الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 683الرجوع إلى "الثقافة"

الدكتور زكى مبارك

Share

تنعى الثقافة أديبا من أدباء مصر هو الدكتور زكي مبارك . قد بدأ حياته العلمية مجاورا في الأزهر كسائر المجاورين ، ولكنه رحمه الله كان طموحا ، فتميز عنهم برغبته في تعلم الفرنسية ، فالتحق بمعهد أقامه الفرنسيون لتعليمهم الفرنسية بأجر اسمى ، ولما شدا بعض الشئ سافر إلى باريس لاستكمال تعلم هذه اللغة ، وكان فقير الحال لا يواتيه مال للانفاق على نفسه فى باريس ، فتعاقد مع جريدة البلاغ ، أن يمدها بمقالاته ، وتمده بمالها . وكان له ذلك حتى نال الدكتوراه على كتابه الذي نشره فيما بعد باسم النثر الفني ، وربما كان هذا أقوم كتبه وأحدها ! فلما عاد لم يقنع بذلك ونال الدكتوراه من جامعة فؤاد ، وكان رحمه الله يفاخر بأنه جملة دكتوراهات ، وألف كثيرا ، وكتب مقالات كثيرة في الجرائد . فكان من هذه الناحية ، حركة لا تخمد .

وانتدب للتدريس في العراق ، فدرس فيه ، وأوجد صلات مع بعض أفراده ، وأعاد لنا حديث ليلى المريضة بالعراق ، وإن أخذ عليه شئ فعدم ضبطه قلمه مع نزواته الوقتية ، وقد سبب له ذلك خروجه من وظيفته فى وزارة المعارف المصرية ، وتعرض للبؤس وقاما ، حتى أعيد إلى مثل وظيفته . ومع ذلك فقد كانت له فضائل كثيرة من جد ونشاط وطموح ، وكثرة تأليف أكسبته شهرة دائمة

هذا إلى أنه ساهم فى الحركة الوطنية المصرية سنة ١٩١٩ حتى كاد يسجن . وكان إلى قدرته في الشعر عنده ميل إلي الشعر يقوله ويجيده ، وقد خلف لنا من شعره وشعره ثروة كبيرة ، فرحمه الله بقدر ما أدى لأمته من خدم جليلة ، وعزي العالم العربى وعوضه خيرا .

اشترك في نشرتنا البريدية