الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 110الرجوع إلى "الثقافة"

إلى زوجتى !

Share

اقرئى نفسى يا عزيزتى قبل أن تقرئى أسارير وجهى . . . ولا يترك منى بسمات أصطنعها اصطناعا محافظة على هنائك . فإذا علمت أنى مهموم فلا تستجوبينى ، ولكن اصطنعى الحيلة ، فإن عجزت فاتركينى . . . وإن إلحاحك فى طرد حزنى يثقلنى أحيانا ، ويزيد فى اضطراب نفسى . . . نعم إنك تعلمين عنى كل شئ لأنى أخلص لك وأصارحك بكل شئ ، ولكن ما رأيك فى أنى أرانى كأنى لم أقل لك شيئا طول حياتى . . ! ؟ ربما خلقت نفسى ملتوية ، فكيف ألوى نفسك معها لترى ما تراه وتحس ما تحسه ؟ ! ربما استعذبت الألم فى بعض الأحيان ، فكيف أحملك على ذلك ؟ ! ولكنا اصطحبنا لنقطع مرحلة الحياة سويا ، وقد رأيت فيك ما أحب ورأيت فى ما تحبين ؛ وكأن هذا كل ما كان يلزمنا من زاد المسافر ؛

كلا ياعزيزتى ؛ ليس إخلاصنا كل شئ ، وليس

اتفاقنا أو انسجامنا كل شئ ، ولكن هناك هذا الاختلاف أو هذا التنوع فى حياتنا الشعورية ، فهو لازم لنا ضرورى لحياتنا . . . فلا تعجبى إن طلبت إليك مثلا أن تزيحى عنى فى بعض الأحيان هذا الهدوء  وهذا الاطمئنان الذى نعتقد أنه ضرورى لحياتنا . . . ولا تعجبى إن طلبت إليك ألا تجعلى حياتى ورداً كلها دون شوك . لا تعجبى إن طلبت إليك أن تثيرى ما ركد من شعورى ، لأن الشيطان يقول لى أحيانا إن طيبتك عن بلادة ! لا تعجبى إن قلت لك إن جفاءك لى يلزمنى بقدر عطفك على ! إننى أحيانا أثيرك بكلمة نابية أو نظرة قاسية ، وما أفعل ذلك - علم الله - عن بغض لك أو تبرم بك ، ولكن حبا فى أن أرانى معك فى حالة جديدة . . . ربما كرهتك فى هذه اللحظة لأحبك فى اللحظة التالية . وربما تلطفت معك فى الحديث كأنك لست أهلى ، فلا تعجبى من ذلك ، فقد أحب أن أنظر إليك كأننا نلتقى لأول مرة . . أنت إن منحتنى قلبك كله اليوم فماذا أنت ما نحتى غدا ؟ ! اقتربى منى حتى تذهب لهفتى عليك ، وابتعدى عنى حتى تريننى كدت أجن بك . . . اكذبى أحيانا فقد مللت الصدق ، لا بل اصدقي دائما فانى أخاف الكذب . . إن النظام يجب أن يكون قوام حياتنا ، ولكن ما رأيك فيمن يحب شيئا من الفوضى ؟ ! . .

إن احساسنا بالحياة يزيد ويتجدد حين نغير من حياتنا المادية ، فلم لا نعمل على أن تتغير حياتنا العاطفية ؟ إن النفس يا عزيزتى - أو نفسى ونفس أمثالى على على الأقل - يلزمها برد الشتاء القارس كما يلزمها حر الصيف اللافح ، يلزمها الاعصار العنيف يهزها كما يلزمها النسيم الهادىء يلطفها . .

إنك تنيرين فى كل حين من سكنى وثوبى وطعامى ، فهلا غيرت أحيانا من مشاعرى ! ؟

اشترك في نشرتنا البريدية