أقام أدباء بغداد حفلة تكريم للدكتور زكي مبارك فألقى في تحيتهم خطبة جاءت في ختامها الكلمة الآتية: (لقد رحلت عن مصر وأنا مصمم على الاستبسال في الدعوة إلى إنشاء جامعة عراقية، فلما وردت العراق لم أجد من يشجعني على تحقيق ذلك الأمل النبيل، وصارحني بعض الرجال بما يعترض إنشاء الجامعة العراقية من عراقيل
فأنا أنتهز هذه الفرصة لتسجيل هذه الرغبة بطريقة علنية، وأصافح بيمناي أنصارها الأوفياء، وأدعوكم إلى الكتابة عن هذه الأمنية في كل يوم، والكلام عنها في كل مجتمع، والإلحاح بها على جميع الوزراء. وأعلموا أن من العار أن تخلو بغداد من جامعة وباسمها الخالد تتعطر الأفواه في جامعات الشرق والغرب
إن الحجة في أيدينا أيها الزملاء، فعندنا نواة الجامعة العراقية، عندنا النواة السليمة لأربع كليات، فلنبادر بتأسيس الجامعة العراقية بصفة رسمية، ولنبادر بخلق الصلات العلمية والأدبية مع الجامعة المصرية وجامعة باريس، ولنقرر منذ هذه الساعة أن نفتتح الجامعة بمهرجان مشهود في آذار المقبل، شهر الأزهار والرياحين
أيها الصحفيون الشرفاء لقد كنتم عند ظن الوطن الغالي في ظروف كثيرة، فشدوا من عزائمكم لنصرته هذه المرة، وحققوا أشرف غاية لحملة الأقلام وهي إعزاز العلوم والآداب والفنون
أيها الزملاء لقد كرمتموني بهذا الاحتفال الرائع، فهل تعرفون متى أرد لكم هذا الدين النبيل؟
سأرده يوم يتقرر بفضل مسعاكم إنشاء الجامعة العراقية، ويومئذ لا أكتفي في تكريمكم بألوان الحلوى وأكواب الشاي، وإنما أعقر لكم الذبائح من عرائس الشعر الجميل)
وقد نوهت جميع الجرائد العراقية بهذه الدعوة التي صادفت هوى من أنفس الحاضرين وفيهم أقطاب التعليم بوزارة المعارف العراقية
