اللجنة المغربية التونسية الدائمة للتعاون الثقافي والفنى
كلنا يعلم ان بين تونس والمغرب معاهدة اخوة وتضامن ابرمت بالرباط فى الثلاثين من مارس ١٩٥٧ ، ونصت المادة الرابعة منها على التعاون الثقافى والفني بين البلدين التوامين في مقوماتهما الفكرية والروحية . وما زال القراء يذكرون زيارة صاحب الدولة السيد احمد بلافريج رئيس حكومة صاحب الجلالة ملك المغرب للبلاد التونسية بتاريخ ١٧ جوان ١٩٥٨ ، تلك الزيارة التى تم اثناءها تبادل وثائق المصادقة على المعاهدة المذكورة وصدر على اثرها بيان مشترك اهم ما يلفت نظرنا فيه قوله : " وفى الميدان الثقافى والفني اتفق الطرفان على تنمية التعاون الثقافي بين البلدين واحداث تقارب فى المناهج الدراسية ومعادلة الشهادات المدرسية وتبادل البعثات الفنية والادارية والقضائية وتبادل المطبوعات الرسمية والمناهج الاداعية والافلام الثقافية والاخبارية ، ولهذا الغرض تقرر تاسيس لجنة مشتركا دائمة تعقد اول اجتماع لها بتونس فى اوائل جويلية ١٩٥٨ "
ولم يمض شهر واحد حتى طلع علينا بلاغ تونسي مغربي مشترك يشير الى اجتماع هذه اللجنة التى تحمل الاسم اعلاه ، كما يشير الى ان الوفدين التونسى والمغربي اللذين يؤلفان هذه اللجنة قد توصلا الى بلورة التعاون بين بلديهما في ستة مشاريع اتفاقيات من بينها مشروع اتفاقية ثقافية .
ولم ينشر لحد الان نص هذه الاتفاقيات ، كما لم يعلن عن مضمونهما . غير ان الاصداء التى ترددها اوساط المثقفين فى تونس تشير الى اهمية الاسراع بمعادلة الشهادات فى القطرين وتوحيد البرامج الدراسية بمختلف فروع التعليم وتنمية الروابط الثقافية والروحية بمختلف الوسائل من زيارات ورحلات مشتركة ومؤتمرات قصد بحث ثقافة هذا المغرب العربي الكبير وتلقيحها وانمائها وبعثها حية نامية تواكب الزمن وتسير نحو هدف انساني مقصود .
ان هذا العمل الذى تبذله حكومات تونس والمغرب فى سبل توحيد اتجاههما الثقافي ستفيد منه بلا شك حكومة الجزائر الفتية التى انبعثت من صميم شعب عاش
ما يزيد عن القرن يئن تحت وطأة برامج تعليمية ومناهج ثقافية استعمارية مسمومة لم تستطع ان تقتله وان قدرت على تعطيل نموه .
فهل ستشارك حكومة الجزائر فى هذا العمل الانشائى العظيم ؟
وهل تتعاون حكومات الدول الثلاث لخلق جيل جديد يطبق برنامجا واحدا ويتلقن تعليما واحدا ويهدف الى غاية واحدة وان اختلفت السبل ؟
ولكن هل يعتقد المسؤولون فى الحكومات الثلاث اننا يجب ان نبذل في ميدان الثقافة والتربية والتعليم مثلما تبذل من جهود فى ميدان السياسة والاقتصاد ؟
ان مهمة اللجنة المذكورة تتمثل في الجواب على هذه الاسئلة جوابا عمليا وسريعا ،
نشيد عيد الجمهورية
من بين الاعمال الموفقة التى قامت بها اذاعتنا الوطنية حض الشعراء على وضع الاناشيد التى توحى بها الاحداث القومية العظمى التى تحياها جمهوريتنا الفتية ثم تلحينها وانشادها من طرف فرقتها .
ومن بين ما نظم من اناشيد عديدة بمناسبة مرور سنة على اعلان الجمهورية التونسة هذا النشد الذى الفه صديقنا الشاعر مصطفى خريف . نشره في ما يلى :
حيوا عيد الجمهورية ذكرى اشراق الحرية
ذكرى تهنا بمآثرها وتتمتعنا
ولنصرتها وسيادتها قد اجمعنا
اليمن لها لفظ والعدل لها معني
وشريعتها اسلامية
حيوا عبد الجمهورية
ذكرى اشراق الحرية
ظلمات الاستبداد جلت وكشفناها
وقلاع الظلم حطمناها ونسفناها
وقوى الطاغوت عن الاحكام صرفناها
بعزائمنا الفولاذية
حيوا عبد الجمهورية
ذكرى اشراق الحرية
هبى ارياح النصر على الخضرا هبى
بارك في الحق شراعا ينشر يا ربى
وادفع بهدى التوفيق الى الحسن شعبى
ولاسعاد الانسانية
حيوا عيد الجمهورية
ذكرى اشراق الحرية
مؤتمر التربية العالمي
انعقد بمدينة جنيف من السابع الى السادس عشر من جويلية الاخير المؤتمر الحادى والعشرون للمكتب العالمي للتربية وقد مثل تونس فيه وفد تراسه الاستاذ العابد مزالى الكاتب العام لكتابة الدولة للتربية القومية ، ويتركب من الاساتذة احمد عبد السلام مدير دار المعلمين العليا والمكلف بمهمة بيداغوجية بكتابة الدولة للتربية والشباب والاستاذ محمد بكير مدير التعليم الابتدائى بها والاستاذ محمد بوجناح متفقد التعليم الابتدائي بمنطقة سوسة .
والى جانب مناقشه التقارير التى قدمتها الوفود المشاركة وعددها واحد وسبعون عن واقع التعليم وتطوره ببلادهم فقد وقع النظر هذه السنة فى مسالتين الاولى تتعلق بوضع برامج التعليم الابتدائى والثانية بامكانيات نشر التعليم بالمناطق الريفية .
والملاحظ ان الوفد التونسى ، الذي انتخب منه الاستاذ العابد مزالي نائبا لرئيس المؤتمر ، لعب دورا كبيرا وساهم مساهمة فعالة فى اشغال المؤتمر سواء فى اعمال اللجان او فى الجلسات العامة .
* تونس فى مؤتمر الشباب العالمى
سافر في اواخر شهر جويلية الاخير وفد تونسى لحضور مؤتمر الشباب العالمى المنعقد بدلهى الجديدة يتركب من الاساتذة محمود المعمورى وعبد الله الزواغى ومحمد عمامة وقد صاحبهم الاستاذ الامين الشابي بصفته محاضرا وقد القى الآستاذ الشابى محاضرة قيمة بعنوان : مساهمة الثقافة العربية الاسلامية في تقدم الحضارة البشرية . نالت اعجاب الحاضرين
* تونس في المؤتمر العالمي للموسيقى
انعقد بمدينة كوبنهاغ عاصمة الدنمارك المؤتمر العالمي الثالث للموسيقي وذلك من يوم ٣١ جويلية الماضى الى ٧ اوت وقد شاركت فيه الجمهورية التونسية الفتية لاول مرة واوفدت عنها الاستاذ صالح المهدى رئيس مصلحة الفنون المستظرفة بكتابة الدولة للتربية القومية .
واهم المسائل التى كانت مدرجة بجدول اعمال هذا المؤتمر هى : الغايات العالمية الحديثة من التثقيف الموسيقى الاساليب الحديثة فى تعليم الموسيقى - ضبط الحد الادنى فى التربية الموسيقية لكل بشر - اساليب تدريس الموسيقى لمختلف درجات التعليم من الابتدائى الى تكوين اساتذة الموسيقى الاساليب الحديثة فى تعليم الآلات فى المعاهد الموسيقية وادخال هذا التعليم حتى فى الاقسام الابتدائية . نصيب الموسيقى فى الكليات وفى الهيآت العامة - استعمال الاذاعة وآلات التسجيل والاصطوانات والتلفزة والسينما كوسائل للتثقيف الموسيقى فى مختلف الدرجات وقد علمنا ان الاستاذ صالح المهدى قدم بحثا تناول فيه مسألة ايجاد التقارب بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية فبين بالخصوص ان تراث تونس الموسيقى زاخر بالنوعين الشرقى والغربى نظرا لموقعها الجغرافي وقدم نماذج من نغمة المزموم التى تقابل " الماجور " الغربية ونماذج اخرى من اللهجة التونسية فى نغمة " المينور " الغربية وهو ما نعبر عنه ب " محير السيكاه " توضيحا لذلك ، ودعا الى وجوب التقارب الذي لا يكون حتى يألف الغربيون الموسيقى الشرقية ويألف الشرقيون الموسيقى الغربية
والى جانب هذه المحاضرة فقد قدم الاستاذ صالح المهدى اشرطه من مسجلات المعهد الرشيدى للموسيقي العربية ومن فرقة الاذاعة الوطنية ومجموعة الاناشيد التى اصدرتها هيئة الشبيبة الدستورية مع جملة قطع من العتيق والشعبى والحديث وكذلك صورا لمختلف الآلات التونسية العتيقة للموسيقى من متحف المعهد الرشيدى ، والناى التونسي الحديث المصنوع من البلاستيك وقد اعجب به المؤتمرون لبساطته وللامكانيات الفنية التى تتيسر تاديتها به اذ انه يؤدى مثل الناى العربى الطبيعي المقامات وانصافها وارباعها فى متسع ثلاثة دواوين صوتية مع امكانية عزف الصوت وجوابه فى آن واحد ،
ووقع كذلك تقديم نماذج من الاناشيد التى انتجتها تونس مثل نشيد الامم
المتحدة ونشيد حقوق الانسان ونشيد الثورة والنشيد الوطني الرسمى الذى يشمل في موسيقاه نغمتى " الماجور " الغربية المقابلة للمزموم التونسية وللماهور الشرقية ونغمة " راست الذيل " التونسية المقابلة للنكريز المشرقية .
اما مقرارات هذا المؤتمر فاهمها : ضرورة تعليم الموسيقى فى جميع اقسام التعليم واعتبار الحدا الادنى لهذا التعليم ساعة في الاسبوع - احداث قاعة للموسيقى في كل مدرسة والزيادة في عدد الاساتذة والمعلمين الاخصائيين في الموسيقى
حذف الاداء القمرقي عن كتب تعليم الموسيقى وآلاتها ، احداث هيئة وطنية للموسيقي في كل بلد - احداث حصص موسيقية لكل من بلدان الشرق والغرب فى بلد الشق الاخر ، احداث جريدة موسيقية عالمية تبحث اهم المواضيع وأحدث الاساليب وبالجملة فان تونس بما قدمته من ايجابى الاقتراحات وعرضته من طريف الالحان واصيلها نالت اعجاب المؤتمرين الذين جاؤوا من اطراف العالم شرقيه وغربية فعسى ان يضاعف المسؤولون عنايتهم بهذا الجانب من ثقافتنا القومية حتى يؤكد المستقبل آمال الحاضر .
* مؤتمر الكتاب الأسويين الافريقين تقرر ان ينعقد مؤتمر الكتاب الاسويين الافريقيين بمدينة طشقند بروسيا من ١ الى ٥ اكتوبر وقد وافقت اللجنة التحضيرية المتركبة من ممثلين عن الصين والهند واليابان والجمهورية العربية المتحدة واتحاد الجمهوريات السوفياتية على جدول اعمال المؤتمر الآتي :
1 - تقدم الاداب في بلاد اسيا وافريقيا - ٢ - الاداب فى الشرق والغرب وعلاقتها المتبادلة - ٣ - التوتر الدولى واثره فى الكتاب - ٤ - اداب الاطفال وقيمته التعليمية - ٥ - مساهمة المرآة في الاداب - ٦ - تقدم التاليف المسرحي في الدول الاسيوية والأفريقية - ٧ - علاقة الاذاعة والسنما والمسرح بالادب - ٨ - تنمية العلاقات الودية فيما بين الكتاب الاسويين والافريقيين .
هذا وقد وجه هذا النداء الى كتاب اسيا وافريقيا من طرف اللجنة التحضرية : ان النظرة الى آسيا وافريقيا التي تلهم كتاب هاتين القارتين هى تطلع الى عالم جديد ستبعث اليه شعوبهم من ماض قريب موحش الى تالق النهضة . .
وقد افصح عن هذه النظرة كثير من ابرز مفكرى هذه البقاع من العالم فى اعمال لهم هامة تبشر بمستقبل ناهض
ونظرا للانفصال المستمر الذي ابعد دائما ما بين هاتين القارتين ، وعزلة كل بلد داخل قارته ، لم يتمكن الكتاب المبدعون من التلاقى والتقارب ومن نوطيد اواصر تلك الصداقة الشخصية المهمة بالنسبة للمفكرين . وبالطبع لم يعرف سوى قليل من المؤلفات لقليل من الكتاب خارج حدود آسيا وافريقيا
ومع ذلك ، اقدمت منذا الاف السنين بعض العقول الجريئة من هاتين القارتين على الرحيل طلبا للمعرفة ورغبة فى التشبع بالافكار السارية في البلاد الاخرى لخلطها بعصارة فكرهم الخاصة ورغم صعوبة الانتقال والافتقار الى وسائل المواصلات الملائمة . وقد شهد طريق الحرير الممتد من الصين الى الشرق الاوسط رحيل فلاسفة وشعراء ، فنانين وتجار سعيا وراء حاجتهم . . ومن ساحل الهند ابحرت سفينة محلية متجهة صوب جنوب شرقى آسيا والشرق الادنى ومصر واليونان وروما مزودة بالحقيقة الراسخة والاساطير والانتاج . ان الطريق من ايران الى افغانستان عبر آسيا الوسطى والهملايا ظل دائما مفتوحا .
والان بفضل وسائل المواصلات السريعة اصبح تحقيق الرغبة الشديدة الرجال الادب فى اللقاء ايسر من ذى قبل .
وفي مؤتمر الكتاب الاسيوبين المنعقد في دلهى في ١٩٥٦ تبادل كثير من المفكرين في آسيا معلومات وافكارا تعاونت فيما بينها احيانا ولكنها لم تمنعهم من اكتشاف اواصر جديدة للصداقة .
اقترح كتاب من جمهوريات الاتحاد السوفيتى ، فى شرق ووسط اسيا اثناء ذلك المؤتمر ، عقد مؤتمر اسيوي ثان في طشقند ، وقد لمس الحاضرون في مؤتمر دلهى ضرورة انضمام الكتاب الافريقيين الى كتاب اسيا . وسيتحقق ذلك المشروع في مؤتمر الكتاب الاسيويين الافريقيين المزمع عقده في اوائل اكتوبر من هذه السنة .
وكما كان الامر في دلهى ، وكما هو الان ، لا يرغب الداعون استثناء احد .
لذلك سيدعى كتاب اوروبا وامريكا واستراليا لحضور ذلك المؤتمر كمراقبين .
فالمطلوب هو الا تتعارض اسيا وافريقيا مع الدول التى تلقب عادة بالغرب
والهدف هو خلق الفرص لاجتماع كتاب اسيا وافريقيا والغرب لربط الحقائق الخالدة المنبثقة من حضارات آسيا وافريقيا بروح النهضة الاوروبية
والمعروف ان كتاب العالم في استطاعتهم بفضل معرفتهم العميقة للنفس البشرية وخلال اعمالهم الخلاقة اقرار وحدة البشرية في روح من الصداقة والتفاهم المشترك . وفى امكانهم تخليص العالم من الخوف والحقد . بهذه الطريقة يساهم الكتاب فى هذا العهد الحافل بالاخطار ، فى حل مشكلة العلاقات البشرية وفى اقتلاع جذور التوتر الدولى . " .
اصدرت " مكتبة دار العروبة " بالقاهرة تعريبا لكتاب ( الظاهرة القرآنية ) الذي كان الفه بالفرنسية الكاتب الجزائري النابه الاستاذ مالك بن نبى وقد قدم له الاستاذ احمد محمد شاكر العالم اللغوي والشرعى الشهير
تستعد دار المعارف فى مصر لاقتبال ديوان الشاعر الجزائري الفحل محمد العيد آل خليفة ، الذى سيتم طبعه في جزأين اشرف على اعدادهما رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ محمد البشير الابراهيمي وقدم لهما بقلمه الرصين ولا شك ان صدور ديوان محمد العيد في هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الجزائر يعد فى ذاته حدثا ادبيا ذا بال لانه ديوان الجزائر وسجل احداثها الماضية التى تمخضت عن الثورة الجزائرية الحاضرة .
في نفس الوقت الذي فكر فيه الشيخ البشير الابراهيمي في اصدار ديوان محمد العيد فكر ايضا في تلبية رغبة المحافل الادبية التى تتذوق ادب الشيخ الإبراهيمي وتعجب بقلمه المتين وآرائه الحصيفة فى الاصلاح الاجتماعى . . تلك الرغبة التى كانت تطالبه منذ ان كان في الجزائر يصدر جريدة : ( البصائر ) ويكتب افتتاحياتها العالية النفس بان يختار منها مختارات ويصدرها لهم فى كتاب يستانسون به بين الفينة والفينة ، وقد كان بشرهم بانه اعد مجموعة من تلك الافتتاحيات وانه سيصدرها لهم تحت عنوان ( عيون البصائر ) ولكن احداث الجزائر التى جدت حالت بين الشيخ وما اعلن عنه لمحبيه . . لذلك فنحن موقنون بان تفكيره اليوم من جديد فى تقديم ( عيون البصائر ) للطبع سيثلج افئدة اولئك المحبين المعجبين ، خصوصا وان جل تلك المقالات كانت صورا للحياة الجزائرية قبل اندلاع الثورة .
يجري في مصر طبع " شرح نهج البلاغة " لابن ابى الحديد بتحقيق الاستاذ محمد ابو ابراهيم الذى عرفه قراء العربية فى دراساته الاسلامية وما ساهم به فى اخراج بعض المراجع السهلة مثل " ايام العرب " و " قصص القران " وغيرهما
تنتظر الاوساط الادبية والفكرية عامة من رجال الانتاج القلمى في الجمهورية العراقية الناشئة ما يبرزونه للناس فى عهدهم الجديد من جديد يطلع الآخرين عليهم عن كثب بعد ان حجبهم عنهم العهد المنقرض ويعرف الناس بهم فضل تعريف بعد ان كادوا ييأسون من التعرف اليهم الا خلسة ،
واذا كان الانتاج الفكرى والادبى وخصوصا منه الشعر قد توفر في العراق فى العهد الماضي ولكنه كان حائل اللون او قاتمه من جهة كما كان لا يصل الى قرائه الا مهربا تهريبا ، فالمنتظر ان لا يكون بعد اعلان الجمهورية فى العراق اقل كما بل الذى لا ريب فيه انه سيكون فى كيفه خير مساهمة من رجالات العراق في الانتاج الذى يترقبه العالم من العرب في نهضتهم الحاضرة .
صدرت فى سوريا مجلة جديدة تحمل اسم ( الثقافة ) تعنى بشؤون الادب والفكر والمؤمل ان تسهم في بعث النهضة الادبية في بلاد العرب وتعين على نشر الادب الرصين ، اليس من حقنا اذن ان نوصيها باحترام مستواها والتحري فيما تنشر " وفيمن تنشر لهم من الكاتبين ؟ ! !
واخيرا انفرجت الازمة اللبنانية وعادت الى القطر اللبنانى الشقيق حياته السوية التى ستمكن لبلابله ان تصدح من جديد ولكاتبيه ان يعودوا الى ميدان الانتاج بعد ان شلت الاحداث حركاتهم وعطلت نهضتهم الفكرية والعلمية ردحا من الزمان غير قصير . .
* وفاة سلامة موسى توفى في ١٥ أوت ١٩٥٨ الكاتب المعروف سلامة موسى في احد المستشفيات بالقاهرة بعد عملية جراحية اجريت عليه . والفقيد يعرفه الادباء التونسيون وقد قرؤوا من كتبه الكثير مما اثار اعجابهم بجرأته العقلية وثقاقته الواسعة وتفكيره الحر . وقد نشرنا له من العدد الثالث من السنة الماضية حديثا ادلى به إلى مراسلنا فى القاهرة وتعرض فيه الى جملة من المشاكل التى تعترض الشباب والدول الفتية ، كمسأة المرأة وتحديد النسل ومسائل ادبية اخرى . ولد سلامة
موسى في جانفي ١٨٨٧ في الزقازيق . وتلقى تعلمه العالي بامريكا وفرنسا وانقلترا طالبا الثقافة من حيث هى ثقافة من دون ان يتخصص في فرع من فروعها بالذات ؛ فقد تأثر خاصة بفرويد ودروين وكان اول مقال كتبه بعنوان " التطور وأصل الانسان " وأول كتاب صدر له كان بعنوان : " مقدمة السوبرمان " سنة ١٩٠٩ . ومن اشهر كتبه التى بلغت ٣٥ كتابا تعالج كلها شؤون الفكر وعلم النفس وفن الحياة : كتاب الثورات الادب للشعب - دراسات سيكولوجية - عقلي وعقلك - احلام الفلاسفة وكان يعد كتابا بعنوان " الصحافة رسالة وتوجيه " وقد اصدر مجلة المستقبل عام ١٩١٤ ولم يظهر منها الا ١٦ عددا كما اصدر مجلة " المجلة الجديدة " ولكنها لم تعمر طويلا .
وقد شارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري الذي حله الانقليز ثم لم يلبث ان اعتقل ومكث مدة فى السجن ولكن السلط الانقليزية اضطهدته وحرمت عليه الكتابة وقد قضى سنوات طويلة فى الريف المصرى تحت الرقابة
مات في شهر اوت المنصرم العالم الفرنسي الذائع الصيت " ف ، ج
كورى " في الثامنة والخمسين من عمره . وكان الفقيد في عداد علماء الذرة الذين فازوا بسبق اكتشاف طاقتها ورغم ذلك بل لاجل ذلك كان رئيسا للمؤتمر العالمى للسلم منذ انبعاثه بعد فاجعة " هيروشيما "
ومن الجدير بالملاحظة ان حرمه " ايران كوري " التي توفيت سنة ١٩٥٦ كانت هي عالمة يرجع اليها الفضل فى عدة اكتشافات على غرار قريبتها السيدة " كورى " التى اكتشفت " الراديوم " فى مطلع هذا القرن ، وكانت " ايران كورى " زوجة الفقيد كاتبة الدولة للبحث العلمى فى وزارة " ليون بلوم " سنة ١٩٣٦ .
وقد انجب هذان العالمان ابنة وقفت هى الاخرى حياتها على البحث العلمى وتزوجت ابن العالم الفيزيائى الكبير " لا نجفان " وهما الان منهمكان فى التنقيب العلمي ليسلم شرف هذه الاسرة العالمة . .
كما ختمت فى نفس الشهر انفاس الاديب الفرنسى " روحي مارتان دى غار " الذي فاز بجائزة " نوبل " لسنة ١٩٣٧ ، وقد بلغ من العمر ٧٧ سنة والفقيد مشهور بصداقته للكاتب " اندرى جيد " الذى اسس فى الادب مدرسة جديدة معروفة وكان كثيرا ما يذكر " فى مذكراته .
وقصص " مارتان دى غار " تمتاز بالاصالة والدقة وقد عرف عنه انه كان
يؤمن بالصنعة ويروم الاتقان وينشد الكمال ومن اشهر هذه القصص " اسرة تيبو " و " جان باروا " و " وصية الاب ليلى " و " اعتراف عن افريقيا "
وجدير بالذكر ان المفكر الفرنسى " البير كامو " الفائز بجائزة " نوبل " لسنة ١٩٥٧ قد قدم لمجموعة آثار الفقيد وان دار " غليمار " طبعتها فى مجلدين
تجربة العمر
تحت هذا العنوان نشرت مجلة " صوت الشرق " فى عددها ( ٦٩ ) حديثا للاديب الكبير ورائد القصة العربية الاستاذ محمود تيمور بمناسبة بلوغه الستين راينا ان ننقل لقرائنا الكرام والشباب منهم على الخصوص - بعض الفقرات التى قد يجدون فيها مادة للتفكير ومدعاة للاتعاظ وعونا فى حياتهم الادبية . قال محمود تيمور ، مدد الله فى أنفاسه : " سمعت امرا يقول : لو كنت املك صحتى ، وصفاء ذهنى ، وطمانينة الحياة من حولي ، لاستطعت ان اقوم باعمال جسام ، واكتب لي صفحة حافلة بآيات النجاح
لبثت افكر في هذا القول فبدا لي انه منطق معكوس وكان جديرا بصاحبه ان يقول : لو كان لى عمل اومن به واقبل عليه ، لا بلغني هذا العمل ما انشده من موفور الصحة ، وصفاء الذهن ، وطمأنينة الحياة .
لقد املى على هذا التصويب خبرة خاصه وهي الزبدة من تجربة العمر فقد اصبحت معتقدا ان الايمان بعمل ما والشغف به هو خط الدفاع الذى يحمى المرء من مكاره العيش والقلق والتهيب وهو الينبوع الذي يفيض على النفس مشاعر الفوز وكسب الحياة .
كيف يجبن عن الحياة من يعتقد ان له فيها عملا يضطلع به وان له فيها ثمرة يرتقب ان يحين قطافها يوما بعد يوم ؟ لا غرو ان يرفع العمل من معنوية الانسان وان يحبب اليه العيش وان يدفعه في سبيله الى المجالدة والصراع فتقوى فيه روح المغامرة ويمضى به الطماح الى بعيد الافاق
كنت اجتاز عامى السابع فاذا المرض يدهمنى فاستضعفنى حتى بلغت عصر الشباب وانا أكاد استيئس من الحياة واحس دنو النهاية القاضية .
ولكنى في هذه الفترة وجدتنى انساق الى نوع من العمل ادين له الآن بكيانى كليه : ذلك هو الادب ؛ تعلقت نفسى بان ابلغ منه مآربا وارمى فيه الى
هدف اذ كانت مصر لذلك العهد في مقتبل نهضة وبواكير ثورة والوعى القومى يستشرف لطابع وطنى خاص متميز في مرافق العيش ، فاستهوانى ان اسعى مع الساعين الى تقويم الطابع المصري للادب في إطار من القصص الفنى ، فجرى هذا العمل تيارا فى دمى وصار فى جوهر حياتي يملك على امرى كله .
وعلى الرغم من ان المرض لم يتخل عن صحبت فهأنذا استكمل الستين من عمرى ، وما زلت حيا ارزق بفضل ذلك العمل الذى حمانى من الهزيمة والانهيار بل إنه كان يعمر قلبي بالأمل ويفرغ على نفسى الثقة وينضر امام عيني وجه الحياة . .
بالعمل وحده استطعت ايضا ان اواجه الاحداث التي تتمخض عنها اللبالى فلست انسى انه لم يكن لى عزاء فى نكبت بفقد وحيدى ، منذا سنوات عشر ، الا ان القي نفسي في غمار عملي ، حتى اتممت روايتين مطولتين في قصير من الوقت وخرجت من فورة هذه المحنة ، احمد للعمل ما حمانى به من لوعة الحزن وحسرة الفقدان . . " ثم اضاف :
" واصارح باني في بعض الاحيان قد اضيق بعملي واحسبني منه في رهق واكاد اهم بان اثور عليه ولكن سرعان ما اجدنى قد سكنت ثورتى وذهب عنى الضيق واحتملت للعمل ما يجشمنى من جهد واهم بان انحنى على اوراقى استغفرها مما ابديت لها من غضاضة وإعراض ، اذ يتمثل لى عدوى الاول الذى هزمته فى مراحل حياتى السالفة ذلك الشبح المرهوب ، شبح الفراغ شبح الاقفار من الاهداف شبح الجدب الذى يطبع الحياة بطابع التفاهة والعقم ، فاراني قد هششت لعملي وحننت اليه وارتضيته ظهور الي في الظفر بمعنى الحياة وجوهر العيش فاجلس التى مكتب آخذا قلمى منكبا على اوراقى استمرىء نشوة الانتصار " .
* صدر فى باريس مؤلفان يبحثان فى التيارات الخفية التي تكتسح " الماركسية " . والكتاب الاول هو " لبيير هرفى " Pierre Herve وعنوانه " ما اعتقده " وقد صدر ضمن مجموعة من التآليف كتبت فيها شخصيات تنتمى الى عالم السياسة والفكر واعربت فيها عن ارائها وعما تؤمن به سواء فى ميدان الفلسفة او الدين ، والكاتب رغم انه من ابرز المفكرين الماركسيين فى فرنسا فقد اعرب عن قلقه وعدم اطمئنانه للتحجر المذهبى الذي يتصف بيه الحزب
الشيوعي ، والتاليف الثاني هونري لوفيبر " Henri Le Febore بين احد مفكري الحزب الشيوعي الفرنسى وقد ابان فى كتابه بعض المشاكل التى تثيرها الماركسية في الوقت الحاضر
* صدرت فى فرنسا ترجمة آخر مؤلف للقصصي الالماني الكبير " هنريش بول " Henrich Boll وهو يعد فى طليعة الكتاب الالمان الذين ظهرو بعد الحرب فبعد ان كتب قصته " ارجع الى بيتك يا بونيير " Rentres ches vous Bonger الف كتابا اخر بعنوان " موت لوهنقرين " La Mort de Lohengrin وهو يحتوى على خمس عشرة قصه صغيرة ، وفي كل واحدة منها يجد القارىء السبب الذى من اجله اصبح انتاج هذا المؤلف شقا جدا ، وهو هذه الابتسامة المرة حينا المشرقة حينيا آخر وهذا الصوت الذى يشتد خفوته عندما يتحدث عن اهوال الحرب ومآسيها . غير انه تحت قلم " هنريش بول " تعمر الصحارى ناسا ويبقي العالم تغمره الاخوة والسلام .
سيظهر قريبا في مجموعة " ما ذا اعرف Que sais كتابا " لروببير اسكربيت " الاستاذ بكلية الاداب ببوردو والمحرر فى جريدة " لوموند " تحت عنوان " في علم اجتماع للادب Une sociologie de la litterature ويلاحظ الكاتب ان الناس كانوا يقولون ان معرفة النفس هى من مطالب الحكمة الفردية غير انها اصبحت الان من مطالب الحكمة الجماعية . ويتساءل الكاتب عن التبادل بين الجمهور والمؤلف الذي يسمى عادة ادبا ويحلل باطناب الروابط التى تصل القارىء بالحياة
كان " البير كاموس Albert camus نشر فى عام ١٩٣٥ مجموعة من القصص وقد نفدت من جميع دور النشر الان . فاعاد طبعها هذه السنة والقارىء يستشف منها الافكار الاساسية التى مضى كامو فى ما بعد يوضحها ويحللها ويبني عليها دعائم فلسفته في الوجود ومن هذه الافكار نجد فكرته الاساسية التي عبر عنها بقوله : " ان الانسان الذى حرم من الاعتقاد فى الله يجد نفسه امام نفسه وبذلك اتحداه اذا هو عرف السعادة " وهي هي الفكرة التى ارتكزت عليها كل تآليف كامو بما توحية من ضياع مجهود البشر سدى وعدم جدواه امام الموت القريب المحقق ( راجع قصة " سيزيف " ) وبما توحيه كذلك من شعور بان الحرية لا مفهوم لها .
انباء عن التعليم بالعالم
تفيد التقارير التى قدمتها البلدان المشاركة في المكتب العالمى للتربية ان أزمة ايجاد المعلمين تزداد استفحالا خاصة فى التعليم الثانوى ما عدا وضعية الولايات المتحدة الامريكية وزيلندا الجديدة وان عدد اساتذة الحساب والعلوم عامة هو الذي لا يزال دون الحاجة بكثير . الا ان ازمة انتداب الاساتذة هذه لم تمنع سبع دول من الزيادة فى سنوات الدراسة وهذه الدول هي المانيا - بيلو روسيا
هند وراس اسرائيل - بلونيا سلفادور - اكرانيا - قام مكتب التربية العالمى ببحث فى ٧٢ دولة عن معدل الوقت المخصص
لمختلف المواد في مرحلة التعليم الابتدائى فكانت كما يلي : علوم اللسان : ٣٣ فى المائة - الحساب ١٦ فى المائة - العلوم الطبيعية والفيزيائية
١٠.٧ فى المائة ، التربية المدنية ٦ في المائة - في المائة ، اعمال تطبيقية ١٠،٣ فى المائة - تهذيب الذوق ٧,٢ في المائة - تربية بدنية ٦،٤ في المائة - التعليم الديني ٥،٢ فى المائة . اعمال اخرى ٢،٥ في المائة
وهكذا تتبين ان ثلث الوقت الذي يقضيه التلميذ في المدة الابتدائية مخصص لدراسة اللغة ان مدة العطلة الصيفية تختلف باختلاف البلدان فمعدلها السنوى فى المانيا ٧٥ يوما وفي النمسا ٨٥ يوما وفي انقلتيرا ٩٤ يوما وفي كندا مائة ويومان وفي فرنسا ١١٠ أيام وفي الولايات المتحدة ١١٦ يوما وفي ايرلندا ١٣٠ يوما وفي ايطاليا ، ١٥ يوما .
* انعقد بمدينة باليرم (صقلية) من ١٥ الى ٢٩ حوان المنصرم المهرجان العالمي للطفل الذى ينظمه مركز الاعمال التربوية والمسلية الخاصة بالطفولة ومن اغراض هذا المؤتمر اسناد جائزة تتوج آداب الاطفال .
* عالج الملتقى الثاني عشر للجمعية العالمية لاساتذة الحسابيات الذي انعقد بانقلتيرا من ٥ التى ١٢ اوت قضية : ( المسائل في تعليم الرياضيات )
* نظم اتحاد اوروبا الغربية ملتقى بمدينة لياج ببلجيكيا في غضون جويلية المنصرم لمعالجة قضية الانتاج الادبى المعد للمراهقين
* عن الزميلة الاديب انه بقرار من رئيس الجمهورية العربية المتحدة وقع تغيير اسم وزارة الارشاد القومى وتعديل اختصاصاتها . فقد اصبح
اسمها وزارة الثقافة والارشاد وانضم اليها مصلحة الفنون ومصلحة الآثار ومرك تسجيل الاثر وادارات الشؤون الثقافية والفنون الشعبية والوثائق التاريخية ومؤسسة دعم السينما واقسام التاليف والترجمة ونشر التراث القديم ودائرة المعارف والنشرة الثقافية والمحاضرات والندوات ومؤسسة الثقافة الشعبية والمتاحف والفنون واحياء الفنون القديمة والمعارض ودار الكتب ومعهد التمثيل ومعهد الموسيقى
اما وزارة التربية والتعليم التي على رأسها السي كمال حسن فهي انما تعنى بالتعليم تصميما ونشرا واصلاحا .
* من نفس المصدر ان ينوليتمان " عميد المستشرقين الالمان واستاذ اللغات السامية بجامعة تينجن وعضو المجمع اللغوى بمصر منذ انشائه توفى اخيرا بالمانيا
وقد كان الفقيد استاذا زائرا بجامعة القاهرة وهو الذى ترجم كتاب الف ليلة وليلة الى الالمانية وقام بنشر " الخطوط المنقوشة العربية قبل الاسلام " . وممن تتلمذوا عليه طه حسين وسهير القلماوي ويحيى الخشاب .
صدر عن دار المعارف للطباعة والنشر بالقاهرة كتاب " ابتسامة ودموع وقصص اخرى " بقلم الاستاذ محفوظ عبد العال غانم الذى ظهرت له قبل ذلك رواية " أم الخير " التى تصور الحياة المصرية وخاصة فى الصعيد .
* يظهر عما قريب " ديوان الشريف العقيلي " الشاعر المصرى الذى نشأ وعاش في القاهرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجرى والنصف الاول من القرن الخامس فى عصر الدولة الفاطمية - وقد قام الدكتور زكى المحاسني بتحقيق هذا الديوان وتقويمه والتقديم له . والعقيلي من الشعراء الذين احبوا الطبيعة واستتمتعوا بها وعبروا عن ذلك بشعر مودع هذا الديوان . وبهذا كان شاعرا وصافا . طبع " دار احياء الكتب العربية " .
انجزت المطبعة الكاثوليكية ببيروت طبع كتاب " الرسائل الصغرى " للشيخ ابن عباد الرندى بتحقيق الاب نويا اليسوعى وتعليقه . وهذه الرسائل قال عنها بعض المستشرقين انها لا مثيل لها فى التراث الصوفى الاسلامى ، وتكشف هذه الرسائل عن آداب الصوفية ومجاهداتهم الروحية فى سبيل الاتصال بالله كما تعرض للقارئ آداب الطريق وازمات الضمير فى اسلوب مشرق واضح .
* ومن الدواوين التى اصدرتها دار المعارف اخيرا : " ديوان الخليل " في اجزائه الاربعة لخليل مطران و " بعد الاعاصير " لعباس العقاد . و " نجوي
لعدنان مردم بك و " ديوان عربي " للدكتور عزيز فهمى و " من نبع الحياة " و " من وراء الافق " لمحمد عبد الغني حسن و " الشروق " لحسن كامل الصيرفي ، و " النخيل " لمحمد على الحومانى ، و " شعر حفني ناصف " من جمع ولده الاستاذ مجد الدين وتقديم الدكتور طه حسين
