عقدت الجمعية الطبية المصرية عدة اجتماعات لبحث مشكلة تحديد النسل. كان آخرها اجتماع يوم الثلاثاء الماضي (٤ مايو) ، وقد اهتمت الجمعية الطبية بإثارة هذا الموضوع وبحثه مذ ظهر رأي شرعي لفضيلة مفتي الديار المصرية خلاصته أن تحديد النسل بالوسائل المشروعة جائز في بعض الأحوال والظروف القاهرة؛ ورأت الجمعية الطبية أن تأخذ البحث بيدها وأن تنيره لا من الوجهة الطبية فقط بل من جميع نواحيه الأخرى الاجتماعية والاقتصادية؛ ولهذا الغرض عقدت أربع جلسات كبيرة، ألقى فيها عدد كبير من الأطباء والمفكرين والاقتصاديين والاجتماعيين آراءهم؛ وكان اتجاه هذه المباحث يرمي إلى وجه العموم إلى تبرير تحديد النسل نزولاً على الضرورات الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي لا مفر من الخضوع لمقتضياتها. وقد ظهر من الإحصاء الأخير أن سكان مصر في زيادة مضطردة مؤكدة وأنه إذا لم توفق البلاد إلى تنمية مواردها الزراعية والإنتاجية بسرعة توسيعاً يتفق مع نمو السكان، فإن مصر ستواجه في المستقبل القريب مشكلة اقتصادية واجتماعية خطيرة؛ ومن جهة أخرى فإن مقتضيات الحياة العائلية توجب أحياناً أن يقف إنتاج النسل عند حدود معينة، وإلا كان مستقبل العائلة مهدداً بالأزمات الاجتماعية هذا؛ إلى مقتضيات العوامل الصحية، وظروف الحياة الجديدة التي تجعل من المرأة أكثر من آلة للإنتاج البشري. هذه خلاصة الآراء والنظريات التي عرضت وشرحت في الجلسات المذكورة؛ وستعنى الجمعية الطبية بجمع كل ما قيل وكتب عن هذا الموضوع الخطير ونشره في كتاب خاص وهي عناية تشكر عليها
