الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 454الرجوع إلى "الثقافة"

الجنرال أيزنهاور

Share

نشأ في أسرة متوسطة وشقي طريقه في الحياة كادا بيده معتمدا على نفسه دون أن يلجأ لغني أو كبير . أخلص لعائلته كما أخلص للبلد الذي نشأ فيه ولأصدقائه في الصغر ، ولم يترك فرصة دون أن يبين فيها هذا الولاء . ثم يدع النبوغ ولم يحاول أن يظهر على غيره عن طريق الرهبة أو استعمال النفوذ.

لم يقبل ان يندمج في الطبقة الارستقراطية عند ما توجه إلى انكلترا خلال الحرب الأخيرة ، بل ظل على بساطته لا يفرق بين الناس ، وكان يعتذر من قبول دعوات العظماء لحضور حفلاتهم الاجتماعية إلا ما كان له صلة بعمله الرسمي.

وضع تحت أمره قطار خاص أعد لتنقلاته وأسفاره فرفض متنازلا عنه لاحد مساعديه ممن يحتاج عملهم إلى كثرة التنقلات والأسفار ، وكان يستعيره منه أحيانا في رحلاته التفتيشية على الجنود ، توفيرا للوقت وإعفاء المرءوسيه من ضرورة إيجاد مكان لمبيته.

خصص له جناح في فندق كلاردج افخم فنادق لندن ولكنه عندما رأى حيطانه الذهبية وما فيه من ترف زائه امتعض ولم يقبل الإقامة فيه قائلا : " إني اشعر كاني اعيش في الخطيئة " وانتقل إلى فندق دور شستر .

ومن طريف ما يحكى عنه أنه دعي ذات مرة لمضية

ليلة بمنزل رئيس الوزراء في الريف وقد نسي سكرتيره الخاص ان يحضر له ملابس نومه الخاصة ، فاضطر الجنرال إلى أن يلبس ملابس مضيفه وكانت أكبر من حجمه بكثير ، واكتفي بأن لفت نظر السكرتير إلي خطئه.

ومما يدل على تواضعه ايضا انه كان يكره أن يفتح له سكرتيره الخاص باب مكتبه و يظل ممسكا به حتى يدخل أو أن يستأذن في الدخول عليه.

يحب الإيضاح والبساطة في التعبير عن آرائه في منطق سليم سواء في تقاريره أو في خطبه ، ويوصي مرءوسيه باتباع ذلك دون تضيقهم إذا أخطأوا .

هو يعكس القواد صريخ لا يحوطه الغموض . يجب رجال الصحافة ويسهل لهم مأمورياتهم ويعرف كيف يتخلص من أسئتهم المحرجة.

عمل ما امكن على تثبيت التعاون بين الحلفاء خصوصا بين الإنكليز والأمريكان لكسب الحرب وقد اختلف ضابطان أحدهما أمريكي والآخر انكليزي بسبب العمل فاحتد الأول ووجه إهانة للآنكليز في شخص الثاني ، فاستدعاء القائد العام وعنفه قائلا : " إنك على حق وكنت قد أعفو عن إهانتك زميلك في حدة النقاش لولا أنك أعنت الإنكليز في شخصه لذلك فأنا لعدم تعاونك مع هذا قررت إعادتك إلي أمريكا في الحال أسوة بما يتبع مع أمثالك " ولكن الجنرال بالرغم من ذلك كله يحافظ على أمريكيته ويخشى على التعابير الأمريكية أن تشوبها " شائبة " في انكلترا ؟ وكان يلزم كل جندي أمريكي يستعمل لفظا إنكايزيا فجا بدفع بنس في صندوق خاص أعد بمكتبه لهذه الغرامات . لم يخف كرهه الشخصي لبعض العادات الإنكليزية كمدم السماح بالتدخين في غرف المائدة بالأندية عقب تناول الطعام كما هي العادة في أمريكا ، وكان لذلك يعتذر من قبول الدعوات بكل لطف ) مترجمة )

اشترك في نشرتنا البريدية