يري كثير من الناس أن الدكتور جونسون ليس له في رد النساء نصب . وهم يعلنون ان نسعة اعشار الذين يقرء قصة حياته وبعيدون قراءتها هم من صنف الرجال . ومثل هذا القول قد قيل عن فوليستانف وإنك لتسمع في أغلب الأوقات قولا يقال بصيغة التوكيد ان ليس هناك امرأة تقدر فواستاف حق قدره
ولست أعرف نصيب الحقيقة في هذه الأحكام التي تصدر بطريق التعميم على أذواق الجنسين الأدبية
ويقول الأديب العاصر ج . بريستلي في دراسته للشخصيات الهزلية الإنجليزية ؛ إن النساء عن بحكم الغريزة معادبات لشكل شئ بنأن منه وينهين عنه . كالحانة وكجامع اللهو والقصف وكسائر الأشياء التي تصد الرجال عن بيوسهم .
فالمرأة - في رأي ريستلي - تري أن الموائل الطبيعي للرجل هو البيت . ولكن فولستاف والدكتور جونسون بربان على اختلاف في الدرجة أن موائل الرجل ليس البيت ولكنه الحالة أو النار .
وعلى الرغم من فرط غرام الدكتور جوفسون بحياة النواري فإن له ولما بالفساء وعناية بأمر عن اكثر من أي واحد آخر من سراة الإنجاز في مصره . وقد كان في حياته المنزلية كما كان في حياته الاجتماعية رحلا يحرص
على رد النساء كما كان يحرص على صحبة الرجال . وكان يجب أمه حبا مفرطا . وكان مغرما بزوجته التي كان معظم اصحابه يجعلون منها مادة للمزاح . وكان مغرما بكثيرات من النساء ، ومنهن " مستر وليمز " العمياء التي وهيها غرفة في بيته لعدة سنين
وكان بلذ له ان يذهب إلى غرفة المثلات في مسرح " دوري أين " وأن يتحدث إلي المثلة " كبتي كليف " التى قال عنها : " إن " كليف " باسيدي هي شئ جميل يستحب الجلوس إليه . وهي تفهم داعا ما نقوله لها " .
أما فرط حبه لأمه وعظم توفيره لها فلم ينقصا أبدا . وكان يسخو في الإغفاق عليها على الرغم من ان اشتغاله بالأدب كان يحتم فيه البقاء في لندن . وكان من أجل ذلك لا يجد وقتا لزيارتها حيث تقيم . وكان جونسون بلوم نفسه على انه لم يضع على غيرها نصبا إلا في السنة الاخيرة من حياته . وكان قد مضي على وفانها خمس وعشرون سنة . ولكن عذره في ذلك انه كان فقيرا . وقد اضطر لفقره ان يكتب روايته " راسيل " في أسبوع ليقوم بنفقة جنازتها ولبسدد ما خلفته منيرة .
أما زوجه مسز جونسون فقد كان الكتاب دائما يا هزليا ، ولم تجد من يذكرها بخبر يرسمون صورتها رحما هزليا ، ولم تجد من بذكرها بخير إلا إحدي الكاتبات التي قالت عنها : إنها صديق جونسون الأوحد ، وكانت قسميها تبني كما كان يحلو لزوجها أن يسمها .
أما أول من أحب من النساء فكانت الأنسة هكتور " وقد كتب بعد وفاة زوجوجه بقول : لو قسم لي انزوجها لكنت بزواجها سعيدا .
فقال له صاحبه " بوزويل " ) ١ ( : ألا تقرني بأسيدي على أننا لو جئنا بخمسين امرأة لكانت كل واحدة مهن قادرة على إسعاد أي رجل ؟
فقال جونسون : إن هذا القياس بنسحب على خمسين ألف امرأة
بوزويل : إدا أنت مخالف للذين يقولون إن بعض النساء قد خلقن هوى لبعض الرجال كما خلف هؤلاء الرجال هوي لهن . وان لن تكون سعادة إلا إذا أكل كل نصف نصفه الآخر .
جونسون : نعم إلى است على هذا الرأي . واعتقد ان الزواج بصفة عامة قد يكون سعيدا - وهو في الغالب كذلك - إذا تم كله على يدى قاضى الفضاة بعد الدراسة الكافية لاخلاق الزوج والروجة وللظروف التي محيط بهما دون أن يكون لهما الرأي في الاختيار .
والسيدة الأرملة ؟ مسز بورثر التي تزوجها جونسون كانت تكبره في العمر ، بل كان عمرها ضعف عمره ، فقد كان هو في السادسة والعشرين وكانت هي في الثانية والخمسين ؛ ولكن يبدو أن الدافع لهذا الزواج كان إعجابها به كرجل قد بلغ الغاية في الذكاء ، بل كان قد أوفي على الغاية .
وكان من دلائلا نفوي وكان من دلائل نفوي جونسون أنه قبل ان يتزوج " مسز بورثر ذهب لامه بطلب موافقتها على هذا الزواج ، فلما رضيت بزواجهما أردف زوجته على حصانه وذهب إلي حيث عقد عليها .
وقد كان جونسون يختلف مع زوجته في كثير من الأمور : كاختلافه معها في لون شعرها ، فقد كانت هي تريد ان تنسبته السواد ، وكان هو يريده كما هو . وقد عنفها مرة لضربها قطة ، وذلك خوفا من ان محذو الخادمة حذوها فتسو في معاملة تلك القطة
وكانت هي مغرمة بنظافة البيت ، وكانت تكثر من التحدث عن نظافة ارض الغرف وجودة صقلها ، حتى يرم جونسون بهذا الحديث وقال لهما : لقد شبعنا حديثا عن أرض الغرفة ، فلتحدث قليلا عن سقفها .
ولم يكن كلاهما محمدا بصاحبه . ولم يكن هو مشغوفا بها مدلها في حبها . وإنما هي " موالي استون " التى خلبت فيه وشغف بها فؤاده تلك التي كان بصفها بقوله " أظرف مخلوق رابته في حياتي " . وإن اسمد فترة مرت ، في الحياة هي تلك الفترة التي امضي منها ليلة كاملة في صحبتها .
وكان جونسون كثير التشكى من الطعام الذي تعده له امرأته حتى عيل صبرها ، فقالت له يوما - وهو يبتدئ صلاته - : إمسك عليك القول بإمسترجونسون ولا عززح بشكر الله على طعام ستذمه بعد دقائن . . وإمر واضح أن جونسون ومسز جونسون كانا مخلوفين بفيض كلام لصاحبه يمكنون صدره ، ويحب كلاهما صاحبه ، على الرغم مما لسكابهما من أخطاء عديدة . فلم تكن هي المخلوقة العزيزة لديه فحسب ، بل أصدق صديق له . اعانته في أيام الشدة والفقر ، يوم اضطر إلى بيع كاس صنيرة من الفضة كانت أثرا غالبا من آثار أمه
تدع لا يحل ولم يفقد . وقد فقد يموتها رفيفا لا يجاري . ولم يفقد دمية من الذي عليها طلاء ودهان
وفي جوابه المر القاسي الذي كتبه ، ورفض فيه ما عرضه " لورد شسترفيلد " من رعاية لقاموسه ، وذلك بعد ثلاث سنين من وقانها ، وردت قرة مؤثرة قال فيها : " إنه الآن لا زوجة له تستطيع ان تشاركه السرور الذي تبعثه التفانات العظماء . ثم قال للورد ، وهذه العناية بأمري لو أيها جاءت مبكرة لكانت مناية مشكورة ، ولكنها جاءت متأخرة حتى اصبحت لا ابالي بها ولا استطيع أن أستمتع غزاياها . وقد أصبحت وحيدا فلا أحد من يشاركي إياها . وقد اصبحت معروف المكانة فاست في حاجة إليها " .
وحتي بعد موت زوجته لم يخل بيت جونسون من حواء ابدأ . وظل زمانا في اواخر حياته بمثل دور الزوج الخاضع للمرأة . وكان يتخذ لنفسه خدينات من النساء ،
واحدة في إثر أخري ، وكان " بوزويل " يتولاء العجب اصبه وحسن معاملته لضيفاته الغيورات . وكان يضطر أحيانا ان يتكلم في لهجة المستهزي عن تلك المجموعة من النسوة التى كان يسميها جوفسون " حريمه " .
وفي صحبته وتزوجه من مسز وليمز واختياره إياها من بن صويباه ما يدل على انه بفضل كل التفضيل النساء اللائي من فوق المستوي العادي في الذكاء . ونحن نستقي هذا الاستدلال من مائة مصدر ومصدر . فقد كتب مرة لصاحبه يزويل " يقول : إذا خلوت من عملي ومن التطلع إلي المستقبل فلبس أشهي لدي من أن أركب عربية تصحيح فيها امرأة جميلة ، على شرط أن تكون هذه الحسناء الجميلة ممن يفهمني ، وممن يضفن إلى الحديث شيئا من الفائدة والطلاوة .
وكان جونسون دائما المحامي الدافع عن النساء العالمات
ضد من يهاجممن . ويقول بزويل - وهو يخالفه في هذه القضية - إن جونسون اكسد لي في حديث من أحاديثه أن المرأة المثقفة المتعلمة ليست أسوأ الزوجات
وفي مناسبة أخري يقول - كما يقرر أحد أصحابه - : إن الرجل الذكي المعلم يجب أن ينعم بصحب زوجة تاسبه علما وتتقيا ، وإنه لشئ تمبس أن لا بدور الحديث بين المرء وزوجه ، إلا على لحم الضأن وهل يؤكل مسارا أو مشوبا وان يقوم العراك بين الزوجين إذا اختلفا في هذا .
وليس ينكر منكر أن جونسون قال بعكس هذا الرأي يوم قال : إن المرأة البحاثة المفكرة التي لا نمل من الجدل تصبح ثقيلة لا نطاق صحبتها ، فإرا ظلت امراة من المتعلمات تبدى ، وتعيد في الكلام عن بدعة الأربية والأربين ، إذا أضاف بها وبحديثها اشد غلاة الفائذين بالمساواة بين الرجل والمرأة . ) مترجمة (
