجارة صماء ولا يقرع حديدا باردا وانما يجلب بما يكتبه ويذهب اليه من صنوف الاراء اهتمام القراء ويحرك خيالهم ويثير خواطرهم ويهيج وجدانهم ويحملهم على التجاوب معه او الرد عليه .

ونحن نعتبر ما يصلنا من رسائل وما يرد علينا من تعاليق للنشر او لمجرد الاعلام غير كاف ، لذا رجونا من قرائنا الافاضل ولا نزال نرجو منهم ان يتجاوزا الملاحظات الشفاهية وان يدونوا لنا في رسائلهم آراءهم وملاحظاتهم وانتقاداتهم من دون رحمة حتى نهتدي الى الطريق ، خاصة واننا لم ندع يوما انا معصومون او انا محتكرون للحقيقة التي قلنا عنها إنها لست ملكا لاحد لانها ملك الجميع .

ولعل القارئ ، يلاحظ في الاعداد الاخيرة ان حظ المناقشة النزيهة البناءة يتعاظم ولعله يلاحظ انا فتحنا بابا جديدا الى جانب " ندوة القراء " هو " بريد القراء " ننشر فيه ما يوجهه الينا قراؤنا الكرام او نرد بايجاز على من تعذر نشر مقالتهم لسبب ما , لا نتحاشى ذكره ما دامت غايتنا شريفة وعملنا نزيها .

ان جيلنا يتحمل مسؤولية عظمى في النهضة الفكرية والأدبية المأمولة . وانه يتمتع بحرية كاملة للخلق الادبي والبعث الفني ويتمتع كذلك بعطف المسؤولين وتشجيعهم ، فما يمنعه من ان يضاعف ثقته في نفسه ويستمد من ايمانه بمستقبل بلاده

ومحبته للتربة التونسية - بل للارض المغربية المباركة - ما يقوى به على تحقيق الامل والقيام بالرسالة التاريخية المقدسة الا وهي : احياء الفكر وبعث ثقافة أصيلة في هذه الديار .

اشترك في نشرتنا البريدية