الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 661الرجوع إلى "الرسالة"

البعثات الأزهرية إلى الخارج

Share

إلى الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر:

أنت يا مولاي أزهري نلت أرقى الشهادات الأزهرية، وهي    (شهادة العالمية من الدرجة الأولى)  ولكنك لم تقنع بهذا الزاد  العربي الشرقي مع خصبه ودسامته، بل أردت أن تجمع بين علم  الشرق الموروث وعلم الغرب المستحدث، فرحلت إلى فرنسا،  وطلبت العلم في رحاب   (السوربون)  وأجدت الفرنسية، وكنت  أستاذا في الجامعة الفؤادية سنوات وسنوات، وبذلك أدركت  أكثر من سواك مبلغ الخير الذي يحصله الأزهري إذا ما جمع  بين القديم والحديث، وقارن بين تراث العرب وتراث الغرب؛  فهل يكون عجيبا بعد هذا، أو غريبا أن نلجأ إليك هاتفين بك  لتسارع بتنظيم البعثات العلمية الأزهرية إلى الخارج من شباب  الأزهر المعمور الذين أتموا دراستهم في الكليات الأزهرية،  وعندهم استعداد وقدرة على الارتحال ومواصلة الطلب أكثر من  الطاعنين في السن المقتربين من هدوء الشيخوخة والهرم؟!.

لقد سارعت الجامعات المصرية، والوزارات والهيئات في  مصر فكتبت كتائبها وحشدت جموعها، وأوفدت بعثاتها  إلى الخارج، عقب الحرب مباشرة مع أن هذه الجامعات  والوزارات تجد من أبنائها القدامى والمحدثين من ينوبون عن هذه  البعثات أو يحلون محل أفرادها. . . .

أما الأزهر الشريف الذي يحتاج إلى البعثات أكثر من غيره  فلم نر من أبنائه فردا واحدا يرسل إلى الخارج في بعثة من البعثات!

أن الأزهريين في أمس الحاجة إلى دراسة اللغات الأجنبية،  وإلى الوقوف على شبه المستشرقين والملحدين ليدافعوا عن دينهم  وإلى معرفة الحياة الاجتماعية والثقافية عند الغربيين،  ليستفيدوا منها في بناء مجتمعهم الإسلامي الجديد! فمتى يتمكنون

من تحقيق هذه الأهداف!!. . .

لقد تشرفت يا مولاي الأستاذ الأكبر بالحديث أمام  فضيلتكم منذ حين عن موضوع البعثات، وتفضلتم بتقدير هذه  اللهجة التي تهدف إلى الخير العام، وتتحدث عن الرغبات  الإصلاحية الشاملة، واعتذرتم بان العام الدراسي قد انتصف أو كاد  ينتهي، ولا يمكن أيفاد أحد من المبعوثين الأزهريين في هذا  العام، ووعدتم بتنفيذ هذه الرغبة في بداءة العام القادم؛ ولكنا  نخشى يا مولاي أن تشغلنا الأيام القادمة بشواغلها فلتستخر  ربك ولتصدر أمرك بتنظيم لجنة تنظر من الآن في تنظيم البعثات  حتى إذا ما بدا العام الجديد أو اقبل كانت الكتائب مجهزة،  والبعوث مهياة، والله يسدد خطاك ويديم عليك هداك،  ويحقق بك الآمال

اشترك في نشرتنا البريدية