الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 305الرجوع إلى "الرسالة"

الحقيقة في المشكلة الفلسطينية ملخصة عن (ذي ساين)

Share

بدأت أسباب الثورة تظهر في فلسطين منذ بدأت التجربة  الصهيونية فيها، ولكن تلك الأسباب قد أخذت في الازدياد

تحت تأثير الظروف الحاضرة، وقد تزعزع النفوذ لبريطاني  نوعاً ما في تلك البلاد، بعد أن أظهرت إيطاليا عدم احترامها  لقواعد عصبة الأمم، وفهم العرب الذين لا يقدرون المثل العليا  التي تعلن في جنيف أن تلك السياسة السلمية تستند إلى القوى  الحربية دائماً

ولقد أخذت علاقة العرب باليهود في فلسطين تضعف باستمرار  هجرتهم إليها، وأعلنوا الثورة على القانون ليضطروا الحكومة  البريطانية إلى تغيير سياستها نحوهم

إن المرء ليتساءل عن الأسباب التي تدعوا إنجلترا إلى ذلك  النظام الذي أنشئ لمصلحة اليهود، مع ما في عملها هذا من  إضعاف مركزها في تلك البلاد التي نالت فيها مزايا عظيمة بعد  ذلك الانتصار الذي أحرزه لورد اللنبي لها؟ إن حكم هذه البلاد  كان من أهم نتائج الحرب العظمى، فلماذا تضع إنجلترا مركزها  في تلك البلاد في ذلك الموقف الشائك الذي سبب لها كثيراً من  الارتباك؟ مع أن هذا النظام لم يطلبه الرأي العام في انجلترا،  ولم تناد به هيئة قوية في مجلس الجيش!

إن الرأي الحقيقي في هيئة الجيش لم يعلن بعد، ولكن هذه  الفكرة قد نبتت في وقت عصيب كانت فيه جيوش الحلفاء  في أشد الحاجة إلى المساعدة المالية التي قدمها إليهم اليهود إذ  كانت جيوشهم تحت ضغط عظيم. تلك الروح الطيبة التي ظهروا  بها أمام العالم كان لها أبلغ الأثر في تصريح بلفور الذي جاء  في نوفمبر سنة ١٩١٧

لقد كان بلفور سكرتيراً أجنبياً للحكومة الإنجليزية في ذلك  العهد، ولكنه كان أكثر اهتماماً بالحركة الصهيونية من كل  شخص فيها. وعلى الرغم من أن هذه الحركة قد طبعت بطابعه وظهرت  تحت اسمه، فقد أعلن أنها عملت برضا حكومة الحلفاء. وظاهر أن  الحركة الصهيونية تشمل ألمانيا والنمسا وغيرها من بلاد العالم ولقد تضمن هذا التصريح إشارة من الحكومة الإنجليزية  بأنها تنظر بعين الاعتبار إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين،  وأنها تبذل كل ما في وسعها في ألا يمس هذا الحقوق المدنية  والدينية للمقيمين فيها من غير اليهود

ولا نذيع سراً إذا قلنا إن أكثر الأعضاء الذين وافقوا على  ذلك لم يكن لهم رغبة ملحة في تلك التجربة، ولكن بعض رجال

اشترك في نشرتنا البريدية