الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 140الرجوع إلى "الرسالة"

الحياة المصرية المعاصرة

Share

ظهر أخيراً في إنكلترا كتاب عن الحياة المصرية منذ أواخر  القرن الماضي حتى يومنا، عنوانه   (حياة في مصر)   بقلم سيدة إنكليزية، أنفقت طول حياتها في هذه  البلاد هي السيدة مابل جايارد. ويتناول هذا الكتاب وصف  الحياة المصرية منذ أواخر عهد إسماعيل حتى سنة ١٩٣٥؛ أعني  خلال ستين عاما. وكان والد السيدة مابل موظفاً في الحكومة  المصرية منذ أوائل عهد الاحتلال؛ وكانت مس مابل يومئذ فتاة  ناشئة، فقطعت حياتها الحافلة في هذه البلاد، بين الإسكندرية  ومصر، وشهدت تطورات الحياة المصرية في هذه الحقبة، واتصلت  بكثير من الشخصيات البارزة في هذا العهد، ووقفت على كثير  من الشؤون والمعلومات العامة والخاصة. وتقدم المس مابل  في كتابها عن مصر صوراً ساحرة لهذا العهد الذي كانت  الحياة فيه ما تزال ناعمة هينة؛ وتصف لنا مدينة القاهرة والمجتمع  القاهري في أواخر القرن الماضي، حين كانت لا تزال في طور  نشوئها العظيم؛ وكانت لا تزال مدينة شرقية تحتفظ بكامل  جمالها وسحرها الشرقي الذي مازال يملأ مخيلة الكتاب  والسائحين؛ وتصف لنا الإسكندرية في أوائل عهد الاحتلال  وتروي لنا كيف كانت الحياة فيها أحياناً صعبة غير أمينة، وكيف  كانت محط المغامرات والمفاجآت المكدرة

وتقدم لنا المس مابل صوراً ممتعة عن البلاط الخديوي في هذه  الحقبة، وعن الخديويين وعن أكابر سيدات الحرم الخديوي  الذي اتصلت به المؤلفة وعرفت كثيراً من رسومه ومظاهر الحياة  فيه؛ وتصف لنا الإسكندرية والقاهرة أيام الحرب الكبرى،  وكيف تحولت العاصمتان الكبيرتان إلى شبه محطة عسكرية

هائلة، ثم تصف لنا ما طرأ على الحية المصرية بعد الحرب الكبرى إلى يومنا وكتاب المس مابل طريف تجدر قراءته في هذه البلاد، وإن  لم يكن يخلو من بعض نواحي التحيز والتحامل التي قلما تخلو منها  كتب الأجانب، وبخاصة الإنكليز، عن مصر

اشترك في نشرتنا البريدية