الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

تدخل « الفكر » بهذا العدد سنتها الخامسة أشد ما تكون ايمانا بنبل الرسالة التي اضطلعت بها خدمة للادب التونسى ومساهمة فى بعث الآداب العربية والفكر العربي بهذه الديار ، وأمضى ما تكون عزيمة على قهر الصعاب وبذل ما في المستطاع لمواصلة العمل وخدمة الوطن مستوحية تلك القيم البشرية السامية الخالدة التي يستمد منها الانسان انسانیته ويكون بها للوجود معناه وغايته.

والذين تتبعوا خطوات هذه المجلة واستقرؤوا أعدادها بانتظام منذ أن بعثناها للوجود - ولم يكد أوار معركة الاستقلال ينطفئ حينئذ - لاحظوا انا لم نزل نوفق بين ضرورتين اثنتين : بين وجوب رعاية حرمة الادب الاصيل وضمان حرية الاديب وصون تجربة الخلق والابداع التى لابد منها لكل عمل ادبي انشائي طريف ، وبين منزلة الانسان المشخصة المحصورة فى حدود الزمان والمكان الماثلة أمام كل حس مرهف وضمير حي وعقل يقظ . فكنا دائما ننشر الى جانب رائع الشعر والقصص وعميق الدراسات الادبية بحوثا حول المشاكل التونسية أو العربية عامة فى دنيا الثقافة والتعليم على الخصوص ، وحول الظواهر الاجتماعية والنفسانية والفكرية التى تفرض اليوم نفسها فى المغرب الكبير وفي العالم العربي وتتطلب الحلول الصحيحة .

وفي نفس هذا الاتجاه تتشرف مجلة " الفكر " بأن تفتتح سنتها الخامسة بعدد ممتاز خاص بدراسة العلاقة الموجودة أو الواجبة الوجود بين الجامعة وبين المجتمع ، الافريقى الآسيوى منه على الخصوص ؛ وان ما يجده القارئ في هذا العدد من ممتع البحوث وشيق الدراسات انما هو من أعمال المؤتمر العالمي الذي انعقد بتونس في شهر أفريل المنصرم للنظر فى الدور الذي تلعبه الجامعات في المجتمع ، وقد نظمته هيئة " حرية الثقافة " العالمية بالاشتراك مع الجامعة التونسية الحرة .

فعسى أن نكون قدمنا لقرائنا الافاضل فى وطننا العربي الكبير ما يعينهم على الالمام بواقع الجامعات في العالم العربى الاسلامى اليوم وبمشاكلها التى هى مشاكل الثقافة والفكر ومشاكل الانسان فى سعيه الدائب لمعرفة نفسه ومعرفة مصيره وتوقه المستمر الى حياة أفضل ومنزلة أسمى %

اشترك في نشرتنا البريدية