- ١ -
لم تجد أيها اليتيم شفيا
لا ولا بعد والديك سميع
لك إذ جعت أو ذرفت دموعا
لم تثر عطفهم . ولن تستطيعا
جشع يدفع النفوس وحب
النفسٍ طاغٍ على النفوس جميعا
-٢-
إنما الحرص فى النفوس طبيعه .
يتساوي خسيسها والرفيعه
ليس في السلم دونه في الوقيعه
مذ يري الله آدماً فى الطليعه
أيهذا الحكيم خل جهوداً
فمن الصعب أن تهذب شيعه
-٣-
إن ذا الحرص مصدر للرزايا
كلف الصعب في الحياة البرايا
كيف تحي ضمائر وطوايا
قبل أن تسمو بالنفوس السجايا
مظهر الإنسِ قد تغير لكن
من طباع الوحوش فيه بقايا
-٤-
هتكوا الستر واستحلوا الحراما
وردوا منهل الشرور ازدحاما
وادعي الخير جاحدوه تماما
لا يراعون في الحياة الذماما
نحن في عالم النفاق جميعا
افتقدنا من النعار السلاما
-5-
ظلموا الناس في الحياة وجاروا
وعلي العدل والشرائع . . ثاروا
ثم قالوا بأنهم . . . أحرار
رب ، اقهر فإنك . . القهار
بالضعيف الذليل في هذه الدنيا
استبدت بجرأة أشرار
-٦-
أوهمونا بأنهم . . . . . أنقياء
وعمو فى الحقيقة . . اللؤماء
إنتمالا إلي الصلاح . . ادَّعاء
إنما منهمو الصلاح . . . براء
لا تغرنك سبحة وصلاة
وسجود وراءه أشياء
-٧-
جمعوا المال باسم الاحسان يوما
ثم لم يرجموا به البؤس رجما
إنهم قد تصرفوا فيه . . حتما
قد فشا فهم الفساد وعمَّا
طمع النفس - والدوافع شتي -
ادنأ النفس بالصغائر قدما
-٨-
قسما باطلاً وألف يمين
نطقت ألسن بغير يقين
طُمس الحق فهو غير مبين
واستمان البطلان غير دفين
كلنا في حياته ، وإن استنكرت -
قولي ، منافق لحدين
-٩-
فسد الأمر ، فالحياة فساد
ليس يُرجى مع الفساد اطراد
قيل إن الحياة هذي جهاد
قلت أيضاً ضغائن واضطهاد
حذراً ما استطعت عش فى حياة
لو تفكرت ليس فيها شهاد
( بور سعيد )
