* مؤتمر الادباء العرب
دعيت تونس رسميا الى المشاركة فى الدورة الثالثة لمؤتمر الادباء العرب الذى تقرر عقده بالقاهرة من ٩ الى ١٥ ديسمبر ١٩٥٧ وستخصص هذه الدورة لدراسة موضوع واحد عام هو : الادب والقومية العربية وعلمنا ان كتابة الدولة للمعارف قبلت الدعوة وعينت الوفد التونسي الذي سيتركب من اربعة اعضاء .
هذا وقد اتصلت " الفكر " من جهة أخرى برسالة من المجلس الاعلى لرعاية الفنون والآداب بالقاهرة فيها رجاء لنشر البلاغ التالي :
تقرر عقد الدورة الثالثة لمؤتمر الادباء العرب بالقاهرة فى المدة من ٩ الى ١٥ ديسمبر سنة ١٩٥٧ . وستخصص هذه الدورة لدراسة موضوع واحد عام هو الادب والقومية العربية ، ويندرج تحته اربعة موضوعات فرعية تتناول الدور الذي يؤديه كل من الشعر والنثر والنقد وحماية الاديب في نشر الوعى بالقومية العربية وسكرتارية المؤتمر تعلن ترحيبها بجميع الادباء من مختلف البلاد العربية الذين يريدون الاشتراك فى المؤتمر (من حق كافة الادباء العرب أن يكونوا أعضاء عاملين فى المؤتمر يشاركون فى المناقشات والاحتفالات والرحلات وصياغة توصيات المؤتمر ، على ان يكون انتقالهم واقامتهم فى القاهرة على نفقتهم الخاصة ، وبشرط اخطار سكرتارية المؤتمر بالمجلس الاعلى لرعاية الفنون والاداب (٩ شارع حسن صبرى الزمالك - بالقاهرة ) فى موعد لا يتجاوز اول ديسمبر سنة ١٩٥٧ حتى يتاح لسكرتارية المؤتمر اجراء التسهلات اللازمة لهم . .
* المعرض البينالي بالاسكندرية
دعيت تونس للمشاركة فى الدورة الثانية للبينالى بالاسكندرية التى ستنعقد خلال شهر ديسمبر ١٩٥٧ حيث تعرض دول البحر الابيض المتوسط نماذج من فنونها (رسم - نحت - حفر... ) .
وسمنح بلدية الاسكندرية جوائز للفائزين فى كل تلك الفنون وتستضيف عن كل بلد مندوبا يمثلها .
وقد علمنا ان كتابة الدولة للمعارف قد قررت المشاركة فى هذا المعرض الخطير وطلبت الى نخبة من الرسامين التونسيين ان يقدموا بعض لوحاتهم وربما عين صديقنا حاتم المكي للسفر الى القاهرة للاشراف على الجناح التونسى فى هذا المعرض .
* مجلة " الشباب "
ظهر العدد الاول من السنة الثانية لمجلة " الشباب " التى نرجو لها عمرا طويلا وتحسنا مطردا . إذ هى تقوم بوظيفة خطيرة لتثقيف الشباب التونسي عامة والشبيبة الدستورية خاصة وذلك بمعالجة المشاكل الحيوية بالنسبة للجمهورية التونسية والمغرب العربى مع تبسيطها وتوخى الاساليب التى تيسرها وتجعلها فى متناول القراء .
وقد تصفحنا هذا العدد فاعجبنا بحسن اخراجه وبديع صوره وقيم أبحاثه وقد ازدان الغلاف بصورة ناطقة بليغة لما يجب ان يكون عليه " اتجاهنا " من عناية بالتصنيع ومجهود لاستغلال ثروة البلاد ورفع مستوى الشعب الاقتصادى .
فإلى اسرتها وخاصة الى مديرها الناشط صديقنا الاستاذ محمود المعموري تهاني اسرة " الفكر " وتشجيعها .
* مجلة " التعليم "
اتصلنا بالاعداد الثلاثة الاولى من هذه المجلة الجديدة التي يديرها المربي الناشط صديقنا على بوسلامة . والذى حدا بزميلنا على بوسلامة وصحبه المخلصين الى تاسيس هذه المجلة الصناعية ما لاحظوه ويلاحظه معهم كل من اشتغل بشؤون التعليم فى بلادنا من فراغ كبير فى ميدان علم التربية والتطبيق وخاصة ما يهدى المبتدى الى حذق مهنته وملك اسرارها فاذا ذكرنا بأن كتابة الدولة للمعارف عربت السنتين الاوليين فى التعليم الابتدائي وانتدبت فى هذه الفترة ما يزيد عن ألف وخمسمائة معلم ادركنا الفائدة العظمي التي نرجوها جميعا من مجلة " التعليم " وقد حرص مديرها على ان يوازن بين الجانبين النظرى والتطبيقى بحيث يجد المعلم وخاصة المبتدى ما ينمى معلوماته ويوسع آفاقه ويجد ما يعينه على القيام بوظيفته اليومية الشاقة .
واسرة الفكر - اذ ترحب " بالتعليم " - تأمل ان لا يقتصر المربون على " الابتهاج الحار " بالمشروع وان يتحمسوا له قولا وفعلا فيحرروا ويشتركوا
ويناقشوا حتى تتوفر اسباب الحياة لهذه المجلة الفتية فتثبت فى آداء رسالتها .
* القضاء التونسي
اهدانا رئيس ودادية الحكام التونسيين الرئيس الفاضل محمد بن عمار الورتتانى نسخة من النشرة القيمة التى أصدرتها الودادية وعنوانها " القضاء التونسى " وهى تحتوى على محاضرات وبحوث ومقالات قام بها رجال القانون ببلادنا وأسرة الفكر إذ تشكر ودادية الحكام على هديتها الثمينة لا يسعها إلا الترحيب بهذا المشروع العظيم الذى لا تخفى فائدته فى هذه الظروف التي استقل فيها القضاء وتوحد "
* " المجلة "
ذلك عنوان مجلة جديدة تصدرها شهريا نخبة من رجال الثقافة بشقيقتنا مصر تحت اشراف وزارة الارشاد القومى وقد تفضل الاستاذ حمدى محمود الملحق الثقافي بسفارة مصر بتونس باهدائنا العشرة اعداد الاولى منها مشكورا .
والمجلة بديعة الاخراج رفيعة المستوى تعنى بمعالجة القضايا الثقافية العامة وفيها نافذة على الآداب العالمية فى ماضيها وحاضرها .
فعسى ان تملا هذه المجلة الفراغ المهول الذى احدثه اختفاء " الرسالة " و الثقافة " و " الكتاب " و " الكاتب المصرى " و " مجلة علم النفس " وغيرها . وعسى ان تساهم بقسطها فى التعريف بشؤون الثقافة المغربية والآداب الشمال إفريقية فى مصر خاصة والبلاد العربية عموما .
* ليالي " كابيريا "
عرض باحدى قاعات السينما بتونس شريط " ليالى كابيريا " وهو ثالث فيلم يخرجه " فريدريكو فيليني " بعد " البدون " و " سترادا " ونحن نذكر هذا الفيلم الاخير بما فيه من واقعية ومن تحليل عميق للنفس البشرية وسلوك البشر وقد لعبت دور " جلسومينا " حيوليتا مسينا " فاتقنت دورها احسن اتقان . وفى هذا الشريط الجديد تقمصت " جيوليتا مسينا " شخص " كبيريا " وهى فاجرة غير انها ساذجة الى حد بعيد قد احتفظت بسذاجة الطفولة رغم تقدمها فى السن . وتقع مغامرتها الاولى فى بيت احد الممثلين المشهورين فتظهر لنا " كابيريا " فى قصر فخم من قصور روما وقد تملكها فرح شديد كفرح الاطفال الا ان فرحتها
لم يدم اذ يكتب لها قضاء شطر من الليل فى غرفة مظلمة . ثم يحولنا " فليني " الى منظر آخر وهو منظر طلب العفو فى عيد " الحب الالهى " فتعتقد " كبيريا " ان طلبها في تغيير حالها سيستجاب الا انها تتحول بعد ذلك من الاعتقاد الراسخ والايمان بالقوة الالهية الى الكفر بها والنقمة عليها . ثم ، هي تتعرض بعد ذلك الى سخرية الناس وضحكهم عندما يكشف " المنوم " عن حقيقتها وأخيرا تذوق " كبيريا " مرارة الحياة عندما تظن انها ستنقذ من هاته الحياة التى تعيشها وانها ظفرت بمن يحبها لكن زوجها المزعوم ينكشف عن محتال من المحتالين فيسلبها مالها ويتركها طريحة يائسة من الحياة ولكنها تنهض وتبدأ حلقة اخرى من حياتها والدمع يترقرق فى عينيها .
نرى اذن " فيلينى " يمضى فيما اختطه لنفسه من تصوير للحياة الواقعية التي تمس في بعض الاحيان بالخوارق ومن تحليل للنفس جد عميق . ثم ان " جيوليتا ماسينا " ببراعتها الفائقة قد صورت ادق دقائق السلوك البشرى فعبرت بملامح وجهها وحركات يديها ومشيتها القريبة من مشبة " شارلو " عما يجيش في نفس " كبيريا " الطاهرة " الساذجة من احاسيس تجعلها هذا الكائن الضعيف الذي تعصف به حوادث الدهر فتذيقه مرارة الواقع لكنه يعود فيعتقد فى النجاة والسعادة من جديد وفمه باسم وعينه مازالت لم يجف منها الدمع .
* كتاب محمد
فى الوقت الذى يلفت شرقي البحر الابيض المتوسط وافريقيا الشمالية اهتمام العالم ينكب المستشرقون الاوروبيون على درس الاسلام والحضارة الاسلامية . ومن بين الكتب التى صدرت اخيرا من المستشرقين كتاب للاستاذ " قود فروا دي مونبين "Gaudefroy - Demonbynes سماه "محمد" (طبعة ألبان ميشيل ١٩٥٧) وقد دلتنا جملة من مقدمة الاستاذ " بول شالو " على ان دومنبين قد " حرص على ان يكون هذا الكتاب تتمة لما قام به من بحث وتنقيب " وقد كان المؤلف مديرا لمدرسة تلمسان عام ١٨٩٥ وفى عام ١٩٢٩ كتب ترجمة اولى لحياة النبي وهو اذذاك متصرف مساعد بمدرسة اللغات الشرقية ، ثم ان كتابه " النظم الاسلامية " يعد من الكتب التى يرجع إليها عند الحاجة ، فلا عجب ان يشتمل كتاب " محمد " على جملة من المعلومات تخص صدر الاسلام . وينقسم هذا التأليف الى قسمين كبيرين احدهما يقص حياة الرسول والثاني يصور اهم ما قام به محمد فى رسالته . وقد اتفق جميع الذين تصفحوا هذا الكتاب على ان الاستاذ " دى مونبين " عارف معرفة جيدة بالقرآن والحديث .
* الاستاذ بلاشير بتونس
وعلى ذكر الاستاد " دومنبين " فليس من اللائق ان ننسى الاستاذ بلاشير وهو الذى شارك صاحب كتاب " محمد " فى كثير من الابحاث العلمية الخاصة باللغة العربية . وقد حل الاستاذ بلاشير فى الايام الاخيرة بتونس وترأس لجنة امتحان " الليسانس " العربي ولجنة امتحان آخر السنة لطلبة دار المعلمين العليا .
ثم ان المستشرق بلاشير القى دروسا لطلبة معهد الدراسات العليا وطلبة دار المعلمين العليا . وآخر ما قام به من نشاط ثقافى هو المحاضرة التى القاها بمعهد الدراسات العليا وعنوانها : " تاريخ الادب العربي ومشاكله " وقد غصت القاعة الفسيحة بالطلاب وغيرهم من رجال الثقافة .
* وفاة الكاتب اليونانى " نيكوس كزنتسا كى "
توفي الكاتب اليونانى الشهير " نيكوس كزانتساكى " Nikos Kazantzaki ورغم ان مؤلفاته الكثيرة بقيت غير معروفة لانها لم تترجم الى اللغات الاجنبية فان الكتب القليلة التى نقلت الى اللغة الانقليزية والفرنسية قد فازت باعجاب الكثيرين فى اوروبا وامريكا . والدرس الذي يمكن ان نستخرجه من كتب " كزنتساكى " مثل " الكسيس زوربا " وغيره هو الرضا بحياة قد قدر لها ان تقضى فى عراك مستمر وهو مثل من لا ينفك يبذل الجهود ليصل الى هدفه غير ان جهوده كثيرا ما تذهب سدى وهدفه يبتعد عنه كلما ظن انه اقترب منه . وكان القصاص الالمانى " توماس مانير " معجبا بكزنتساكى وكان يشبهه بشعراء يونان القدماء اجداده لان روح " هوميروس " تظهر فى كتبه الزاخرة بحيوية عجيبة .
* الماركسية والوجودية
اخذ الفيلسوف " جان بول سارتر " يكتب فى الفلسفة بعد سكوت طويل . وقد نشر فى عدد سبتمبر من مجلة " العصور الحديثة " بحثا سيتواصل فى الاعداد المقبلة وسيكون له من الاهمية ما لكتابه " الكائن والعدم " . ففى القسم الاول من تأليفه الحديث يشرح سارتر نظرية ماركس ولينين وعرض نظريته المشروحة في كتاب " الكائن والعدم " وبين هذا الفيلسوف ان الماركسية قد فاتها فهم كنه الانسان من جميع وجوهه . ويرى سارتر ان لا حياة للجدلية المادية الا اذا اعتنقت ما كشفه التحليل النفسانى وعلم الاجتماع فى هاته الاعوام الماضية ...
* الكتاب والعنصرية
صدرت كتب عديدة بفرنسا موضوعها مشكل العنصرية وقد نبه الكتاب الى ما فى العنصرية من بشاعة وكفر بحقوق الانسان ومن بين هاته الكتب " الانبج الاخضر " لــ " مادلين آلينز " و " ويوميات آنا فرنك " وقد اخرج هذا الكتاب إخراجا جعله يكون مادة لرواية مثلت على مسرح من مسارح باريس . ومن هذه الكتب " الذنب الاصلى " لــــ " إيتمبل " و " شباب اكتوبر " لــــ نيكولا بودى الخ . . وفى " فرانس ابسر فاتور " كتب " كلود روا " الكاتب المعروف بتونس مقالا بحث فيه الالوان المختلفة للعنصرية . وقد حلل " كلود روا " جميع الكتب التى ذكرناها وبين ان العنصرية سواء وجهت ضد السود أو اليهود او ضد شعب يكافح تعد وحدها " الذنب الاصلي " الذى تحدث عنه " إيتمبل " .
* يبلغ عدد التلاميذا الجدد الذين سيلتحقون بالمدارس المغربية هذه السنة ٢٠٠ ألف تلميذ وذلك فى مجموع العمالات المغربية بينما يبلغ عدد الاقسام الجديدة ١٠٠٠ قسم . وقد خصصت وزارة التربية الوطنية جزءا كبيرا من الميزانية لهذا الغرض غير ان افتتاح الف فصل جديد لم يكن ليحصل لولا المساعدة العظيمة والمجهودات الجبارة التى قام بها السكان ، الى جانب مساعدة السلطات المحلية التى كانت استجابت لنداءات جلالة الملك ، والتي وضعت كثيرا من البنايات تحت تصرف وزارة التربية .
الموظفون
وقد دعت زيادة الاقسام والتلاميذ الى توظيف ١٢٠٠ معلم عن طريق الاختبار وتابع هؤلاء المعلمون تدريبا بيداغوحيا وتربويا استغرق مدة ٥٥ يوما ، فى جميع العواصم المغربية ، أهلهم لممارسة مهنتهم كمعلمين .
ومن ناحية اخرى فقد جلبت الوزارة عددا وافرا من المعلمين من البلاد الصديقة والشقيقة وهذا ما ساعد على مواجهة المطالب الكثيرة التى يتطلبها هذا المجهود العظيم ، ( عن نشرية سفارة المغرب بتونس )
* ظهرت الاجزاء الخمسة الاولى من كتاب " الطبقات الكبرى " عن دارى صادر وبروت . وكتاب " الطبقات " من المراجع الاسلامية الاولى في السيرة والمغازى وتراجم الصحابة من البدريين والانصار والمهاجرين والبصريين والكوفيين وغيرهم . ومؤلف الطبقات من تلاميذ الواقدى المؤرخ المشهور .
* انجزت دار المعارف للطباعة والنشر طبع الجزء العاشر من " تفسير الطبرى " للامام المفسر المؤرخ ابن جرير الطبرى وهو من تحقيق الاستاذ محمود محمد شاكر ، وقد راجعه وخرج احاديثه الاستاذ الشيخ احمد محمد شاكر .
