الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 266الرجوع إلى "الرسالة"

الباحث عن الهدوء. . .

Share

(. . وإني لأخشى أن يستمرئ القلق حياتي فيحجبني عنك الهدوء الأخير!)

لقد نصب العمر إلا شعاعا    يكاد على أعيني يحتضر

يشق إليك ضباب الحياة    وينفذ في غيبها المستتر

فيختنق النور في صفحتيه    كما اختنقت آهة المنتحر

ويمضي. . عليه غبار الجنون    وتهويمة الفارس المندحر

وذل الندى في شغاف الهجير    وذل الدجى في ضفاف القمر

وذل السنا في جفون الحزين    إذا شاب في مقلتيه السهر

وذل الأماني بقلبي الجريح    وقد مزقته رياح الضجر

فلا يلمح النور فوق السهول    ولا الظل تحت غوافي الشجر

ولا بسمة الجدول العبقري    إذا عانقته طيوف السحر

ولا فرحة المرج يوم الربيع    تلقاه في لوعة المنتطر

فألقى عليه الهوى والشباب    وأحيا لدنياه عيد الزهر. . .

سواء لديه مسوح الشتاء    وأشجانه في الظلام العكر

وفجر الربيع وقد شاع فيه    على صفحة النور فن القدر!

سواء لديه رأى كونه    أم ازور عن كونه وانحسر

لقد ذاب فيه خيال الوجود ... وشرده القلق المستمر

فلا تسأليه هدوء الحياة    فقد مات في خاطري واندثر

سلام عليك مع الهادئين    وفي قلقي جذوة تستعر

كأني سفاة دهتها الرياح    وجن بها عاصف ذو شرر

كأني جنون الهوى في القلوب    إذا عاجلتها ليالي السفر

على رعشة الشوق لا أستريح    ولا أستفيق، ولا أستقر. .

ألا فارفعي الستر طال العذاب    وطالت ليالي الأسى والفكر

وغنيت حتى مللت الغناء    وملت عذابي شجون الوتر

ألا أسرعي قبلما يحتويني    هدوء البلى في ظلام الحفر!

اشترك في نشرتنا البريدية