قال فيلسوف حكيم مرة لابنته: (ابقى صغيرة وأنت تحتفظين بجمالك)
ولعله كان يحسن به أن يضيف إلى هذه النصيحة: أن احرصى على صحتك وأنت تبقين شابة:
فإن الشباب والصحة والجمال، هى الأشياء الثلاثة التى يقدرها الجنس اللطيف، ويقدرها فيهن الجنس النشيط
ولربما كان أهم هذه الأشياء الثلاثة هو الجمال، ولكن من الصعب أن يفكر الإنسان فى الجمال دون شذى الورد، أو أن يفكر فى الورد بدون نضرته. احتفظي بصحتك تحتفظى بشبابك، واستمعى لهذه النصيحة المخلصة، ونفذيها بصبر ومثابرة. ثم ثقى أنه لن يعرف حقيقة عمرك أحد
وفى الغالب أن أكبر ما يعيب المرأة أياً كان عمرها هو جسمها حيث ينمو بثقل، ويصير كجسم المرأة التى قاربت سن اليأس، فتنام إلى ساعة متأخرة من الصباح، وتشعر ببعض التعب أثناء النهار، وتأكل كميات أكثر مما اعتادت أكله، وتأوى إلى فراشها مبكرة، وتصبح أقل مبالاة بمنظرها ومظهرها ماذا يحدث لقاء هذا كله؟!
يسمن الجسم وتزدوج الذقن، ويتمدد البطن، ويغلظ الخصر وتتجمد المفاصل وتبدو المرأة كأنما مرت من طور الشباب المبكر إلى متوسط العمر
والواقع أن لا عذر لها فى ذلك، والسبب فى كل هذا راجع إلى عدم عنايتها بنفسها، وإلى إهمالها ما منحتها الطبيعة من محاسن كان فى مقدورها أن تزيد فى جمالها
فبشرة الإنسان وعضلاته، فى حاجة إلى دم متجدد حار يجرى فيها عن طريق الرياضة البدنية الصحية التى يجب أن تمارس فى الصباح والمساء لمدة ربع ساعة على الأقل
إن المرأة التى بدأ يظهر عليها الكبر، والمرأة الشابة التى تريد أن تحتفظ بشبابها ونضرتها. يجب أن تعرفا أن الشباب والجمال يتوقفان على ثمانية أشياء رئيسية (١) قوام الجسم (٢) لون بشرة الوجه (٣) الفم (٤) العيون
(٥) الوجنتان (٦) العنق (٧) اليدان (٨) الشعر
هذا ويمكن إضافة أشياء أخرى للتجمل، ولكن هذه الأشياء الثمانية لغالبية النساء
أما المرأة التى تمتاز برشاقة قدّ وتريد أن تبقى كذلك، فعليها بإتباع التمارين الرياضية التى تساعد على ذلك وهى كثيرة ومتنوعة. ولقد أصبح ذلك ميسوراً جداً فى الوقت الحاضر بفضل الاختراعات الحديثة والراديو، وخروج المرأة إلى ميادين الرياضة العامة، وهذه وإن كانت لا تزال قليلة فى مصر، إلا أنه فى مقدور السيدات اللائى لهن بيوت منظمة، والتى لها حدائق، أن يلعبن وفق ما تذيعه محطة الإذاعة كل صباح، وأن يخصصن جانباً من أوقاتهن للعب فى حدائق دورهن. كما فى استطاعتهن استعمال الألعاب البيتية التى تدعو إلى الحركة كالبنج بنج، وتنس اليد، والمسابقات وغيرها. ولست ممن يحبذن الألعاب البيتية التى تدعو إلى الجلوس مدداً طويلة مثل لعب الورق، فإن ذلك يضيع كثيراً من نشاط العقل، ويوهن الجسم ويرهل لحمه
ولا تنس السباحة فإنها من أهم الرياضات التى تجمل الجسم
عموماً، والمشى فى الهواء الطلق، والاستمتاع بحرارة الشمس، والسفر فى قطر المفاجآت كلما أمكن.
وعلى المرأة أن تعنى بأخذ حمامات الماء الدافئ مرة واحدة يومياً قبل التمارين الرياضية، مع استعمال أملاح أو سوائل الحمام المنشطة.
كثيراً ما يشكو إلينا بعض السيدات من أن أوقاتهن لا تسمح لهن بالانتفاع بتمارين الرياضة الصباحية التى يذيعها الراديو وكذلك يفتقدن النوادى الرياضية، ونحن من أجل هؤلاء، نذكر هنا بعض تمارين رياضية بسيطة، وبعض مركبات يمكنهن الانتفاع بها فى الأوقات التى تناسبهن حتى لا يحرمن الرياضة يومياً.
١ - الدرس الأول والمهم هو المشى صحيحاً. ضعى الجسم فى الوضع الصحيح. امشى ببطء مع ارتفاع الرأس. وافردى الكتفين إلى الخلف. أملئى الرئتين بالهواء، وتنفسى بانتظام مع ارتفاع الذقن واعتدال الظهر وضغط المعدة. وتكون الذراعان إلى الجانبين. فى هذا الوضع احنى الجسم إلى الأمام حتى الوسط. ثم امشى خطوات واسعة ثم أديرى قدميك إلى الخارج. يؤدى هذا التمرين مدة عشر دقائق يومياً.
٢ - اصعدى على مقعد قريب من الأرض (ستول) وفى يدك عصا.
يشتمل هذا التمرين على الوقوف بتوازن على قدم واحدة بالتبادل، ثم تحرك العصا إلى أعلى وأسفل حول الرأس.
٣ - تمارين الانحناء.
يجب أن تؤدى بحرص، فالمرأة الضعيفة يجب ألا تنحنى أثناء التمرين أكثر من مرتين أو ثلاث مرات، ويشتمل التمرين على المشى أيضاً والجرى حول جدران الغرفة أو فى الحديقة، ويمكن المشى والجرى على اليدين والرجلين تشبهاً بذوات الأربع. ثم الوقوف والانحناء إلى الخلف حتى تلمس اليدان الأرض إذا أمكن. والانحناء إلى الأمام حتى تستقر راحتا اليدين منبسطة على البساط ثم ينقلب الجسم من ناحية إلى أخرى.
هذه التمارين تكفى للمرأة العادية، وإذا تمرنت عليها باستمرار مرتين مع الحمام كل يوم، يمتنع تراكم اللحم الزائد على جسمها. ويبقى الجلد نضرا والعضلات مرنة قوية حافظة لجمالها الطبيعى ووظائفها.
أما المرأة البدينة والسيدة المتوسطة فى العمر، فننصحهما بعمل تمارينDomb-Bell المصنوعة من الخشب، وهذه التمارين مع الحمام ترجع الجسم إلى حجمه الطبيعى، وتعيد العضلات إلى مراكزها الأصلية. والحمام الذى تأخذه السيدة البدينة، يجب أن يكون بارداً إلى الحد الذي تحتمله، فإذا كان قلبها ضعيفاً (وغالباً يكون) ففى هذه الحالة يجب ألا تأخذ حمامات باردة جداً، وإنما تكتفى بحمام بارد فقط معطر بأملاح أو خل الحمام
وربما كانت أحسن طريقة لإعداد حمام السيدة البدينة، هو أن يوضع الماء فى الحوض فى الليلة السابقة للصباح الذى يؤخذ فيه
الحمام، وبذلك تكون حرارة الماء كحرارة الحجرة، ويضاف إلى الماء أملاح الاستحمام كالمعتاد
كانت عطور الحمام فى الزمن الغابر تصنع فى المنازل، وكانت رخيصة، تصنع من أنواع من الأزهار والأعشاب مع الكحول والخل. والغرض منها تنظيف الجسم وإنعاش الجلد والاحتفاظ بنضارته.
أما الآن وقد تقدم علم الطبيعة، وعمت الآلات، وكثرت الاختراعات، فأصبح من ضياع الوقت والمجهود ألا نشترى هذه الأشياء من الصيدليات
وعلى هذا لن أصف هنا غير سائل واحد رأيته يستعمل فى إنجلترا، ومفعوله جيد، وصنعه بسيط
يؤتى بمقدار جيد من ثمر الشليك، ويوضع فى جزء من خل النبيذ، ويترك لمدة ثلاثة أيام، يصفى بعدها ويوضع فى زجاجة للاستعمال وقت الحمام
وإذا وضع ملء فنجان منه على قليل من الماء وغسل به الوجه، فإن ذلك يساعد على تحسين لون بشرته
إن تأثير الروائح العطرية على الأعصاب مدهش، ولقد حرق القدماء البهارات إذا ما مرض منهم أحد، لا على سبيل التطهير فحسب كما نفعل اليوم بالليزول وغيره، وإنما اعتبر شم الروائح نفسها الدواء الشافى. والإنجيل يخبرنا أن القدماء عالجوا المرضى بالروائح العطرية؛ كما اشتهرت البيمارستانات فى بلاد الشرق برش العطور فيها باستمرار
وأطباء اليوم النفسيون وعيرهم يخبروننا: أن النساء الحساسات جداً ينتعشن إذا ما شممن طاقة من البنفسج لأن رائحته للأعصاب، ورائحة الورد للروح، والعطور الأندلسية للرأس. والمرأة العصبية لها أن تمزج قليلاً من النوشادر بعطر البنفسج، وتشمها لتريح أعصابها. أما المرأة القلقة، فيسرى عنها شمُّ الروائح اللطيفة الشذى. ويجب أن توجد زجاجة منها على الدوام فى المنزل للاستعمال كضرورة واجبة لا كشىء كمالى، وأظن الرياضة فى البساتين تؤدى ذلك على خير وجه
هذا وإن للروائح فلسفات، وللرياضة أشكال وأنواع ليس هذا مجالها.
