كنت نشرت في الجزء (٢٢٦) من السنة الخامسة للرسالة الغراء - مقالة عنوانها (الحرف العربي والإفرنجي) نعيت فيها على هؤلاء الترك استبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقلت فيها: (وأما ذلك التجديد فليس لليوم أن يقضي فيه قضاءه، وللغد الحكم فننظر أأحسن القوم أم أساءوا) وبينت أن الحرف الإفرنجي هو الحرف العربي نفسه، وأصل الحرفين معلوم، غير أن الزمن قد حسن الثاني أي العربي وهذبه
وإن ما صنع الترك هو أنهم انقلبوا يسطرون أو يخربشون من الشمال مبذرين مضاعفين الكلمة، وكانوا يكتبون من اليمين موفرين الوقت الثمين والكاغد
وقد قرأنا اليوم في الصحف هذا الخبر من أنقرة:
(أنقرة - أخذت الأوساط التركية تفكر باستعمال الحروف العربية بعد أن قامت عدة صعوبات في استعمال الحروف اللاتينية، ويقال إن حكومة الجمهورية قد تفكر في إلغاء القرار القاضي بمنع استعمال تلك الحروف)
فإذا صدق هذا الإعلام - ولا أستبعد صدقه - فقد عقل القوم من بعد السفه، وصحوا من سكرهم، وأحسنوا إلى أنفسهم وأدبهم وتاريخهم - على ضؤولة قدرها - وإلا فإصرار المبطل على الضلالة والباطل لا يدل على أنه محق الإسكندرية * * *
