أصدر الأستاذ محمد أمين حسونة ، في الفترة الأخيرة كتابين يتفقان في أن كلا منهما مجموعة متفرقات .
فأما الأول - الباب الذهبي فهو مجموعة أعمال قصصية غربية ملخصة ، لعل فضيلتها الأولى ان الأستاذ حسونة أجاد انتقاءها . فالرواية أو المسرحية الملخصة ، في العادة ، تفقد قيمتها وتصبح سردا صحفيا لحوادث متتابعة ؛ ولا ينقذها من هذا إلا أن تكون قائمة على أسس نفسية عميقة ، بحيث يكون إيجازها لا عرضا لحوادث ، بل تصويرا لحقائق فردية واجتماعية ، من وجهة نظر المؤلف . وذلك ماحدث في هذه المجموعة ، التى تضم ألوانا من الأدب الغربي متنوعة ، فيها الفرنسي والألماني والإيطالي . وفيها الأسوان والهازل والفلسفي
وأما الكتاب الثاني - ساعات الصمت " - فمجموعة مقالات وفصول كان الاستاذ حسونة نشرها في بعض المجلات ، ولعل أفضلها بعض الدراسات النقدية ، وبعض التأملات حول نظريات الأدب المعاصرة . ويهيمن على هذه الفصول تشوف إلي مثل اعلى فكري ، يحاول التخلص من قيود الزمان والمكان ، ويتطلع إلي ثقافة وادب وفن ، إنسانية شاملة ، تتناسي فيها القوميات والعصبيات . ولئن كان هذا في مبدئه جميلا ساميا فأحسب أن الأستاذ حسونة ، في تطبيقه الصارم على وضعنا العربي ، قد استخدم بعض المصطلحات في غير الموضع الذي هي له . ويعجبك في هذه المجموعة تلونها ، وتحقيقها ذلك المثل الإنساني في ذاتها بالأخذ بأنماط عديدة من اساليب التفكير ، ولكنها تفتقر في هذا إلى بعض العمق وبعض القوة ؛ وعذر الأستاذ المؤلف في هذا انها مقالات موجزة كتبت لتنشر في المجلات
أما أسلوب هذين الكتابين فبسيط غاية البساطة ، خال من التعمل ومن هذه الصناعة التى قد ترفع مستوي الأثر الأدبي ، ولكنها في مجال البحث الفكري ، وسيلة كثيرا ما تنقلب غاية ، فتضيع شأن الفكرة التي تخدمها .
