الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 899الرجوع إلى "الرسالة"

الخطيئة المجسمة

Share

الكرى عاقد جفون البرايا    والدجى مطبق عيون النهار

والرياح النكباء أقفرت الطرق    وأخلت نوادي السمار

وأيادي الضباب ألقت على الآفاق    مما يحكن ألف إزار

فاحملي قلبك المكفن بالآثام    وامضي ملعونة الآثار

احمليه على يديك كما تحمل    أم اللقيط تاج العار

احمليه كزهرة وطأتها    قدم العابثين والفجار

ويك يا هاته الذبابة من أنت؟    ومن أي حماة أو قرار

أنت جرثومة من الشر جوعي    لامتصاص القلوب والأفكار

أنت مخلوقة حضيضية الأصل(م)       كدود الغدران والآبار

أنت شيء أنكرت ذاتيتي فيه(م)        وفيه عرفت معنى انهياري

ويك يا هاته وأنت دخان    كيف أطفأت ثورة الإعصار

كيف قاربت هيكلي ثم لم يجرفك سيلي ولم تحرق ناري

كيف لطخت بالخطيئة محرابي (م) وقد كان كعبة الأطهار

كيف أطبقت مقلتي فلم أبصر    طريقي المشوب بالأوضار

كيف قيدت في حبالك عنقي    ثم سيرتني بغير اختياري

كيف أذللت كبريائي فهانت    وهي من لم تذل للأقدار

آه وا حسرتا لما ضاع مني    من سموي وعزتي ووقاري

فاغربي - أغربي بوجهك لا بورك    يوم ألقاك خلف جداري

حسب شيطانك الغوي خضوعي   وأنا الحر - عند ساق عاري

ويحسبي ندامة ليس تمحوها(م)       صلاتي وخالد استغفاري

اشترك في نشرتنا البريدية