الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 433الرجوع إلى "الرسالة"

الأستاذ كرد علي في بيت المقدس

Share

لبى الأستاذ محمد كرد على دعوة الإذاعة الفلسطينية، فتوجه  إلى القدس وذهب من توه إلى بيت صديقه أديب العربية الأستاذ  محمد إسعاف النشاشيبي

وكانت أولى محاضراته:   (هل تمدنا)  قرر فيها الأستاذ  أن الأمم العربية قطعت شوطاً بعيداً في المدنية منذ نصف القرن  الماضي، وتمنى لو تلقفنا من الغربيين عاداتهم وتقاليدهم فهي بالجملة  خير من عاداتنا وتقاليدنا؛ ولم ينس الأستاذ أن يذكر المرأة  الشرقية وخروجها سافرة في العصر الحديث بعد أن كانت مكبلة  بسلاسل يسمونها خلاخيل، وأنها نالت قسطها الوافر من المدنية  وتشبهت بأختها الغربية بمنافسة الرجل في مختلف ميادين الحياة.

وفي المحاضرة الثانية تكلم الأستاذ في موضوع:   (الشاميون  والتاريخ)  قصر حديثه على سرد أسماء المؤرخين الشاميين  ومؤلفاتهم وتاريخ وفاتهم؛ وعلل الأستاذ وفرة المؤرخين في  الشام لكونها كانت عاصمة العرب، وفي العاصمة يتمثل ازدهار  المدنية أكثر من سائر البلدان

وفي المحاضرة الثالثة حكى عن   (طرائف فارس)  وخصص  كلامه في مخطوط يسمى   (طرائف الطرف)  فكشف عن قيمته  التاريخية ثم ختم كلامه بالقول: إن في إيران مخطوطات عربية

قيمة تفوق المخطوطات الموجودة في القاهرة وفي دمشق وذكر أن في مكتبة العلامة الإيراني   (نصر الله)  خمسين ألف مجلد  عربي، ويؤكد الأستاذ أن كثيراً من أغنياء إيران يهمهم أن  ألا تخلو مكتباتهم من التآليف العربية فإن ذلك يدل - في عرفهم  وتقاليدهم - على السراوة والنبل

وكان موضوع محاضرته الأخيرة:   (بقية ما ترك لنا  الأجداد)  فافتتح كلامه بالأسف الشديد على أن فقدت المكتبة  العربية كثيراً من المخطوطات الثمينة ثم قصر كلامه على التحدث  عن   (أبي حاتم بن حيان البستي)  وذكر أنه لا يقل عن ابن ماجة  في أهمية أسانيده للحديث، ثم أعلن أسفه بأن أحداً من المترجمين  العرب لم يذكره في تآليفه، ولولا ياقوت الحموي لكان نسي  كما نسي كثير من العلماء. ثم رجح الأستاذ أن نسبه ينتهي  إلى   (إياس بن مضر)  وقال أن حياة هذا العالم الجليل قد انتهى  بأن قتله خليفة المسلمين لتلبسه جريمة الاشتغال بالعلوم الرياضية.

اشترك في نشرتنا البريدية