إذا وجد في الأمة مكابر واحد ينكر عليك أنك كنت المحامي الأول والقاضي النزيه الأول، فقد لا يوجد فيها من يجرؤ على إنكار أنك كنت ثالث رجلين حملوا كلمة مصر يجابهون بها مغتصب حقها ومستعبد أهلها يطالبونه بالاستقلال. وليس بين عقلاء مصر من لم يكبر فيك تجنبك ديماجوجية زعامة الشعب وتهويشها
كان كل موقف من مواقفك هذه خليقاً بأن يرفعك إلى مصاف العظماء، وكان الأخلق بها متجمعة أن تسير بك في سبل. المجد الخالد، ولكن أنت همتك الشماء إلا توقل مرتفعات المجد وبلوغ قمة الخلود
لقد أصبحت من الخالدين، لا يوم اصطفوك، لأن تكون في زمرة أعضاء المجمع الخالدين، بل يوم طرحت على زملائك رجال المجمع اللغوي اقتراحك (الحروف اللاتينية لكتابة العربية) فهذا الاقتراح في ذاته، بغض النظر عن خطئه وصوابه، بطريقة عرضه، وبالأسلوب الذي صيغ فيه، وبصدقك الصادق، وجرأتك العالية، وحججك الدامغة، قد نزع القناع الشفاف عن نفسية العبقري. هي عبقريتك الفريدة، فصرت في الخالدين

