الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 45الرجوع إلى "الرسالة"

الأوبة

Share

فرجى الخير وانتظرى ايابى

اذا ما القارظ العنزى آبا!

لا ترتقبى إيابه أيتها الحسناء!

فقد انتزعته من ذراعيك عرائس البحر

أغوته بفتنتها وأغرته بروعتها.

لله ما أقسى هذه العرائس الزرق العيون!

لا تنتظرى ايابه ايتها الحسناء

فقد سلبته من ذراعيك عرائس الصحراء

فتنته ببسمتها، وأغوته برقتها.

لله ما أقسى هذه العرائس الشقر الشعور!

لا تسحى الدموع حزنا عليه    فشهيد الصحراء سوف يعود

انما مثلنا تود غذاء    تشتهى القوت وهو عنها بعيد

مر والشمس للغروب تهادى    وتمشى فى جوفها كخيال

أفق اسع تلوح عليه    صور العابرين مثل الظلال!

أيها الواصل الثرى فى فلاة    يملأ الصمت جوها والسكون

لا تسر فى الفلاة سيرا وئيدا    تتيقظ عليك منها العيون

لا تسطر على الرمال رسوما    لا تعكر فيها صفاء الليالى

صفحات الصحراء - لو رحت تدرى    

صفحات مقرونة بالجلال

ها هنا ليس للحياة مقام    ها هنا ليس للحياة ربوع

كل شىء مستسلم لفناء    فتأمل كيف الحياة تجوع؟

حيثما سرت لا ترى من صديق    مؤنس، غير ظلك المشؤوم

لم ترتاب فى الرسوم وهذا    كله وطء رسمك المرقوم

لا خريف الصحراء - إن جاء يوما

بخريف، ولا الربيع ربيع

قد تساوت فيها الفصول، وجاعت    

فتأمل كيف الربيع يجوع

سكنت تلولها غانيات    باسمات الثغور، شقر الشعور

نشرها عبق الجواء عبيرا    فتروح فى الجو نشر العبير

وكأن الواحات فيها حسان    يترقبن أوبة الأحباب

كلما أقعد المسافر يأس    لوحت غادة له بالشراب

لا تروعن يا حسان الصحارى    انه ضارب لكن لقاء

ذرنه يبتغى الطريق قليلا    أين يرجو فى داركن اهتداء

كم شباب فى القفر قد عصرته   وأناس طوتهم الصحراء

رأت الأرض والسماء ولكن    

ما استجابت أرض لهم أو سماء  

انها مثل غادة سعرتها    شهوات الأرواح والابدان

لا تحاول من الوصال فرارا    هى مشتاقة الى انسان. . .

ان أحبتك يا مسافر فانزل   حماها واهجع وخل الايابا

انها تعصر الضجيع ولا تز    داد بعد الوصال الا التهابا

نام لا يرتجى اليك ايابا    وغفا، لا يعى من الاعياء

انبئيها يا ريح ان فتاها    عشقته عرائس الصحراء

لا تسحى الدموع حزنا عليه    فشهيد الصحراء سوف يعود

انها مثلنا تود غذاء    تشتهى القوت وهو عنها بعيد

دير الزور

اشترك في نشرتنا البريدية