لَئِنْ مَاتَ حَوْلَكِ نُورُ الضُّحَى وَرَانَتْ عَلَيْكِ سُتُورُ الظَّلامْ
فَلاَ تَحْزْنِي. . فَالْهَوَى فِي دَمِي صَبَاحٌ يُزَلْزِلُ هَذَا الْقَتَامْ
وَفَجْرٌ مَدَى الدَّهرِ يَبقَى لَكِ
تُشَعْشِعُ أَنْوَارُهُ حَولَكِ
وَتَسقِي أَبَارِيقُهُ لَيْلَكِ. . .
. . . سَناَ خَمْرَةٍ لَمْ يَذْقْهَا اْلأَنَامْ!
وَإِنْ مَاتَ حَوْلَكِ سَاقِي النَّدَى وَفَحَّتْ لَدَيْكِ أَفَاعِي الْهَجِيرْ
فَلاَ تَجْزَعِي. . . إِنَّ رُوحِي بِهَا لآِهَاتِ رَوْضِكِ نَبْعٌ غَزِيرْ
يُفَجَّرُهُ عَاتِياً سِحْرُكِ
وَيُسْكِرُ أَمْوَاجَهُ عِطْرُكِ
فَتَجْرِي وَيَجرِي بِهَا نُورُكِ. . .
. . . إِلى أَنْ نُلاَقِي الرِّكَابَ الأخِيرْ!
َوإِنْ مَاتَ حَوْلَكِ سَاجِي الظِّلاَلْ وَنَاحَتْ بأَرْضِكِ ثَكْلَى الرِّياَحْ
فَلاَ تَجْزَعِي. . . فأَنَا نَسْمَةٌ وَظِلٌّ عَلَيكِ رَطِيبُ الْجِناحْ
وَطَيْرٌ نَمَا عُودُهُ فِي يَدَيْكِ
فِإِنْ أَوْمَأَ الْحُزْنُ يَوْماً إِلَيْكِ
عَصَفْتُ بِلَحْنِي وَعُشّي وَأيْكِي. .
. . . لأِفنَى وَأَشْرَبَ عَنْكِ الْجِرَاحْ
وَإِنْ مَاتَ حَوْلَكِ زَهْرُ الرُّبَى وَكُنْتِِ الْيَتِيمَةَ فَوْقَ الْهِضَابْ
فَلاَ تَذْرُفِي دَمْعَةً. . . إِننِي خُلِقْتُ لأِحْمِلَ عِنْكِ الْعَذَابْ
كِلاَنَا غَرِيبٌ يَتِيمُ الزَّمَانْ
فَهَياَ نُجَدِّدُ زَهْرَ الْجِنَانْ
وَنَقْطِفُ مِنْ قَبْلَ يَمْضِي الأَوَانْ. . .
. . . . وَتَقطِفُنَا قَبْضَةٌ مِنْ تُرَابْ
وَإِنْ مَاتَ حَوْلَكِ مِنْ فِي الثّرى وَأَصْبَحْتِ مُفْرَدةً في الْجِبَالْ
فَلاَ تَنْدُبِي فَانِياً. . . إِننِي أَرَى فِيكِ خُلْداً يُذِيبُ الزّوَالْ
فِفِيكِ الإِلهُ الَّذِي أَعْبُدُ
وَفِيكِ الْخَيَالُ الَّذي أَنْشُرُ
وَفِيكِ الهَوَى وَالصِّبَا وَالْغَدُ. . .
. . . دَعِينِي أُسَبِّحْ بِهَذَا الْجَمَالْ
