الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 306الرجوع إلى "الرسالة"

الدعاية في ألمانيا

Share

نشرت مجلة ذي انترنشنال نازي التي تصدر في لندن مقالاً  طريفاً عن الدعاية الألمانية رأينا أن نلخصه لقراء الرسالة ليلموا  بنوع جديد من أنظمة النازي يشمل سائر بلاد العالم.

في ألمانيا نظام للدعاية واسع النطاق كثير الشعب والأنحاء  حتى ليعجز عن الوصف.

ولا يقف هذا النظام على وكالة واحدة قتوم بهذا الغرض،  ولكن الدعاية في ألمانيا لا أقسام وإدارات مختلفة متصلة جميعها  بوزارات الحكومة وإداراتها. وقد تمتد مراكزها إلى أقصى جهات  المعمورة وتجتمع جميعها في مركز واحد يدبر شئونها ويشرف عليها

ووزارة الدعاية في ألمانيا يشرف عليها دكتور جوبلز،  ولها جيش من مراسلي الصحف في جميع أنحاء العالم يدخلون  في عداد موظفي الحكومة، وهي تشرف على ما لا يقل عن ثلثمائة  جريدة في مختلف الممالك. ولها مخبرون أكفاء يغذون تلك  الصحف في بلاد كجنوب أمريكا والشرق الأقصى. وقد أنشئت  محطات عديدة للاسلكي لنقل الأخبار إليها من الجهات النائية  كجزائر الهند الشرقية. وهي تسخر لأغراضها وكالات السياحة  الألمانية وبواخر الريخ وتسيطر على جميع وسائل الدعاية.

ويراقب قسم الدعاية الصحف الأجنبية في مختلف بلاد العالم  حتى إذا كتبت صحيفة في أية جهة شيئاً لا يتفق وروح الدعاية  الألمانية يصل إليها علمه في الحال. وتزاع التعليمات السرية على  الصحف يومياً؛ وكل مخالفة لهذه التعليمات تعد خيانة.

وأهم وكالة للدعاية العامة هي الوكالة الأجنبية للحزب  الاشتراكي الوطني وتتصل بالجمعيات الألمانية في جميع أنحاء العالم  ولا يقل عددها عن ثلاثين ألفاً ويشرف عليها أرنست بوهل الذي  قضى أيام طفولته في جنوب افريقيا، ولم يدخل ألمانيا إلا سنة   1920وهو في السادسة عشرة من عمره.

والألمان الذين يعيشون في الخارج يجب أن يكونوا تحت  تصرف القنصلية الألمانية في البلاد التي يعيشون فيها، ويتصلون

بجمعيات النازي المحلية على الدوام، وبذلك يكونون تحت تصرف  الحكومة. وكل مخالفة لأوامر النازي قد تعرض الشخص  للحرمان من الجنسية الألمانية، وإلغاء تصريح السفر الذي منح  له، كما أنها تعرض أسرته للضغط والاضطهاد داخل ألمانيا.

وهناك نظام خاص لتعليم هؤلاء الذين يقومون بالدعاية  في الجهات الأجنبية، ففي ألمانيا مدرسة تحت أشراف دكتور  روزنبرج، وأكاديمية في ميونيخ يديرها كارل هوشونز.

وكل أستاذ ألماني أو معلم بقبل الخدمة في الخارج، لابد  أن يقضي وقتاً في الدراسة بهذه الأكاديمية، والطلبة الذين  يسافرون إلى مناطق بعيدة عن ألمانيا يجب أن يلتحقوا بجماعة    (الطلبة الألمان)  في تلك الجهات.

وتوضع رقابة شديدة في الموانئ على المؤلفات التي تصدر إلى  البلاد الأجنبية أو التي ترد منها، فلا يخرج منها كتاب يخالف  مبادئ النازي في شيء من الأشياء، ولا تبيح للأدب المخالف  للنازي الدخول إليها. وهذه الرقابة تشمل المسافرين على المراكب  الألمانية كيفما كانت جنسيتهم.

ولم تكتف الدعاية الألمانية بمراقبة القراء الألمان واتصالهم  بالرأي العام في الخارج، فقد أصرت على سحب النسخة التي  طبعت في فرنسا من كتاب   (كفاحي)  لبعض كلمات علق بها  على معاملة هتلر لفرنسا.

وترتكب حوادث القتل والخطف في سبيل الدعاية تحت  إشراف الحكومة وبمعاونتها؛ ومن أشهر تلك الحوادث خطف  الصحف اليهودي برنولد جاكوب، ومقتل دكتور دولفوس.

اشترك في نشرتنا البريدية