نحن فى هذه المجلة نقدس " الانسان " ونضع حرمته فوق كل مقام واعتبار . والانسان عندنا ليس ذلك " الكائن المثالي " او تلك " الصورة المجردة " التى ينصرف بعض المفكرين بالتأمل فيها عن دنيا الناس وواقع البشر ، انما الانسان في نظرنا ذلك الكائن المشخص الحسى المكون من لحم ودم و " الموجود " في وضعية تاريخية مضبوطة
لذا لم نفتأ منذ ان برزت المجلة للوجود ننادي بحرية الانسان ونذود عن كرامته وننصر حقوقه الطبيعية . فكان موقفنا من قضية اخواننا ابناء الجرائر الشقيقة واضحا صريحا ، لم نطل الخطب ولم نسهب القول ولم نجنح الى السباب والشتم لكننا لم نصمت ولم نحذر بل كنا فيما نشرناه _نثرا وشعرا_ اوفياء لانفسنا مخلصين لمبادئنا ثابتين فى ايماننا .
واليوم - وقد تجاوز الامرحد القمع الى الحرب واصبح التقتيل والتعذيب والتدمير شعارا للجيوش ودأبا _ نرى لزاما علينا ان نعلن عن شديد استنكارنا لهذه التصرفات العمياء التي يذهب ضحيتها ، ءالاف الابرياء ونشهر بأعمال جيش الاحتلال القاسية تشهير ايهتز له الضمير البشرى .
لقد قضت طبيعة الاشياء أن تكون الجزائر امة عربية اسلامية مغربية . فليعلم الساسة الفرنسيون ان قوة الحديد عاجزة عن تغيير طبيعة الاشياء خاصة فى عصر تيقظ فيه الضمير العالمي ونهض العالم العربي الاسلامى شرقيه وغربية نهضته المعروفة وفاز المغرب الاقصى وتونس باستقلالهما بعد كفاح مرير.
ثم نحن نريد ان نذكر القوم اننا لم نقف إلى جانب الجرائر المكافحة تعصبا او انسياقا للعاطفة وانما القضية قضية بشرية وقد قلنا في احدى افتتاحياتنا ان " الحرية كل متماسك الاطراف اذا اصابها الضيم فى ميدان او شخص او فريق فانما تكون حينذاك مهددة فى وجودها وجوهرها واساسها "
فليتعظ القوم بتاريخهم هم وبتاريخ الشعوب في هذا العصر ان كانوا من اولي الالباب !
