الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 739الرجوع إلى "الرسالة"

الخلان والزمان:

Share

في العدد   (٧٣٦)  من الرسالة الغراء مقال بعنوان   (الخلان  والزمان)  للأستاذ الحوفي لفت نظري فيه أخطاء وقع فيها الكاتب  في روايته لأبيات الشاعر الأمير أبي فراس. . . فرأيت إتماماً  للفائدة المرجوة من هذا الموضوع الجليل أن أنبه إلى مواضع تلك  الأخطاء وأن أرجع الرواية إلى أصلها. ١ -  روى الكاتب أن أبا فراس قال:

منعت حمى قومي وسدت عيشتي ... وقلدت أهلي من هدى القلائد

وصحة رواية الشكر الثاني هي:

وقلدت أهلي غر هذي القلائد

وهو أوضح وأفصح فقد جاء مفسراً لبيت قبله هو:

فإن عدت يوماً عاد للحرب والندى ... وبذل العلى والمجد أكرم عائد

ثم عطف فقال:

منعت حمى قومي وسدت عشيرتي ... وقلدت أهلي غر هذي القلائد

٢ -  روى قوله:

(ومنها) نرى أن المتارك محسن ... وأن خليلاً لا يضر خليل

وصحة هذا البيت هكذا:

(وصرنا) نرى أن المتارك محسن ... وأن خليلاً لا يضر   (وَصول)

يقول: أصبحنا فبي ومن نرى فيه أن الصديق الذي لا يضر  ويؤذي محسن وفيّ وصول للعهد أمين في الصداقة. . ومما يؤيد  هذه الرواية أن الشاعر قال بعد ذلك:

تصفحت أحوال الزمان فلم يكن ... إلى غير شاك في الزمان وصول

فجاء بالجناس بين القافيتين   (وَصول ووُصول)  وأبو فراس  كثير التجنيس في شعره كمثل قوله:

ولا برقت لي في اللقاء قواطع ... ولا لمعت لي في الحراب حراب

٣ -  روي قوله:

وإذا وجدت مع الصديق شكوته ... سراً إليه وفي المحافل أشكر

وصحة هذا البيت:

وإذا وجدت على الصديق شكوته ... سراً إليه وفي المحافل أشكر

٤ -  روي:

أشد عدويك الذي لا تحارب ... وخير خليلك الذي لا تناسب

وصحة الشطر الثاني: وخير خليليك بالتثنية. ٥ -  روي قوله: تردى رداء   (الظل)  لما لقيته ... كما يتردى بالغبار العناكب والصحيح كلمة   (الذل)  مكان الظل، وهو أوضح وأبلغ وأنفذ  للمعنى. يقول: إن حاسده اللئيم الجبان يوغل في شتمه وانتقاصه  ويغرق في ذمه واغتيابه، حتى إذا لاح له انخلع قلبه وامتقع لونه  واعتقل لسانه فتردى رداء الذل، ولبس ثوب التملق، فتوسل  وتمدح. فلا وجه لكلمة   (الظل)  إلا إذا أراد الكاتب الفاضل  أن يتمحل أوجه البلاغة ويتعسف طرائق البيان. فالمعنى الواضح  البين خير وأبلغ من المعنى الغامض المبهم. ٦ -  وقد افتتح  الكاتب الفاضل مقاله ببيت رواه لأبي فراس جاء على هذه الصورة: تركت أبي طفلاً وكان أبي ... من الرجال كريم العود فاخره وقد نبهت   (الرسالة)  أن الشطر الأول غير مستقيم لا معنى ولا  وزناً، ولم أعثر على صحته، ولكن لعل الشطر الأول أن يكون هكذا    (وقد فقدت أبي طفلاً وكان أبي) ، فيصح النظم ويتسق المعنى

(طرابلس الشام)

اشترك في نشرتنا البريدية