الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 250الرجوع إلى "الرسالة"

الحبشة تهدد مصر، بمنع زيادة النيل سنة ٨٤٧

Share

المفاوضات والمخاوضات (١) بين (الحليفة) بريطانيا! و(الجارة)   إيطالية! (يا جارتا ما أنت جارة(٢)!) - بعثتني على أن انشر  في (الرسالة) الغراء هذه الكلمة ذات العنوان تبصرة وذكرى

قال شاعرنا شوقي:

إذا تبدي حبيبي    بأي عين أراه؟

بعينه لا بعيني    فما يراه سواه(١)

فإن المصري إذا لم يعتقد ذلك الاعتقاد، ويؤمن بتلك    (الوحدة) إيمانه بالله ورسوله وقرآنه فهو كافر حق كافر بالمصرية.  وما أريد في هذه الكلمة أن أثبت أن الكون حقيقة وليس بوهم،  وأن شمسا في السماء تطلع علينا كل يوم، فإن البديهيات اليقينيات  هن بديهيات يقينيات

وليس يصح في الأفهام شئ   إذا احتاج النهار إلى دليل(2) وبعد فهذا خبر في كتاب (التبر المسبوك) للعلامة (السخاوي)   في الصفحة (٧٠) في رسالة من (النجاشي) ملك الحبشة إلى  الملك الظاهر (جقمق) ملك مصر المعظم في سنة (٨٤٧)  أرويه  ليتلوه المصري متبصرا فيه، مفكرا في بعد مراميه. قال النجاشي متهددا متوعدا: (وليس يخفى عليكم ولا على سلطانكم أن بحر النيل ينجر  

إليكم من بلادنا، ولنا الاستطاعة على أن على نمنع الزيادة التي تروي  بها بلادكم عن المشي إليكم، لأن لنا بلادا نفتح لها أماكن فوقانية  يتصرف فيها إلى أماكن أخر قبل أن يجئ إليكم، ولا يمنعنا  عن ذلك إلا تقوى الله تعالى. وقد عرضنا على مسامعكم ما ينبغي  إعلامه، فاعملوا أنتم بما يلزمكم)

هذا كتاب النجاشي، وهو لا يحتاج إلى تفسير ولا هامش  ولا تعليق. وإنه ليدمغ باطل ألف مقالة ومقالة - مثل ألف ليلة  وليلة - ينمقها ويلفقيها سوفسطائي(٣) منحط في هوى العدو    (أكل من حلوائهم، فانحط في أهوائهم) ليبرهن أن الإنسان  مالك الماء، متمدنا (أوربيا) لن يقتل أخاء الإنسان - وإن  ناكره (٤) وخاصمه - بالعطش(٥)

اشترك في نشرتنا البريدية